الفصل الخامس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
رأس حربه
الفصل الخامس عشر

صدمات بتقابلنا بتخلينا مكملين في الدنيا من غير هدف ، كل الي علينا نعيش و خلاص ... بس دايما خيط نور لازم يطلع وسط العتمة يزقنا عشان نكمل بنفس ، يشجعنا عشان نقاوم اي حاجه نلاقيها صعبه في وشنا ...

سهير كانت لسه هتعلي صوتها أكتر الاء وقفتها و هي بتشدها من دراعها :
خلاص يا أنسه صلي علي النبي محصلش حاجه تعالي بس .
بصت الاء للبدري بنظره محذره و قدرت تسحب سهير بعيد ، البدري ماتكلمش و سكت لا و مشي كمان من غير مايخدوا بالهم .
- حصل خير إنتي أصلا من المنطقه ؟
كان سؤال الاء الي كانت مستغربها من سهير انها ازاي مش عارفه البدري ، ردت سهير بنفس علو صوتها :
ايوه من زمان كمان
- طب ازاي ماتعرفيش الراجل ده ؟
بصتلها باستغراب و استهتار في نفس الوقت و سألت :
و هو معروف اوي يعني
- بصي انا لسه جايه جديد هنا و ده من وقت ما جيت و هو عامل مشاكل معايا .. من الاخر ده البلطجي بتاع المنطقه يا ستي .
- بصي اعتقد يعني أنه مالوش سيط علي اول الشارع عشان الحكومه و كده لكن يغوط جوه عادي .
بصت سهير في اتجاه البدري لقته. مشي فكملت :
أنا سهير و ساكنه هنا ( شاورت علي البيت ) اول بيت علي أيدك اليمين .
- و انا الاء أتشرفت بمعرفتك .
- الشرف ليا ... لو أحتجتي حاجه احنا اهل ها .
- طبعا ، معلش عطلتك
- عيب عليكي لسه بقولك أهل .. خلاص اتكلي علي الله و ان شاء الله نتقابل تاني .
- إن شاء الله .

                            

أما في مستشفي الخاصه بعلاج الادمان فكانت نجلاء قاعده بتعيط و بتمسح علي شعر الي نايم اودامها علي السرير و من الباين أنه بيتعالج من الادمان
أتكلمت بهدوء و الدكتور كان أودامها :
هو ليه حصله كده يا دكتور ؟
- طبيعي جدا يا مدام دي مرحله مختلفه عن الي فاتت .
- و هو هيحصله كده تاني ؟
- معتقدش حاله عارضه مش اكتر .
بصت نجلاء للدكتور و قالت بتحذير :
الممرض الي كان المفروض يبقي معاه و سهي عنه يتعاقب لاما والله اوديكوا ورا الشمس .
- ماتقلقيش يا هانم
رمت نظره علي الشاب العشريني الي نايم علي السرير و بعدين سابت الاوضه و خرجت ، لا دي خرجت من المستشفي كلها و اول ما خرجت لقت زيد اودامها فاتصدمت .

                             
بعد ايام ....
مكه نزلت تشتري هدوم و حبت تاخد اخت علي معاها نجاة الي أتقربت من مكه جدا الايام الي فاتت
- لا يا موكا مش حلو ده .
- يا نجاة ده العشروميه الي ابدله .
- يا ستي واي المشكله و لو معجبناش يعني اي حاجه المحلات علي قفا من يشيل .
أتأففت مكه و بعدين دخلت البروفه تغير تاني .
في اللحظه دي نجاة جالها تليفون ردت عليه بصوت واطي لانها مضطره :
أيوه !
جالها الرد علي الطرف التاني و هي ردت :
خلاص يا باشا تمام ما تقلقش .
- ......
- الباسبور الجديد هيبقي عندك في اقرب وقت ... مع السلامه .
قفلت و اتنفست بارتياح بعد ما كانت بترد بخوف بس مكه رعبتها أكتر بسؤلها بعد ما سمعت المكالمه :
باسبور أيه ؟
بصتلها بخوف و بلعت ريقها بس افتكرت إنها ماقلتش اي كلام باين :
علي .. علي يا ستي ناوي ياخدك شهر عسل قمر زيك و كان عايز يعملكوا جوازات سفر .
أتفجات بالموضوع ، بس حست أن الموضوع مش محمس و من غير ما تعقب سألتها :
أيه رأيك في الفستان ده ؟
- أه أهو ده بقي حلو اوي .

                            

سدرة جت علي النادي زي عوايدها ، مش متحمسه قلبها مقبوض غير العاده أصلا زعلها علي عمايل أبوها و اجبرها علي وائل ... بتتمني لو يقدر يسمعها مره ماكنتش خبت عليه حاجه
دخلت مكان المران و كان كل اصحابها موجودين ، غيرت  و طلعت ماخدتش بالها من غياب عبيد
، وقفت حبه سرحانه بس فاقت علي صوت مساعد المدرب :
الكل يجمع فورا .
إستجابوا له و هنا قدرت تستوعب غيابه و بصت بعينها .
- دلوقتي معايا التشكيله الي هتلعب مباراة بكره
سدرة سألت بسرعة :
كابتن عبيد فين ؟
- مش عارف بس بلغني أنه مش جاي .
غمضت عنيها و خدت نفس عميق ، بتحاول ماتتوترش و ماتقلقش عليه
بدء يقول الأسماء للتشكيله الاساسيه :
منه ، أسماء ، علا ، مايا ، سدرة ، فاديه ، جني ، بسمه ، مني ، رانيا ، سهيله
البدلاء : سعاد ، هيام ، هنا ، مروه ، مي ، إنجي ، و إبتسام
هايدي بهجوم إتكلمت :
أيوه إسمي بقي إتمنتج فين ؟
- و الله معرفش دي اللسته الي الكوتش إدهالي .
- يعني إيه يعني ، يعني ماتحطتش أساسي و قولت ماشي لكن ماتحطش علي الاحتياطي كمان ليه ؟
- هايدي ماتضيعيش الوقت و سيبينا نبدأ من فضلك .
- لا مالوش لازمه مجيتي إنهارده .
و سابتهم و دخلت ، سدرة ما تكلمتش وأتفجأت إن بديلتها إنجي ، هي عارفه إن هايدي مستهتره من فتره بس مش للدرجه دي ... سدرة أدركت نظرة الغل الي رمتها بيها هايدي قبل ماتمشي و قررت تكلم عبيد لما تشوفه .

                            

كان وقت بريك الاء قررت تنزل تقعد في المطعم الي جمب الشركه ، بس أتفجأت بالبدري واقف و اول ماشافها جالها و اتكلم علي طول :
استنيتك تنزلي و ماطلعتش اهوه .
- جاي ليه ؟
- نتكلم شويه
- نتكلم في أيه ؟
- نقعد يا ستي في حته و نتكلم .
- لا علي الواقف لو سمحت .
أتنهد و قال :
الحاجه كلمتك في حاجه ؟
بصتله من فوق لتحت و اتكلمت :
أه كلمتني ... عايزه افهم أنت كنت بتفكر في أيه و انت بتطلب طلب زي ده .
- واحده واحده علي نفسك يا ما بفكر في ايه يعني ما عادي اي المشكله ؟
- أيه المشكله ؟ انت بلطجي و بتاخد اتاوات من الناس و رد سجون اكيد يعني ماستبعدهاش .
قرص علي مناخيره كذا مره و هو متنرفز من كلامها ، بس بهدوء قال :
أه .. و انا لقيكي كنتي فين من يومين ، في جامع ولا عربيه واحد .
رفعت صوبعها في وشه و اتكلمت بجمود و غضب و تحذير كمان :
بدري .. أنا بحذرك تتعدي حدودك معايا أنا حره نفسي و الحمد لله مابعملش حاجه غلط ، و لو أنت شايفني وحشه أوي كده جاي عايز تتجوزني ليه تكسب فيا ثواب و تلمني ؟ ؟ لا أنسي .
- مش هرد عليكي و هديكي وقت تفكري .
- ده بعدك أنسي يا بابا و اياك أشوفك في حته تاني ، كل اول شهر فلوسك هتوصلك مع حد من رجالتك لكن انك تعمل الاتاوه حجه لا انسي مش هسمحلك تفكر مجرد تفكير فيا .
وقف شويه و هي مستنياه يرد ، و لاول مره يبقي هادي و بيفكر :
بردو مش هرد و هسيبك تفكري ... بالإذن يا أبله .
نفخت بغضب و لفت عشان ترجع الشركه لقت عز كان وراها ومن عينه الي بتطلع شرار دي أدركت أنه سمع .

                              

وائل كان قاعد في مكتبه و جاله خبر أن فاروق النجار مستني بره بس أمرهم أنه يدخل فورا .
وقف باحترام و ابتسامه هاديه يرحب بيه وقعدوا
فاروق اول واحد يتكلم :
أنا عارف إني هعطلك بس حابب اقولك أن كل حاجه جاهزه لكتب الكتاب و الفرح .
وائل أتنحنح و بعدين أتكلم :
شكرا لمجهوداتك ... بس أنا ملاحظ حاجه كده
- حاجه أيه ؟
- سدرة ... سدرة مش معايا خالص .
فاروق هرش بصباعه في خده و بص في الارض و بعدين رفع عينه واتكلم :
بصراحه بنتي في واحد بيلف عليها .
تعبيرات وائل استغربت و فاروق كمل :
بيضحك عليها أنه بيحبها و هي مصدقاه .
وائل مابيتكلمش بيسمع في هدوء ، فاروق قرب منه و قال بنبره غير الي فاتت :
عايزك تنسيهولها و تنقذها منه و من طمعه ... متأكد أنها هتحبك وتنساه .
أما وائل فرجع ضهره لوره بتفكير .

                            

أخر يوم تصوير في الفيلم الي بيجمع هاله و نجلاء و الوجه الجديد زيد 
الكل بيحتفل بس نجلاء قررت تروح لهاله بإبتسامه بتحاول تغيظها بيها :
مبروك يا فنانه .
هاله لسه قاعده ماقمتش و ردت بتكبر :
الله يبارك فيكي ... مبروك عليكي الفيلم و العريس .
- ههههه يا لولو أنا عارفه أنك زعلانه علي خسارتك بس وعد ههديكي حد من صحابه .
هاله ضحكت و ماتكلمتش بس كملت شرب العصير الي كان في ايدها بس نجلاء كملت كلامها :
بس هقولك أنتي ماينفعش معاكي حد زي زيد ... أكيد مش هتقنعيه أنه يدمن .
هاله رمت نجلاء بنظره و بردو بتكمل العصير ببرود .
نجلاء وطت لمستواها و قالت في ودانها وكأنها أفعه سامه ممكن تموتها في أي وقت :
فاضلي خطوه و أنهيكي .
رجعت بصت لوشها بضحكه و هاله كذلك ، سابتها و مشيت وهاله أتحولت ضحكتها لملامح كلها غل وحقد تجاها ، و أكيد نظرتها ماتخلاش من التوعد .

                               

الاء أتفجات من تواجد عز ، ارتبكت مش فاهمه ليه بس ارتبكت و كأنها هتتعاقب علي جرم ارتكبته ... قربت منه و هو أتكلم بسؤاله الي مش متوقع :
هو أزاي يجرؤ يطلب حاجه زي كده ؟
هزت رأسها كدليل علي عدم المعرفه و قالت :
أنا اتفجات من يومين و الله .
- و هو شافك فين من يومين ؟
فركت في ايديها ، و لحد دلوقتي مش عارفه ليه بتعمل كده و غير كده كمان عيونه الي نظراتها بتوترها زياده و بتحس أنها قدام قاضي
- أنا هحكيلك بقي و خلاص ....

                              

و في مستشفي كبيره في العاصمه ، كانت سهير بتشتغل فيها ، في صيدليه المستشفي تحديدا ، لانها خريجه من كليه الصيدله و قدرت تلاقي الشغل ده بعد معاناه .
- بقولك ايه يا سهير روحي كلمي دكتور اسامه هتلاقيه في معمل التحاليل .
كان طلب موظفه الاستقبال لسهير الي أتفجات و سألتها :
و انا ايه شغلي مع دكتور اسامه يعني ؟
- معرفش هو طلبك أكيد محتاج حاجه من الصيدليه .
- طيب هروحله .
كانت ريحاله بس موبايلها رن وكانت امها :
اهلااا يا امييييي .
- اي يا بت هتغنيلي ... أنتي اودامك اد ايه و تيجي .
- امممم يبقي اكيد في مصيبه .
- بت انا نسيت اربيكي ع فكره .
- لا اله الا الله قولي علي طول عشان انا داخله علي حد سمج دلوقتي .
و هي كان بتقول جملتها الاخيره بنرفزه خبطت في حد وقع منه الحاجات الي كانت في الارض
سابت الفون ونزلت جابت الورق الي وقع و قامت بسرعه :
أنا أسفه جدا جدا يا أستاذ عبيد ... صح و لا مش أنت ؟
- و أنتي عرفتي أزاي ؟
شاورت علي الورق الي ادتهوله و اتكلمت :
من الاسم الي في ورقه التحاليل .
بص لورقه التحاليل بيأس و ماتكلمش ، بس بعد كده رفع عينه و قال :
و لا يهمك ... عن أذنك .
سابها و مشي و الهم ملاحقه ، قلبت شفايفها بزعل علي حاله لانها لقطت التحليل و عرفت حزنه
كملت لباب دكتور اسامه و اتنفست بصعوبه ودخلت و هو أول ماشافها ابتسم بسماجه و هي بدلته نفس السماجه ... الابتسامه .

                         

سدرة خلصت مران و حاولت تركز رغم انشغالها ، و حاولت في الاستراحات تكلمه مش بيرد ومن بعدها قفل فونه .
خلصت و في لحظه لبست و مشيت و ماكنتش بتكلم حد من زمايلها .
كلمت عز الدين فهي خدت تليفونه من وقت ما كانوا في الفرح
مش بيرد بردو و هي قلقت اكتر
افتكرت ان الاء معاه في الشغل و كلمتها و الاء ردت علي طول :
الاء لو ماروحتيش اديني عز ضروري .
و خدت شنطتها و اتحركت .

                            

الليل جه و علي كان قاعد مع اخته في البيت
- علي أنجز في جوازتك دي لنروح في داهيه .
- نجاة انتي متأكده أن مكه ماسمعتش حاجه ؟
- من أمتي يعني و انا مابخدش بالي ماتقلقش مش اول مره .
رجع ضهره لوره بيفكر و من بعدها اتكلم :
خلاص اطمني قوليلوا اسبوعين بالكتير و كل حاجه هتبقي تمام .

                            

زيد راح مكان ما نجلاء بتقعد كل يوم وقرر من غير مايفكر كتير يتكلم :
ماتخفيش مش هقول لحد علي سرك ... بس بردو لازم اتحرر من شرطك .
كانت قاعده و اتفجأت بيه و بصتله و من بعدها حطه مج النكسافيه اودامها و وقفت :
انت بتساومني ؟
- أنتي بالذات ماتتكلميش علي المساومه ، أنا همضي العقد مع المنتج مش لازم تحتكريني ده مقابل ان اكتم سرك اظن كده فير .
غمضت عينها و اتكلمت بندم :
طبعا لازم يبقي فير خلاص بقيت نجم و من بكره الفيلم هينزل في السينما و اسبوع بالظبط و تبقي مليونير يا زيد
- ده بموهبتي .
- بس انا السبب
- مانكرش بس هردلك جميلك في مره و بكده هنكون خالصين .
و سابها ومشي اما هي فقعدت تاني و استسلمت ، مهما كان نتيجه حربها هي موافقه .

                             

سدرة روحت و قررت تسيب مهمه البحث عن عبيد لعز صاحبه الي اخيرا لقاه ، كان بيصارع من تاني و في نفس الجراج الي فيه ناس كتير و رجاله شكلها سوقي و كأنهم مجرمين و رد سجون
تابع و هو بيضرب جامد و بيضرب ، بوهن بيلعب و من غير شغف و كالعاده يكسب
نزل و قابلوه نفس الاتنين و بيدوله فلوس ، بصلها وافتكر اخر كلام بينه و بين اخوه علي الموضوع ده ... رماهم ببصه و سابهم و مشي
عز راح وقف اودامه و عبيد ماتكلمش بس عز شده و مشي ، و بعد دقايق كانوا في حته هاديه .
- يعني مش فاهم ايه سر الاختفاء ده في ايه ؟
ماردش كان باصص ع النيل الي كانوا وقفين اودامه و بس
- عبيد سدرة كانت هتموت من القلق عليك .
بصله مع ذكر اسمها و قال :
انسي يا عز
- انسي ايه ؟
- حوار سدرة ده
- يعني ايه ؟
طلع من جيبه ورقه التحليل وقاله بعد ما عز بص عليها :
طلعت التحليل سالب ، أنا كده مافيش حاجه تأهلني أني أخد سدرة ... خلاص راحت و للابد .
- عبيد ماتستسلمش و حاول تاني .
رجع بص للنيل تاني و حط ايده في جيبه و قال :
لا خلاص هي تستاهل حد من عيله و ناس زي ما ابوها اخترلها .... انا مش هحاول تاني .
- عبيد ب ....
قاطعه بقوة :
مش عايز احاول تاني .

                           

كان مطلوب منها مهمه من الدكتور اسامه تحديدا ، جه وقت مرواحها فراحت معمل التحاليل تحط الحاجات الي طلبها منها و بتدعي يكون مشي :
يا ربي ارحمني من سماجته يارب .
دخلت بحذر و اتنفست بفرحه لما لقت المعمل فاضي ، حطت الحاجه علي المكتب و كانت هتخرج ع طول بس عينها لمحت حاجه ، رجعت تبص تاني و بصت علي الورقه الي كانت خارجه من وسط الملفات .... هي افتكرت و بصدمه قالت :
مش ممكن اومال ازاي ... لا هو لازم يعرف .
و خرجت من المعمل بسرعه
...... يتبع .....
تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي