الفصل السادس

ابتسم دافيد على تعليق جدته
اذا هذا هو سر سحرها
نعم فهى تملك ما لا تملكه غيرها كونها مميزة ليست مبتذلة، لقد منحتك لمحة عما تريده بنى
وما الذي أريده جدتى؟
تريد ما كنت تراه بينى وبين جدك بنى، ما لم تمنحه والدتك لوالدك
علمت أنها ضغطت جرحه بكل قوتها، تذكيره بوالدته سيفجر الأمور حقا لكن تجاهل الأمر كثيرا سيزيد مشكلته كثيرا
جدتى لم ذكرت الأمر الان؟ لم تذكرين بها
كى تتخلص مما بداخلك دافيد لقد انتهت الأمور منذ زمن
لكنها مازالت بداخلة جدتى، كل مرة اذتنى بها، كل مرة تخلصت بها من حملها باخد اشقائي، انغمازها مع عشاقها امامى بغياب والدى وعدم قدرته على اخباره، محاولتها قتلى أنا وابي كى استولى على ثروته كى تعيش كما يحلو لها دون قيود ام تريدين أن أتذكر محاولتى أنا قتلها كي اتخلص منها، وفشلى الذي جعلنى اراها تتالم فقط لبضع دقائق لم تشفع غليل قلبي
احمد الله انك فشلت واكتشفوا أنها هى من كانت تحاول اذيتك
ضحك دافيد بسخرية
بعد أن اتهمت والدى بكونه ارهابي ويسيء معاملتها وأنه من حاول قتلنا واستغلت صدمتى ليجلس ابي حتى استعدت قدرتى على التحدث؟ لقد دمرت الكثير بي جدتى ولن يصلح ذلك شيئا

أكملت امل الرسالة كى تجد ما سأقوله لذلك الشاب المشتت

ازاي ابرر وانا شايف كل اخطائي قدام عيني ، ازاي ابرر وانا عايش جوا زبالة ومبسوط بيها ومرتاح كل حاجة قدامي ومتيسرة ومتاحة قدامي
طلعت من الخمارة وانا مش طايق نفسي خالص  مش عارف اروح فين ..
عارفة انا بنام مع واحد عنده ستين سنة متخيلة ، كمية قرف متوصفتش ، عرفت اد ايه انا بعاني ..
يمكن تقولي محدش  ضربك علي ايدك ولا انت بتعمل ليه كده ، هقولك انا اتعودت علي كده ، اتعودت اني اطلع كل حاجة جوايا ، حتي الغضب والفرح بقا علاقة حلوة وحشة مش فارقة اصل المهم افرغ الكبت اللي جوايا ...
ايوة كبت شديد مفيهوش متعة الحياة ولا فرحة ، مفيهوش تجربة او اني اجري وانا مش خايف من حاجة خالص ...
الخوف اللي جوايا تاعبني قوي ومدمر روحي ومخليني شخص تاني ، انا مليش اصحاب حتي اللي صاحبتهم في البنزينة بعدو عني مع الوقت تحسيهم قرفوا مني ، يعني انا مختارتش اكون كده لوحدي ، مختارتش الحياة دي ، صحيح انا اتمنتها وطلبتها ، صحيح انا قولت ياريت اعيش هنا بس مش للدرجة دي .
تعرفي انا لما بطلع بره شوية الاقي اصحابي مكلمني ، اللي كانوا معايا الاول كانوا عاوزين اني اخرج ليهم واتفسح وكده بس من لهفتي وفرحتي بالمكان قل التواصل بينا مع الوقت وبقا فيه فتور في كلامنا وحوارتنا ، حتي المكالمات اتحولت لمكالمة واحدة بس .
ومع الوقت المكالمة اختفت خالص .ومبقاش فيه رنة واحدة بقا طلامي مقتصر عن السؤال علي اهلي بس ومش اكتر من كده ، وهو او هي كانت فرحانة بكده انه قطعني عن العالم الخارجي دخلت علي السنة الثالثة وانا علي نفس الوضع ، اكملك ليلتها بليل روحت متاخر جدا جدا وانا شارب طينة  ودخلت الاوضة والتاني كان قدامي شايفني وبعدها جري علي خدني في حضنه ولقيت نفسي بحدفه علي السرير ونمت معاه اول مرة تكون علاقة مفيش قبلها افلام واتحول احساس المتعة جوايا لاحساس انتقام من نفسي وروحي بس ، اتحولت لجسم بدون روح ، بقيت اعمل الموضوع دا اكتر من مرة بقا ادمان لدرجة ان هو بقا بيطلب مني اني اخرج بعد كده اخرج عشان افوق واستمتع بره وكده هو اتغير معايا اصل من يوم ماخرجت والموضوع بقا الضعف وبقا بينبسط يعني فرحان جدا
كنت رافض في الاول وبعد كده طلعت المرة دي كنت عارف انا عاوز ايه طلعت عن البحر كنت عاوز انتحر خلاص تعبت ، احساس الرغبة جوايا بقا فوق الطبيعي ، بقيت حاسس ان روحي مستهلكة حاسس اني تعبان من كل حاجة جوايا تعبان من روحي ومن حياتي تعبان اني دخلت علاقة غلط ، وغلط بكل المقاييس ، طلعت من عند البحر  طب انا لما ادخل المية هلوثها وكمان انتحر دا جابروت مني والله ومش اكتر .
لقيتني مش عارف اعمل ايه اخدت بعضي ومشيت هربت من عذاب الضمير اللي مطاردني وقررت اروح علي نادي للرجالة كنت سمعت عنه وروحت هناك وانا مقرر انا عاوز ايه وروحت ودخلت قعدت كانت العين علي لان ملامحي شرقية جدا غير كده جسمي طول بعرض وبهتم بصحتي جدا جدا
المهم دخلت وشوفت حاجات اخري اشوفها علي النت وانا بتفرج انما علي ارض الواقع صعب مجرد رجالة في الشكل بس هياكل انما في الحقيقة ولا ليهم اي معني ،بعد كده  كنت قاعد اختار وانقي منهم اللي هنام معاه وفعلا عملت كده ولفت نظري واحد وطلبته ، والمكان هنا كان موفر اوض كمان لينا ، شدني من هدومي وطلعت معاه الاوضة
استمتعت معاه معرفش ليه وفضلت قاعد معاه شوية وبعد كده اديته فلوس ومشيت ،  رجعت للبيت مرة تانية بس المرة دي متغير من جوايا من كل حاجة متغير التغير اللي خلاني كاره نفسي تماما ، ولما رجعت هو اخد باله من التغير اللي انا فيه صوت تماما وحاسس ان جوايا رفض كامل لكل حاجة حتي ليه لدرجة انا قربت منه عشان اصالحة ورضيته عادي وانا مش حاسس بجسمي عاوز اتحرر من كل حاجة جوايا اتحرر من نفسي
ومن يومها وبقيت اخرج واروح النادي واعمل علاقات وبقا الانغماس في الحرام كل يوم يزيد شوية

تنهدت امل وهى تقرأ الرسالة لكنها لم تجد البقية ففطنت لكونه ظن أنها لن تكمل قرائتها، اتجهت حيث تكتب رسالة له ولدا باختيار الكلمات بعناية تحثه على استكمال قصته
انت قولت انى مش هقرا رسالتك لكن أنا قرأتها بالفعل ومش هنكر أنها شدتنى جداا ومنتظرة البقية فعلا لذلك هنتظر تواصلك معايا واه متفتكرش انى هحكم عليك وواضح جدا انك مش مريض أو حاجة لكن محتاجة اعرف تفاصيل كمان عشان اقدر احكم على الأمور فعلا واقدر اساعدك
أنهت الرسالة واتجهت لنافذة أخرى بشأنها حيث وجدت رسالة أخرى من فتاه أخرى وكما اعتقدت فهي ضحية لتحرش بات أمرا عاديا
بدأت بقراءة القصة كالعادة التى بدأت بطولة الفتاه
أنا أسمى منى عندى دلوقت خمسة وعشرين سنة معانات بدأت من قبل البلوغ والسبب أن جسمى كان فاير زى ما بيقولوا، دا عرضي لمضايقات كتير ومن اقرب الناس ليا مش من حد بعيد كنت مش بفهم الأمور دى بس طبيعي كنت يتضايق بحس أن دا غلط وطبعا مش محتاجة اقولك أن الأمور دى بتتعرض على القنوات عادى في مسلسل أو فيلم فكنت عارفة أنها أمور عيب، اللى زود الأمور انشغال والدتى ووالدتى يشغلهم وكانوا بيسيبونى عند ناس جيرانا عندهم ولد شاب ساعتها مكنتش فاهمة سبب اهتمامه بيا وأنه يجيب اى حلويات وحاجات كتير لدرجة حبيبته كطفلة لقيت حد مهتم بيخا، كنت بقعد معاه كتير وبقول عنه كلام كويس كتير لغاية ما في يوم والدته مشيت وسابت البيت وكنت أنا واختي الصغيرة في عهدة والدته، يومها قالت إنها هتزور اختها وهترجع قبل العصر ووصته يخلى باله مننا وهو طبعا قالها حاضر، يومها سابنى العب في الشارع يجى ساعة نده عليا عشان اتغدى رغم أن الوقت كان بدرى على غدا لكن سمعت كلامه ولما دخلت لقيته مجهز الغدا فعلا وجايب شيبسي وحلويات وحاططهم في أوضته بصيت على اختى الصغيرة لقيتها نائمة وهى كنت لسة بترضع والحمد لله أنه كان عنده رأفة بيها ومجاش يمها لكن لما دخلت قالى انى وسخت نفسي ولازم استحمى وفعلا خلانى قلعت هدومى ودخلنى الحمام وهو كمان قلع هدومه وحمانى بس كان بيلمسنى بطريقة غريبة وكان شكل جسمه غريب عننا طبعا مكنتش اعرف يعنى ايه جسم راجل الغريب في قصتنا أنه كان بياخدنى بالراحة قوى بس كنت طفلة مش فاهمة برده ولما خلصنا خادتى اوضته وقالى تعالى نلعب عريس وعروسة وأنت عروستى، فضلنا نلعب وعملنا فرح وفجأة لقيته بيبوسنى وخلع الفوطة من عليا وبدأ يلمسنى بطريقة غريبة ويطلع أصوات غريبة خوفت منه وكنت عاوزة أبعده بس هو مسابنيش غير لما خلص خالص ولقيته بيبوسنى وبيقولى خلي الكلام دا بينا عشان محدش يضربنى زى ما بابا بيضربنى لو حد ضربنى
ساعتها المنطق كان بيقول كدا لان فعلا بابا كان دائما مشغول عنى بشغله واهم حاجة عشان يجيب لنا فلوس متفاضي عن أمر أنه حكايتنا اهم من كل دا، ساعتها طبعا خوفا اتكلم بس بقيت بخاف اروح هناك وكنت بقعد في الشارع ياختى مبدخلش غير ووالدته هناك ولا بقيت بقعد معاه بس للاسف دا محمنيش منه والأمر تتكرر تانى وتالت وعاشر على مدار سنين لغاية ما جانبه سفرية برة وسافر ونسيت الأمور دى بس طبعا اللى سابه جوايا كان رعب مش ممكن يتنحى كرهت جسمى ونفسي وكل حاجة دراستى اللى كنت متفوقة فيها اهملتها، وبقيت يا دوب انجح، وبلغت وعدت سنين وصلت فيها لسن ستاشر سنة بقيت الخطاب يخبطوا بابنا بس والدى كان بيرفض ومستمر احسن حد وكنت بسخر من اللى بيقوله لان عملته مغشوشة ومش دهب برلنت، بنت معقدة من كل الرجالة وكارهة نفسها، لغاية ما في يوم لقيت جارتنا جاية وقاعدة مع امى وبتشكيلها من ابنها أنه مش راضي يتجوز وأنه قرب على التلاتين واى بنت تتمناه بس هو مش راضي باي حد، ساعتها سمعت اللى قالته وضحكت لكن ضحكتى اختفت لما لقيتها بصتلى وقالت لأمى منى كبرت يا ام منى الا محدش اتقدم لها
والدتى ساعتى بصتلى بكل فخر وقالت لها اتقدم كتير بس ابوها مش راضي باى حد نستنى اللى يقدرها دى منى حبيبة قلب ابوها
وجعتنى الكلمة قوى لانى عارفة أن ابويا فعلا بيحبنى بس هنعمل ايه بقي كان فاهم أن الفلوس والأكل والشرب اهم حاجة
ساعتها جارتنا بصتلى قوى وقالت لأمى
ايه رأيك اكلم ابنى عليها دا هو اللى مربيها
عارفة لما حد يكتم نفسك فجأة دا اللى حصلى وكان نفسي اصرخ بلا بس والدتى قالت لها أنه أكبر منها بكتير ومينفعش طبعا
وحمدت ربنا ونسيت الأمر وعدى سنة تانية وخلصت الدبلوم اللى أخدته بالعافية طبعا مش عاوزة اقولك أن أنا كنت بخاف أخرج من البيت ولا اتكلم مع حد لا مدرس ولا جار ولا اى حد والكل كان فاكر أن دا حياء منى وأدب وكان ابويا فرحان بيا أن الكل بيحلف بتربيته، وارتحت لما امتحنت وقعدت في البيت واتعلمت الطبخ وعملت قناه على اليوتيوب ونجحت وبقيت بدخل فلوس كتير من غير ما اقول لحد لغاية في يوم حصل اللى مكنش على الخاطر
جارنا رجع بعد غياب عشر سنين جايب ومحمل ومش هنسي اول مرة شوفته كنت خارجة مع اختى نجيب حاجات عشان الحلقات بتاعتى ويادوب خرجت من باب البيت لقيته قدامى معرفنيش لكن أنا لا يمكن أنساه كنت نمشي بسرعة لولا والدته اللى ندهت عليا وقفتنى، وعرفته بيا مش همسي نظرته اللى وجهالى ساعتها معرفش كانت ايه بين ندم وحزن معرفش بصراحة كانت ايه بس اللى عملته أنا كان النفور منه ومن نفسي قولت له كلمتين رحبت بيه ومشيت وقولت لاختى مش هروح اجيب حاجة ورجعت تانى البيت وعدى اليوم وانا بحاول انسي اللى حصل لكن هو منسانيش ولقيته جاى لغاية بيتنا واتصدمت من جرأته لا ووالدة قالى اعمل شاى واجى اقعد معاه!
ساعتها مفهمتش فى ايه غير لما لقيت والدى سابنى معاه وقام!
رغم أنه في بيتنا وقاعد قدامى ووالدة برة شيفاه قدامى الا أن كل جسمى اتنفض خاصة لما لقيته بيكلمنى
ازيك يا منى عاملة ايه
رديت بالية
الحمد لله
منى بصيلي
ساعتها مقدرتش ارفع عنيا وابص ليه لكن اللى قاله خلانى ابصله فعلا
انا عاوز اتجوزك يا منى، لان أنا أحق بيك من اى حد، أنا عارف انك فاكرة اللى حصل وأنت صغيرة
اتصدمت من اللى قاله وبصيتله  بصدمة بس هو كان بيبصلى بندم
عارفة أنا ليه متجوزتش لغاية دلوقت؟ عارفة انى منستش اللى أنا عملته كنت خايف ربنا يردهالى في مراتى أو بنتى كنت مرعوب اخلف ويحصلهم زى اللي حصلك
توبت وربي يعلم وكنت بسال عنك لغاية ما امى قالتلى انك بيتقدملك ناس وبترفضي قولت يمكن ربنا كتيبة فرصة أكفر بيها عن اللى عملته وفعلا لما شوفتك مصدقتش انك منى العيلة اللى....
كملت كلمته بصوت واطي هو بس اللى سمعه
منى العيلة اللى كانت أداة بتفرغ فيها شهوتك، عارف بسبب اللى عملته بقيت كدا بقيت بخاف أخرج ولا اتعامل مع حد كنت بخاف يجرالى اللى جرى وكنت بقول أنا السبب كنت لما بسمع امى بتقولى انى افتن اى حد قولت اكيد فتنتك كنت بحمل نفسي المسئولية وان كل دا غلطى
ساعتها حسيت بندمه ولقيته بيقولى اتجوزه وهو هيساعدنى انسي
انا بكتبلك بعد ما مشي قوليلى اعمل ايه، انا بقيت مدمرة ومش عارفة اقول ايه خاصة ان والدى شبه موافق عليه لأنه مثالي ة من وجهة نظره، يعنى موافقة هتبقي تحصيل حاصل بس ازاى نتعامل معاه وازاى هخلف ولاد منه أو اخليه يلمسنى اعمل ايه قوليلى؟
تنهدت امل وهى تفرك رأسها فحابات هذا اليوم محيرة حقا وما سأقوله سيؤثر بحياة شخوص لا تعلم ماهية حياتهم حقا
كتبت ردها للفتاه وهى تدعو الله أن يوفقنا لحل لتلك المعضلة
عزيزتى منى قرأت رسالتك بعناية ولا اعلم حقا هل ما سأقوله سيجدى نفعا ام لا، لكن إذا كان نادما حقا رغم أنه من احدث تلك الفوضي بحياتك فهو الوحيد القادر على حلها، لذا هو يجب أن يعالج ما دمره، لكن هل هناك فرصة أن يتحدث هو الآخر معى كى تكون حياتكم القادمة مستقرة نوعا ما إذا كان الأمر متاحا فستكون أكثر من سعيدة بمعاونتك على تخطى تلك المحنة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي