الحلقة٤٤
الخلقة الرابعة و الأربعون
المطرودة من الجنة
بقلم نورا محمد على
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
في الوقت الذي كانت فيه بيلا تتكلم مع مراد و تنهي الاتصال به
كانت مارثا تقف في المطبخ تعد الطعام و هي تنادي علي ابنتها لتقف معها في المطبخ ل تساعدها او علي الاقل تتعلم شئ فلقد كانت مارثا تتحمل كل شى في البيت ولا ترهق بنتها مما جعلها الآن تدرك انها لم تحب ابنتها بصورة صحيحة فلقد افسظتها بالدلال والان تسأل كيف ستكون زوجة أو أم في يوما ما
بيلا مش بعادة يعني يا ماما اول مرة تطلبي مني اساعدك في حاجة و خاصة في المطبخ
مارثا أديكي قولتي بنفسك اول مرة بس لما يبقي خلاص كبرتي و بقيتي آنسة قد الدنيا و جايلك عريس كمان علي الاقل تعرفي تعملي عشا و كل يوم هتدخل معايا المطبخ تتعلمي حاجة ولا انت شايفة ايه
بيلا اه يا ماما عندك حق عشان مراد سألني قبل كده بعرف اطبخ ولا لا انا قولت ليه مليش في المطبخ خاص
نظرت إليها مارثا بصدمة و مانها لا تصدقها و هي تقول بجد ولا بتهزري
بيلا بجد يا ماما هو انا ههزر في الموضوع ده برضوا
مارثا و مش مكسوفة من نفسك يقول عليكي ايه طيب كويس انه جاي يتقدم انا قولت هيلف و يرجع تاني بعد االي انت قولتيه ده
بيلا لا ازاي بعتي ممكن ثم التفتت الي الموضوع علي رخامة المطبخ طيب اعمل ايه في ده
مارثا هقواك و اخذت تخبرها بعض المعلومات و هي تنتبه لها و كأنها تخزن في عقلها كل ما تسمعه
مارثا باين كده ان مراد مسيطر
ضحكت بيلا بخفة و هي تقول يوه يا ماما بقي
مرت الايام و اتي مراد مع ابوه و امه حسب الميعاد كانوا غاي في اللطف و الزوق و الكرم
حتي أن مارثا كانت ترحب بامه و بهم جميعا و كذلك ميتري و بعد وقت كانت بيلا تقدم العصير الذي اعدته هي
جوليا تسلم ايدك يا بيلا تعالي يا حبيبتي اقعدي جنبي
بيلا هزت رأسها بابتسامة و هي تقول حاضر يا طنط و تحركت لتجلس جوارها
نظر إليها مراد و كاد أن يضحك فهي ليست هادئة علي العادة هي تلك المنطقة المرحة المجنونة في بعض الأوقات و لكنها تعجبه و يشعر معها بأنه لازال طفلا يعيش عنده الماضي
جوليا طلعت ما بتعرفش توصف قال ايه حلوة يا ماما
نظرت إليها مارثا بستغراب و نظرت بيلا الي مراد و كأنه تقول في ايه امك بتقول ايه
جوليا طلعت زي القمر و احلي شوية
بيلا ميرسي يا طنط انت اللي عينك حلوة
جميل زوقك حلو يا مراد العروسة و البيت مفيش بعد .كده الرب يتم بخير
مراد يا رب
ميتري نورتنا بجد يا أستاذ جميل
جميل ايه استاذ دي دا أحنا هنبقي اهل ولا عاوزني اقولك يا استاذ ميتري
ميتري لا طبعا قول برحتك انا مش بحب اتقيد بالرسميات اوي و خاصة لما ارتاح لحد زيك كده حاسس اننا اعرفك من فترة
جميل و الله وكيل الشعور متبادل انا حاسس اني اعرفك من زمان كفاية زوقك و ترحيبك بينا
كانت مارثا مرحبا تشعر بالفرح من اجل ابنته التي يتقدم لها عريس لأول مرة و كذلك ميتري يرحب بهم و يتكلم بزوق و محبة و مع ذلك كان علي العكس من سامي الذي كان سبب في عذاب ابنته
مر الوقت و اتفقوا علي كل شئ و شعرت بيلا بالسعادة و مراد ينظر إليها خلسه و كأنه لا يقوي علي البعد عنها نظرات عينه تقول انه يحبها و بصورة واضحة
الي أن قال جميل طيب يلي كلنا نرسم الصليب و تقرأ أبانا الذي
هز ميتري راسه و هو يقول يالا جلسو في خشوع و هم يرسمون الصليب علي قلوبهم و يرددون ( أبانا الذي في السموات يتقدس اسمك لتكن ما شيائتك في السماء .....)
و ما ان انتهوا حتي هموا أن يذهبون و لكن مارثا و متري صمم علي أن يبقوا فالغداء جاهز و رغم رفض جوليا و هي تعتذر و تقول بهدوء و محبة
جوليا مرة تانية يا مارثا المرة دي لتعارف و المرات جاية كتير
مارثا بس بقينا اصحاب و بكرة نبقي اهل و الأكل جاهز فعلا
جميل مش عاوزين نتعبكم
متري ولا تعب ولا حاجة ولا انت بخيل يا جميل
جميل لا بس مش من اول مرة كده و نظر إلي ابنه
الا أن مراد كان يبدي رغبة في البقاء ليس من أجل الطعام بل ليبقي مع تلك التي تذوب خجلا من نظراته فابتسم جميل لأبنه الذي يري الحب في عينه و قال ل ميتري
جميل طيب و ماله عشان ما تزعلوش بس يا ميتري رغم انه ما ينفعش
ميتري الرب ما يجيب زعل و لبعدين لبه اللي ما ينفعش و تحركوا إلي مائدة الطعام و مارثا تعزم عليها و تضع الطعام في الأطباق
بعد وقت كانو ينصرفوا و مارثا تقول زوق أوي جوليا
بيلا فعلا و اخذت تساعد امها اما ميتري كان يشعر بالموافقة
و مرت الايام و تكررت الزيارة و حضر الجد جمال و يوسف و جرجس اخوات مارثا و كارم و مجدي اخوات ميتري الاتفاق و كان جمال يشعر بالسعادة من أجل حفيدته و اتفقوا علي اقامت نصف اكليل في الكنيسة و كانت مارثا تذهب مع بيلا و مراد و ابنها فهمي إلي الكنيسة ليطلبوا من الاب استمارات النصف أكليل
و في اليوم الذي حدده القس حضرت ايريني و سامي و ميرنا و ماريا و خالتها ماري و عمها سمير و بولس اخو سامي و ابنه و باقي العائلة و كذلك كاثرين و أولادها جوناثان و جمال و ديفيد و جاكلين
و حضر جمال و رومي و جرجس و روز و باقي و أولادهم الصغار الأقارب و كانت فرحة جميلة و ليلة سعيدة و لم يبخل ميتري علي ابنته في شى
مما جعل ميرنا تبتعد بعض الشئ عن الكلام مع الموجودين حتي لاحظ جمال و يوسف
و هنا كان جمال يشعر بالحزن من تحل حفيدته و كذالك يشعر بالذنب مرة اخري رغم انه لا يعرف سبب رفض سامي للعريس و لكنه يري أن بيلا اصغر من ميرنا و ها هي ستتزوج بعد عدة أشهر
نرت اللحظات و نظر سامي لايريتي التي تساعد اختها و ترحب بعائشة التي عزمتها هي و مارثا و لكن ميرنا اقتربت من اميرة التي تنظر حولها بأنبهار فهي اول مرة تراي كنيسة من الداخل و ايضا مزينة بالورد و بشكل جميل و تستمع إلي عزف الشامسبن للالحان المفرحة و التراتيل فالقرب من اميرة و قالت
ميرنا اول مرة تدخلي بيت الرب
اميرة ها مش فاهمة
ميرنا اول مرة تدخلي كنيسة
اميرة اه اول نرة بس مش كنت متوقعه انها حلوة اوي و الرسومات جميلة
ميرنا بابتسامة ما اسمهاش رسومات اسمها ايقونات يعتي رموز لقدسين و العذراء ام النور و السيد المسيح
أميرة كل الكنائس كده
ميرنا لا طبعا حسب الطايفة الارثوزكس غير الكاثوليك مثلا
اميرة في ايه
ميرنا شايف اللبس االي لبسه نيفة الاب متي
اميرة بستفسارة قالت متي
ميرنا متي علي اسم النبي متي احد الانجيل الاربع فيه إنجيل باسم إنجيل متي
اميرة اه فهمت بس ماله لبسه هو قريب شوية من لبس عندنا
ميرنا اه شوية بس االي علي الراس مختلف المهم الكاثوليك القس بيلبس بدلة و احنا هنا بتناول خبز مخبوزات في الكنيسة هما بسكوت
اميرة بس دي فروق بسيطة حاجة فرعية يعني
ميرنا طبعا بس في حاجات تاتية و زي ما بتقولو عندكم المثل بيقول و سكتت مانها لا تتذكره أو تحاول ان تتذكر
فردت اميرة عليها بابتسامة و قالت كل شيخ و ليه طريقة
ميرنا هو ده فعلا اللي انا عاوز اقوله
أخذهم الكلام و الناقش الي أن انتهي الحفل و خرجوا من الكنيسة و أميرة و ميرنا و ماريا مقربين من بعض بحكم الجيرة و الصداقة بين الاسرتين
كانت الحفلة التي أقامها الجد جمال لحفيدته بيلا في احد المطاعم الراقية و حضرها الجميع حتي عزمي زميل جرجس في المكتب و الذي كانت عينه تنتقل بين ميرنا و أميرة و هو يري جمال ميرنا المختلف بشرتها الخمرية و عينها العسلية و شعرها متوسط الطول بتمويحة خفيفة و لونه بني و جسدها القصير بعض الشى و لكنه ملفوف يظهر أنوثة تحاول أن تواريها في ثوبها المتسع و لكنه كان ينظر إليها بأعجاب و هو يهز يد جرجس الذي كان يلاعب ابنه الصغير
عزمي جرجس جرجس مين البنت دي
جرجس نظر الي حيث ينظر و قال و انت مالك و بعدين دي مسلمة ولا ناوي تغير دينك
عزمي لا طبعا أن علي دين ابائي ابائي اموت يا عم انت
جرجس امال عاوز ايه
عزمي اللي واقفة معاها ام شعر بني شكلها صغير بس عينه فيها عمق حلوة
نظر إليه جرجس ببعض الحدة و هو يقول دا انت مركز بقي
عزمي في ايه انت تعرفها صح
جرجس انت شايف ايه يعني انت جاي خطوية بنت اختي يبقي اكيد اعرف المعازيم ولا انت شايف أيه
عزمي اه طبعا بس مالك قلبت وشك ليه انا غرضي شريف و بعدين انا لو جاي استظراف مش كنت سألتك ولا ايه
جرجس بغلاسة قال ايه
عزمي في ايه يا عم هي مين دي
جرجس بنت اختي
عزمي بنت اختك بنت اختك ولا قريبتك من بعيد و انت بتقول كده
جرجس نفيش هنا قريب من بعيد كلنا عيلة و دي ميرنا بنت اختي ايريني و سامي أبن عمي بعني انا خالها و عمها في نفس الوقت
عزمي قولت لي بنت سامي المهم هي مرتبطة أو مخطوبة
جرجس لا نش مرتبطة و نش مخطوبة
عزمي ليه بس هو مفيش رجالة بتفهم ولا عندها نظر ولا ايه دي ملفوفة لفة جاتوة
جرجس كان يضغط علي حروف الاسم و هو يقول بصوت حازم عزمي حاسب علي كلامك
عزمي في ايه بس يا جرجس سرعتني انا قولت حاجة غلط المهم ما تشوفلي السكة
جرجس نعم
عزمي ايه يا عم سلك ودانك هو انا بقول حاجة غلط كلمهم عني و ان عاوز اتقدم
جرجس اللي فيه الخير يقدمه الرب
عزمي اه طبعا بس برضوا كلمتين منك يسلكوا الدنيا زميلي ولا اقولك بلاش زميلي دي قول معرفة عشان هي شكلها صغير
جرجس هي مش شملها صغير عي فعلا صغيرة عليك اوي دي أقل منك بحوالي خمس عشرة سنة
عزمي ايه ازاي دي عشرين سنة بس
جرجس اه عشرين سنة بس امال انت فاكر ايه يا صاحبي و لا كام
عزمي يعني ايه مفيش كلمتين منك عن اتي كويس و محترم و ملتزم يمشوا الموضوع شوية و لا يبقي فيه فرصة
جرجس هو مين ده اللى محترم و ملتزم و كويس انت بتتكلم عن حد ما اعرفوش بقولك بنت اختي و انت بتاع حورات
عزمي لا ابوس ايدك انا بتكلم بجد البنت عاجبني و من اول ما شوفتها و انا عيني مش بعدت عنها اعمل خاحة يا جرجس دا احنا أصحاب و انا مش هستني بغيرها جد كده و من غير بهرجه و محترمة و نا رفعت عنها في لي حد حاي انا حاولت ألفت نظرها مش عبرتني من اصله
جرجس و لو عملت حاجة حاجة تكلمت و هي و افقت تفكر و بعدين رفضت ترجع تزعل و نبعد عن بعض
عزمي الرب ما يجبش زعل و بعدين دا نصيب و بعدين
مش يمكن توافق يس كلمتين منك يمشوا الليلة
جرجس قلبك ابيض دي ابوها رفض جوزيف بطرس ابن بطرس غبريال بتاع الدهب اللي عنده محلين في الصاغة و ورشة دهب ما تقدري تمسك حسابتها
شهق عزمي بصوت شبه مرتفع فاكمل جرجس و هو ينظر إلي الصدمة المرونة علي وجهه و قال بسهرية و هي نفسها رفضت بيار خليل و كان متقدم ليها بعد ما شافها طالعة من الكنيسة و جه لحد البيت و قعد يفكر فيها سلفها فين و عي تقول فعلا
عزني بس بس خلاص عقدتها و عمال تسظها في وشي مش عاوز منك حاجة انت صاحب فقر
جرجس لا اتا بوضح ليك عشان لو اترفصت يعني زي اللي قبلك
عزمي روح يا عم انت صاحب انت قال لو اترفضت قال مش عاوز منك حاجة قال صحاب قال
جرجس خلاص يا عم هكلمها ليك هي و مامتها بس عد الجمايل
عزني ايوة كده يدوم الواجب
جرجس انا مرسال ما قدرت أعمى غير اني أجيب ليك ميعاد
عزمي أن مش عاوز غير كده و كلمتين حلوين منك
جرجس ماشي
انتهي الحفل و رجع الجميع إلي بيوتهم
اما عزمي كان ينظر إلي ميرنا و هي تنصرف مع امها و اصدقائها و اختها و قلبه يذهب معها و كانه لمبعد ملكه
المطرودة من الجنة
يتابع. ...
المطرودة من الجنة
بقلم نورا محمد على
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
في الوقت الذي كانت فيه بيلا تتكلم مع مراد و تنهي الاتصال به
كانت مارثا تقف في المطبخ تعد الطعام و هي تنادي علي ابنتها لتقف معها في المطبخ ل تساعدها او علي الاقل تتعلم شئ فلقد كانت مارثا تتحمل كل شى في البيت ولا ترهق بنتها مما جعلها الآن تدرك انها لم تحب ابنتها بصورة صحيحة فلقد افسظتها بالدلال والان تسأل كيف ستكون زوجة أو أم في يوما ما
بيلا مش بعادة يعني يا ماما اول مرة تطلبي مني اساعدك في حاجة و خاصة في المطبخ
مارثا أديكي قولتي بنفسك اول مرة بس لما يبقي خلاص كبرتي و بقيتي آنسة قد الدنيا و جايلك عريس كمان علي الاقل تعرفي تعملي عشا و كل يوم هتدخل معايا المطبخ تتعلمي حاجة ولا انت شايفة ايه
بيلا اه يا ماما عندك حق عشان مراد سألني قبل كده بعرف اطبخ ولا لا انا قولت ليه مليش في المطبخ خاص
نظرت إليها مارثا بصدمة و مانها لا تصدقها و هي تقول بجد ولا بتهزري
بيلا بجد يا ماما هو انا ههزر في الموضوع ده برضوا
مارثا و مش مكسوفة من نفسك يقول عليكي ايه طيب كويس انه جاي يتقدم انا قولت هيلف و يرجع تاني بعد االي انت قولتيه ده
بيلا لا ازاي بعتي ممكن ثم التفتت الي الموضوع علي رخامة المطبخ طيب اعمل ايه في ده
مارثا هقواك و اخذت تخبرها بعض المعلومات و هي تنتبه لها و كأنها تخزن في عقلها كل ما تسمعه
مارثا باين كده ان مراد مسيطر
ضحكت بيلا بخفة و هي تقول يوه يا ماما بقي
مرت الايام و اتي مراد مع ابوه و امه حسب الميعاد كانوا غاي في اللطف و الزوق و الكرم
حتي أن مارثا كانت ترحب بامه و بهم جميعا و كذلك ميتري و بعد وقت كانت بيلا تقدم العصير الذي اعدته هي
جوليا تسلم ايدك يا بيلا تعالي يا حبيبتي اقعدي جنبي
بيلا هزت رأسها بابتسامة و هي تقول حاضر يا طنط و تحركت لتجلس جوارها
نظر إليها مراد و كاد أن يضحك فهي ليست هادئة علي العادة هي تلك المنطقة المرحة المجنونة في بعض الأوقات و لكنها تعجبه و يشعر معها بأنه لازال طفلا يعيش عنده الماضي
جوليا طلعت ما بتعرفش توصف قال ايه حلوة يا ماما
نظرت إليها مارثا بستغراب و نظرت بيلا الي مراد و كأنه تقول في ايه امك بتقول ايه
جوليا طلعت زي القمر و احلي شوية
بيلا ميرسي يا طنط انت اللي عينك حلوة
جميل زوقك حلو يا مراد العروسة و البيت مفيش بعد .كده الرب يتم بخير
مراد يا رب
ميتري نورتنا بجد يا أستاذ جميل
جميل ايه استاذ دي دا أحنا هنبقي اهل ولا عاوزني اقولك يا استاذ ميتري
ميتري لا طبعا قول برحتك انا مش بحب اتقيد بالرسميات اوي و خاصة لما ارتاح لحد زيك كده حاسس اننا اعرفك من فترة
جميل و الله وكيل الشعور متبادل انا حاسس اني اعرفك من زمان كفاية زوقك و ترحيبك بينا
كانت مارثا مرحبا تشعر بالفرح من اجل ابنته التي يتقدم لها عريس لأول مرة و كذلك ميتري يرحب بهم و يتكلم بزوق و محبة و مع ذلك كان علي العكس من سامي الذي كان سبب في عذاب ابنته
مر الوقت و اتفقوا علي كل شئ و شعرت بيلا بالسعادة و مراد ينظر إليها خلسه و كأنه لا يقوي علي البعد عنها نظرات عينه تقول انه يحبها و بصورة واضحة
الي أن قال جميل طيب يلي كلنا نرسم الصليب و تقرأ أبانا الذي
هز ميتري راسه و هو يقول يالا جلسو في خشوع و هم يرسمون الصليب علي قلوبهم و يرددون ( أبانا الذي في السموات يتقدس اسمك لتكن ما شيائتك في السماء .....)
و ما ان انتهوا حتي هموا أن يذهبون و لكن مارثا و متري صمم علي أن يبقوا فالغداء جاهز و رغم رفض جوليا و هي تعتذر و تقول بهدوء و محبة
جوليا مرة تانية يا مارثا المرة دي لتعارف و المرات جاية كتير
مارثا بس بقينا اصحاب و بكرة نبقي اهل و الأكل جاهز فعلا
جميل مش عاوزين نتعبكم
متري ولا تعب ولا حاجة ولا انت بخيل يا جميل
جميل لا بس مش من اول مرة كده و نظر إلي ابنه
الا أن مراد كان يبدي رغبة في البقاء ليس من أجل الطعام بل ليبقي مع تلك التي تذوب خجلا من نظراته فابتسم جميل لأبنه الذي يري الحب في عينه و قال ل ميتري
جميل طيب و ماله عشان ما تزعلوش بس يا ميتري رغم انه ما ينفعش
ميتري الرب ما يجيب زعل و لبعدين لبه اللي ما ينفعش و تحركوا إلي مائدة الطعام و مارثا تعزم عليها و تضع الطعام في الأطباق
بعد وقت كانو ينصرفوا و مارثا تقول زوق أوي جوليا
بيلا فعلا و اخذت تساعد امها اما ميتري كان يشعر بالموافقة
و مرت الايام و تكررت الزيارة و حضر الجد جمال و يوسف و جرجس اخوات مارثا و كارم و مجدي اخوات ميتري الاتفاق و كان جمال يشعر بالسعادة من أجل حفيدته و اتفقوا علي اقامت نصف اكليل في الكنيسة و كانت مارثا تذهب مع بيلا و مراد و ابنها فهمي إلي الكنيسة ليطلبوا من الاب استمارات النصف أكليل
و في اليوم الذي حدده القس حضرت ايريني و سامي و ميرنا و ماريا و خالتها ماري و عمها سمير و بولس اخو سامي و ابنه و باقي العائلة و كذلك كاثرين و أولادها جوناثان و جمال و ديفيد و جاكلين
و حضر جمال و رومي و جرجس و روز و باقي و أولادهم الصغار الأقارب و كانت فرحة جميلة و ليلة سعيدة و لم يبخل ميتري علي ابنته في شى
مما جعل ميرنا تبتعد بعض الشئ عن الكلام مع الموجودين حتي لاحظ جمال و يوسف
و هنا كان جمال يشعر بالحزن من تحل حفيدته و كذالك يشعر بالذنب مرة اخري رغم انه لا يعرف سبب رفض سامي للعريس و لكنه يري أن بيلا اصغر من ميرنا و ها هي ستتزوج بعد عدة أشهر
نرت اللحظات و نظر سامي لايريتي التي تساعد اختها و ترحب بعائشة التي عزمتها هي و مارثا و لكن ميرنا اقتربت من اميرة التي تنظر حولها بأنبهار فهي اول مرة تراي كنيسة من الداخل و ايضا مزينة بالورد و بشكل جميل و تستمع إلي عزف الشامسبن للالحان المفرحة و التراتيل فالقرب من اميرة و قالت
ميرنا اول مرة تدخلي بيت الرب
اميرة ها مش فاهمة
ميرنا اول مرة تدخلي كنيسة
اميرة اه اول نرة بس مش كنت متوقعه انها حلوة اوي و الرسومات جميلة
ميرنا بابتسامة ما اسمهاش رسومات اسمها ايقونات يعتي رموز لقدسين و العذراء ام النور و السيد المسيح
أميرة كل الكنائس كده
ميرنا لا طبعا حسب الطايفة الارثوزكس غير الكاثوليك مثلا
اميرة في ايه
ميرنا شايف اللبس االي لبسه نيفة الاب متي
اميرة بستفسارة قالت متي
ميرنا متي علي اسم النبي متي احد الانجيل الاربع فيه إنجيل باسم إنجيل متي
اميرة اه فهمت بس ماله لبسه هو قريب شوية من لبس عندنا
ميرنا اه شوية بس االي علي الراس مختلف المهم الكاثوليك القس بيلبس بدلة و احنا هنا بتناول خبز مخبوزات في الكنيسة هما بسكوت
اميرة بس دي فروق بسيطة حاجة فرعية يعني
ميرنا طبعا بس في حاجات تاتية و زي ما بتقولو عندكم المثل بيقول و سكتت مانها لا تتذكره أو تحاول ان تتذكر
فردت اميرة عليها بابتسامة و قالت كل شيخ و ليه طريقة
ميرنا هو ده فعلا اللي انا عاوز اقوله
أخذهم الكلام و الناقش الي أن انتهي الحفل و خرجوا من الكنيسة و أميرة و ميرنا و ماريا مقربين من بعض بحكم الجيرة و الصداقة بين الاسرتين
كانت الحفلة التي أقامها الجد جمال لحفيدته بيلا في احد المطاعم الراقية و حضرها الجميع حتي عزمي زميل جرجس في المكتب و الذي كانت عينه تنتقل بين ميرنا و أميرة و هو يري جمال ميرنا المختلف بشرتها الخمرية و عينها العسلية و شعرها متوسط الطول بتمويحة خفيفة و لونه بني و جسدها القصير بعض الشى و لكنه ملفوف يظهر أنوثة تحاول أن تواريها في ثوبها المتسع و لكنه كان ينظر إليها بأعجاب و هو يهز يد جرجس الذي كان يلاعب ابنه الصغير
عزمي جرجس جرجس مين البنت دي
جرجس نظر الي حيث ينظر و قال و انت مالك و بعدين دي مسلمة ولا ناوي تغير دينك
عزمي لا طبعا أن علي دين ابائي ابائي اموت يا عم انت
جرجس امال عاوز ايه
عزمي اللي واقفة معاها ام شعر بني شكلها صغير بس عينه فيها عمق حلوة
نظر إليه جرجس ببعض الحدة و هو يقول دا انت مركز بقي
عزمي في ايه انت تعرفها صح
جرجس انت شايف ايه يعني انت جاي خطوية بنت اختي يبقي اكيد اعرف المعازيم ولا انت شايف أيه
عزمي اه طبعا بس مالك قلبت وشك ليه انا غرضي شريف و بعدين انا لو جاي استظراف مش كنت سألتك ولا ايه
جرجس بغلاسة قال ايه
عزمي في ايه يا عم هي مين دي
جرجس بنت اختي
عزمي بنت اختك بنت اختك ولا قريبتك من بعيد و انت بتقول كده
جرجس نفيش هنا قريب من بعيد كلنا عيلة و دي ميرنا بنت اختي ايريني و سامي أبن عمي بعني انا خالها و عمها في نفس الوقت
عزمي قولت لي بنت سامي المهم هي مرتبطة أو مخطوبة
جرجس لا نش مرتبطة و نش مخطوبة
عزمي ليه بس هو مفيش رجالة بتفهم ولا عندها نظر ولا ايه دي ملفوفة لفة جاتوة
جرجس كان يضغط علي حروف الاسم و هو يقول بصوت حازم عزمي حاسب علي كلامك
عزمي في ايه بس يا جرجس سرعتني انا قولت حاجة غلط المهم ما تشوفلي السكة
جرجس نعم
عزمي ايه يا عم سلك ودانك هو انا بقول حاجة غلط كلمهم عني و ان عاوز اتقدم
جرجس اللي فيه الخير يقدمه الرب
عزمي اه طبعا بس برضوا كلمتين منك يسلكوا الدنيا زميلي ولا اقولك بلاش زميلي دي قول معرفة عشان هي شكلها صغير
جرجس هي مش شملها صغير عي فعلا صغيرة عليك اوي دي أقل منك بحوالي خمس عشرة سنة
عزمي ايه ازاي دي عشرين سنة بس
جرجس اه عشرين سنة بس امال انت فاكر ايه يا صاحبي و لا كام
عزمي يعني ايه مفيش كلمتين منك عن اتي كويس و محترم و ملتزم يمشوا الموضوع شوية و لا يبقي فيه فرصة
جرجس هو مين ده اللى محترم و ملتزم و كويس انت بتتكلم عن حد ما اعرفوش بقولك بنت اختي و انت بتاع حورات
عزمي لا ابوس ايدك انا بتكلم بجد البنت عاجبني و من اول ما شوفتها و انا عيني مش بعدت عنها اعمل خاحة يا جرجس دا احنا أصحاب و انا مش هستني بغيرها جد كده و من غير بهرجه و محترمة و نا رفعت عنها في لي حد حاي انا حاولت ألفت نظرها مش عبرتني من اصله
جرجس و لو عملت حاجة حاجة تكلمت و هي و افقت تفكر و بعدين رفضت ترجع تزعل و نبعد عن بعض
عزمي الرب ما يجبش زعل و بعدين دا نصيب و بعدين
مش يمكن توافق يس كلمتين منك يمشوا الليلة
جرجس قلبك ابيض دي ابوها رفض جوزيف بطرس ابن بطرس غبريال بتاع الدهب اللي عنده محلين في الصاغة و ورشة دهب ما تقدري تمسك حسابتها
شهق عزمي بصوت شبه مرتفع فاكمل جرجس و هو ينظر إلي الصدمة المرونة علي وجهه و قال بسهرية و هي نفسها رفضت بيار خليل و كان متقدم ليها بعد ما شافها طالعة من الكنيسة و جه لحد البيت و قعد يفكر فيها سلفها فين و عي تقول فعلا
عزني بس بس خلاص عقدتها و عمال تسظها في وشي مش عاوز منك حاجة انت صاحب فقر
جرجس لا اتا بوضح ليك عشان لو اترفصت يعني زي اللي قبلك
عزمي روح يا عم انت صاحب انت قال لو اترفضت قال مش عاوز منك حاجة قال صحاب قال
جرجس خلاص يا عم هكلمها ليك هي و مامتها بس عد الجمايل
عزني ايوة كده يدوم الواجب
جرجس انا مرسال ما قدرت أعمى غير اني أجيب ليك ميعاد
عزمي أن مش عاوز غير كده و كلمتين حلوين منك
جرجس ماشي
انتهي الحفل و رجع الجميع إلي بيوتهم
اما عزمي كان ينظر إلي ميرنا و هي تنصرف مع امها و اصدقائها و اختها و قلبه يذهب معها و كانه لمبعد ملكه
المطرودة من الجنة
يتابع. ...