الفصل الثالث

رد علبها الشاب مقاطعا بضيق ظهر في صوته :-
انا وضحتلك احساسي وانا عارف اني غلطان ، صدقيني اي انسان عنده كرامة وعزة ونفس هيعمل كده واكتر من كده ، هيحاول يدافع عن نفسه بكل الطرق ومش هيسمح لحد يعمل معاه حاجة فما بالك الضرب او انه يكسرك او يكسر عينك إحساس صعب ولا يمكن حد يقدر يوصفه وبدل انا ما احس اني راجل ابقا واقف مذلول ليه ، ملعون ابو العيشة اللي تذلني او تكسر عيني او اتبهدل بسببها .
قلبي ادوس عليه انما كرامتي لا ، رجولتي مش لعبة لاي حد علي فكرة ، انا راجل والكل يشهد باخلاقي علي المستوي الجامعي قبل المشكلة وفي مكاني واهل منطقتي، هعمل المستحيل عشان ارفع من راسي مرة تانية ، هعمل المستحيل عشان اكون واكون حد مميز ، ودا اللي عملته مع الوقت
وعشان الحلقة بتاعتنا غير اي حلقة حابة اجدد معاكم اللقا النهاردة ، حابة ارحب بكل  المستمعين المتشوقين لمعرفة باقي الحكايتين للنا لقاء كل يوم يتجدد وها هو ميعادنا مثل كل يوم وهنا  حابه ارحب باسلام ، والشاب اللي معانا مرة تانية ، اللي طبعا طلبنا منهم اننا هنكلمهم عشا يحكولنا الحكاية ويكملوا لينا قصصهم ونفهم ونستفيد ونفهم ونعرف ونعرف المستمعين ونطلب منهم يشاركونا هنا
انا يمكن تصرفي غلط بس أنا كان لازم اعمل كده ، كان لازم اثبت نفسي واحاول اني اعمل حاجة .
انا عارف يا أستاذة مها انك رافضة اصلا اللي انا عملته ومين قالك اني موافق عليه ، انا من بعد اللي حصل منمتش يوم مرتاح ، عذاب الضمير ومع ذلك بتمادي ودا مش بأيدي علي فكرة ، انا كل يوم بحاول اثبت لنفسي اني هعدي المرحلة دي لكنها مش كدا  ، ومش بتعدي اصلا .
هنا سالته مها بهدوء :-
طيب ممكن تقولي ايه اللي حصلهم بعد كده ولا الموضوع إقتصر علي ان جالهم أرق وإستمر الوضع دا اد ايه .؟
أجابها الشاب بعد ان اطلق تنهيدة في الهواء قائلا:-
لا ... ثم صمت قليلا واكمل
الموصوع موقفش لحد كده ، انا كنت شايفه بيدبل ، يعني وشه وشها تعبانين
انا وقفت اني اعملهم ارق ، حسيت وقتها ان الارق دا خفيفة قوي وهما يستاهلوا اكتر من كده ، يستهلوا اللي يكون اشد من كده ، الارق قليل هو والكوابيس
لا الموضوع اصعب من كده ، اصعب من اي حد يتخيل اي حاجة خالص ، دا كرامة
مش اي حاجة وخلاص .
انا رحت لصاحبي بليل وسالته بقا عاوزين حاجة تكون قوية عليهم تفتكر يكون ايه ، قالي يبقي سحر اسود
قولتله اولا انا عاوزهم يتخطبوا ويتجوزوو
ساعتها بصلي وهو مبحلق وقالي نعم انت بتقول ايه ...
قولتله زي ماسمعت ، انا عاوزهم يتجوزو
سالني وهو مستغرب ، انت بتتكلم بجد يعني طب مشاعرك وحبك وكل دا ايه بطيخ
قولتله لا ، بس شايفهم لايقيين علي بعض قوي ، وشايف انهم مرتاحين سوا يبقي ليه لا اجوزهم وافرح بيهم .
صاحبي كان مفكر ان الموصوع عادي ، يعني انا بهزر مش بتكلم جد ، ميعرفش اللي فيها ، ميعرفش ان انا عملت دا عشان ازود النار جوايا ويزيد الاذي كمان ليهم
يعني عاوز اعذب نفسي بنفسي مش عاوز غير كده .
المهم لقيته سالني وقالي انت عاوز ايه .
قولتله عاوز يتجوزو قالي اعتبره تم
قولتله عاوزهم يمرضوا ، سالني وقالي انت متأكد .
قولتله اه متاكد ومش عاوز غير كده
وكان الزمن كان ميسر كل حاجة ومترتبة بعناية قوي يعني كله علي المسطرة زي مابيقولوا .
عدي شهر ومفيش حاجة حصلت اتضايقت جامد قوي ان الدنيا عدت وعادي بس اللي حصل مكنش في الحسبان خالص .
لقيت صاحبي بيقولي انت لازم تجهز طقوسك بنفسك سالته ليه قالي لانها حاجة بتاعتك وعاوزة حاجة قوية ، قولتله ما انت معايا ، قالي انا صعب اكون في النقطة دي وكان من اسبابها انه اتاخر  ومكملش اصلا الطقوس اللي قعدت شهر
الشباب رجعوا لطبيعتهم بس اللي عرفته ان الاحلام لا كونك شيلت كل التفاصيل من عليهم يبفي انت كده رجعتهم لرشدهم خليك انت واقف في نقطة التقاء النقطة اللي يفضلوا خابفين منك مش هيبقوا معاك فيها لانهم لو رجعوا لطبيعتهم كل حاجة هترجع تاني وكاني معملتش حاجة بس خليني زي الشبح المستخبي االي بيظهر في الوقت المناسب .
مش هكدب بس في حاجة جوايا بتقولي بلاش تكمل وكفاية كده ، وحاجة تانية جمب ودني بتقولي خد بطارك وكمل طريقك ومتخافش .
بصراحة انا في الاخر سمعت لصوت عقلي او الصوت اللي جمب ودني .
وفي يوم رحت الجامعة قبل ما اعمل اي خطوة قررت اني اروح اشوف الوضع عامل ازاي وايه ظروفهم من اللي حصل وياتري في تغيير ولا لا .
ولما رحت  لقيته قاعد في الكافيه وقولت اعدي من جمبه بس  واشوف رد فعله واول ما عديت لقيته بيضحك بصوت عالي قوي وعمل نفسه مشافنيش بس لقيته بصلي بصة كلها احتقار وقتها لو مكنش عمل كده كنت هبعد وانسي لكن للاسف هو خلاني ااكد قوي علي صوت العقل
هنا قاطعته مها بضييق وسالته :-
طيب انت كده اللي رايح تنكشه
ليجيب عليها الشاب :-
كنت عاوز اشوف ردة فعله عاوز اشوف هيعمل ايه معايا اللي طبعه فيه تكبر مهما يحصل فيه عمره ما يهدي وبعدين هقولك هو طبعه كده يعني مش هيكسره الا الموت و...
بترت حديثه مها وهدرت بصوتها دون ان تستطيع ان تسيطر علي نفسها :-
وانت مين عشان تحط احكام مسبقة وتموت ناس وتخليهم يعيشوا وفرحان والغضب متملك منك
أجاب عليها الشاب بنفس نبرته الهادئة وقال انا انسان عادي جدا جدا
كل هذا الحدؤث كان يستمع له اسلام الذي تكلم هذه المرة وقال موجها حديثه للشاب :-
يمكن انا مش لاقي ليك رد ويمكن انت مشكلتك مشكلة واحدة و أي كلام مش هعرف اعبره واقوله ليك
قاطعه الشاب معتذرا :-بلاش تقولي كلام قاسي كفاية علي ضميري
قال له إسلام في عجالة :-
لا مش تأنيب ضمير خالص ولا اني اقولك حاجة تجرحك ، انا لو قلت هقول لنفسي
وهقول كتير مش هقول رفقا بالنفس لان اسوء شيطان هو شيطان النفس اللي ممكن تخلي الانسان ينجرف نحو طرق ملهاش رجعة مهما كانت ، طيب ممكن تكمل وأسف علي المقاطعة
وقبل ان يستكمل حديثه شاركتهم مها الحديث متسائلة :-
طب انا بس عاوزة اعرف الاحساس وكل واحد بيأذي وعادي الدنيا مش فارقة ولا عشان الفلوس مش قادرة استوعب والله دا كله غصب عني .
يعني السحر بياذي وبيموت وبيفرق ، ايوة ربنا ذكره في القران يعني مفيش قدم بتتقدم الا باذن ربنا سبحانه وتعالي ، لكن السؤال هنا ومعلش استحملوني ليكم انتم الاتنين هو ايه وجه الاستفادة من اللي عملتوه ، يعني طلعتوا بايه من دا كله ؟
خيم الصمت عليهم لا يستطيعون الاجابة
فقد اصابهم الحديث في مقتل نعم هم يدكون خطأهم الفادح في حق من هم لا يملكون لنفسهم شيئا
لذا استكمل الشاب حديثه قائلا :-
انا عارف وقررت بعد ما امشي من الجامعة اشوف طريقي اللي رسمته ما هو كده كده خسران ، وانا خارج من الجامعة شوفتها وهي جاية ، بعد ماكان وشها تعبان وكانت تعبانة رجعت ولنفس نظرتها وحركتها ما هو اللي حصل ليها كان بسيط قصاد اللي عملته ، بصيتلها جامد ، لقيتها بتبصلي بصات إحتكار ، معرفتش اعمل حاجة الا اني اتكي علي ايدي وسناني ، ما هو مفيش حاجة تتعمل الا اني امشي مفضلش الا وقت الامتحانات ، ووانا ماشي سمعت انها ارتبطت بالولد دا وهيتم خطوبتهم بعد الامتحانات علطول ، وبعدها هيتجوزو .
وضحكوا والدنيا فل معاهم.
هنا سالته مها بفضول :-
يعني هما كده اتخطبوا زي ماطلبت من الولد يعملهم .
أجابها الشاب علي الفور :-
أيوة طبعا كده اللي انا طلبته ماشي مفيهوش حاجة خالص ، وبكده حققت اول طلب اللي هو يتخطبوا بس اللي معايا قالي مش هقدر اعمل الا كده ، صلاحياتي مش اكتر من كده وزي ماقولتلك هو طلب مني اني اكمل اللي باقي بعيدا عن اي حاجة ، وهنا سالته اعمل ايه ، كده كده انا هكمل الطريق ، واشوف النهاية ، صحيح انا شوفتها بعيوني بس لازم تعرفي عملت ايه ...
انا وقتها رحت عنده وقعدت معاه ، وقالي كده كده الشعر موجود يعني مفيهاش حاجة ، مش محتاج مني الا دم مني ودا سهل اعمله وطلعلي التعاويذ والطلاسم اللي هعملها واهم مافي الموضوع  اني ادخل الحمام واقعد فترة طويلة في الضلمة ، طبعا دي كانت عقبة بالنسبالي اني ازاي هعملها دي ، انا اخري اني اشتغل معاه او اطلب حاجة ولما لقاني متكلمتش سالني مالك ، قولتله بقا ان الطقس سهل يتعمل عادي بس موضوع الحمام دا صعب ، والعين علي في اابيت وهما اصلا مستغربين اللي انا فيه ، يبقي هعمل ايه
ضحكلي  وقالي مدام عندك استعداد تبقي سهلة ومفيش حاجة صعبة ابدا .
ولما سالته ايه اللي سهل قالي ان الموضوع اعمله عندي هنا وهيكون سهل قوي مش صعب اننا نظبطه سواقولتله طب حلو قوي ازاي طلب مني اني اروحله قبل الليالي القمرية بليل ، وكان باقي علي منتصف الشهر اتناشر يوم بالزبط ومش عاوزني استحمي خالص وممنوع اي ميه طاهرة تنزل علي جسمي خالص ، طبعا انا استغربت في البداية بس هو قالي ان دا اسهل حاجة خاصة ان الحاجة دي تظهر او الاقي الموضوع اللي عاوزه يتم بسرعة انا طبعا كنت حاسس بتوهة جامدة مش هنكر ، رد الفعل والكلام ودا كله كان متعب حرفيا ، بس انا اخدت قراري والموضوع خلص ومفيهوش رجعة
سالته مها بعدم تصديق :-
يعني انت عملت كده ، بس كده انت دخلت في باب الكفر ، انت داخل طريق ضلمة لوحدك ، لا ومتيسر كمان .
تنهد الشاب بحزن وقال لها بعدما خيم ااصمت عليه :-
للاسف عرفت بعد كده ، انا متخيلتش ان الطريق كده ومقرف بالشكل دا انا تعبت مش هنكر ، تعبت نفسيا وجسديا ، بس كنت حاسس ان الشيطان عامي عيني عن الحاجات الحلوة ، عامي عنيا لدرجة اني مش شايف الا السواد والكره ، ورغم دا كله حاجة جوايا بتصرخ وبتقولي بلاش انت عمرك ماكنت كده ، بلاش تأذي نفسك وتدمرها .
انا دا كله كنت بقول حاضر بس ، حاضر اللي هو من عنيا بس .
واتفقت معاه ان قبل الليلة اللي فيها نص الشهر اكون عنده ومجهز الدم الصابح ومجهز كمان ، ميه حمام او بول
كل دا انا كنت بجهزه بكل تفصيلة وبكل حب ، احكيلك بقا رد فعل اهلي واللي انا عملته معاهم او تصرفاتي بالنسبة ليهم
اتحولت لشخص بارد جدا جدا وغير كده لاحظوا علي قلة نضافتي الشخصيىة وعلطول ممكن ادخل الحمام اتاخر برغم اني لما بطلع  من الحمام مبيجدش علي حاجة يعني هو هو شكلي ودقني وهدومي اللي غيرتها مرة واحدة بس خلال الفترة دي ، بس بسبب ان اهلي ووالدي دخلي الاوضة وانا عايش لوحدي اصلا مفيش حد معايا لاني الولد الوحيد علي بنتين ، فا طبيعي يكون ليا اوضة ، وكمان الولد الوسطاني وكده ، دخلي ابويا الاوضة واول ما دخل قرف جدا جدا من الاوضة لانها انعكاس ريحتي فا طبيعي حس بغثيان وطلب مني اطلع من الا ضة وتتفتح تتهوي بس انا رفضت بشكل قاطع رفضت ويمكن كمان صوتي علي جامد  عليه بس اصراره خلاني ادخل الحمام اغير هدومي اللي بره بس يعني مش الداخلي.
طبعا دا كله كان تاعبه خاصة انه شايف ابه الوحيد ويعتبر بيعاملني اني الكبير يلاقي مني رد الفعل دا ، يلاقي مني اني اتحولت لشخص مهمل وكمان مقرف زمش منطاق ابدا ، ويومها سالني مالك
قولتله مفيس انا كويس كل الفكرة اني مضغوط .
وساعتها قالي ناس كتير مضغوطة بس ميكونش دا رد فعلهم ، والا الناس الدود هيطلع من اماكن عيشتهم مش طريقة .
بصيت في الارض وانا مش عارف اقوله ايه ، طب اعمل ايه برضوا مش عارف حقيقي .
اعتذرت وقومت بس قبل ما امشي قالي كلمتين قالي ان ربنا شايف ومطلع علي حياتنا وعاىف امتا يجبلك حقك متقلقش واطمن .
كان كلامه دا عمل جوايا زعزعة مخيفة ، بس الشيطان جوايا كان اقوي من دا كله
مكنتش عارف اتصرف او اني اعبر عن اللي جوايا ، كان نفسي كلام كتير واني مشيت في السكة الاسهل ، كده كده حقي كان هييجي وبعدين ايه اللي هيحصل بعد كده انا مش عارف ولا قادر احدد مشاعري اللي بقت متلخبطة ، ولما كمان سالني مين صاحبي اللي بروحله دايما دا
قةلتله واحد زميلي من الدراسة ، كنت عارف اني بكدب اصل اللي بيدخل طريق الضلمة عمر ما هيكون في حياته اي بصيص نور ولو في خلاص هيروح الضلمة الاساس .
قمت من قدامه وانا بحاول مسمعش الصوت اللي بيقوله قلبي ، بكتمه علي اد مابقدر اصله غلط مش صح .
وفي اليوم الاساسي روحت لصاحبي بعد معناة من والدي ومع والدتي واخواتي البنات اللي حاولوا معايا لما تعبوا بصراحة تعبوا من اللي بعمله من غير رحمة ولا شفقة مني ليهم ، وتغاضيت عن اي عرف ممكن يخلينا اننا نتكلم او نقول الصدق
ومشيت وخلاص وانا مجهز العينة اللي سحبتها لنفسي والطلاسم كمان جهزتها والفترة دي او الايام كانت كفيلة اني اتعلم ازاي ارسم الرسومات دي بدون غلط
وروحت ليه وانا متيقن ان خلاص انا هعمل دا واخلص منهم في خبطة واحدة وافوق لكن للاسف مكنتش اعرف ان دي بس البداية ولسة فيه بلاوي
البلاوي الكتيرة اللي ممكن تخلي الواحد يتوه وسط الدوامة المخيفة دي ومع ذلك بقا عادي بالنسبالي شيء كده اتعودت عليه
انا رحت ليه وقعدت بقا وطلب مني اني ادخل الحمام واقلع وابص في المراية فترة طويلة كنت حاسس بالخوف الجامد ، حاسس ان فيه حاجة غلط بس مش قادر اوصفهااحساس رهبة قلق مش فاهم بصراحة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي