الفصل 40
و الأن ودعي ذلك الوجه لأنك لم تري مجددا .. لأنكِ ستموتين هنا وحدك .. وإذا لم تموتي من الانفجار سيتغير وجهك ولن تري مجددا .. هيا يا صغيرة ودعي وجهك
أغمضت عيناها بقوة وصدرها يعلوا ويهبط برهبه شديدة تترجى أن يتركها وقد امتلئ وجهها بالبكاء ، فضحك ضحكة شيطانية ثم دون تردد ضرب وجهها في المرآة بقوة عدة مرات لتصرخ متأوه بفضل ألم حاد أخترق جسدها فجأة مع قشعريرة قوية ، ودمائها ملئت المرآة ولم يتوقف قط ، بل ظل يضرب أكثر ثم ضغط على رأسها من الخلف بقوة ويحركها يمينا ويساراً ثم تركها تسقط أرضاً تصرخ من الألم ، ثم ضغط على زر خاص بالمتفجرات لتبدأ بالعد ، ثم تركها وذهب بسيارته ، أخذت جين ترتعش بقوة وتصدر صوت من فاها يدل على مدى ألمها ، كأن جسدها سقط في بحر من الزجاج ليشعرها أن الموت أقترب منها ..
أخذت تسحف على الأرض وشفاها المجروحتين ترتعش بقوة ، ثم توقفت عن السحف عندما تذكرت أن الحقيبة لا زالت ترتديها ، فرفعتها من فوق عنقها ثم فتحتها وأدخلت يدها تبحث عن الهاتف حتى وجدته ، وحاولت فتحه بصعوبة بفضل الدماء الذي هبطت على عيناها ولم تعد ترى بوضوح وتمكنت من جلب رقم بيير واتصلت عليه ، ليجيب عليها بقلق متسائلا :
-جين .. أين أنتِ ؟!
قالت بشفتين ترتعشين :
-لا .. لا أعلم
-حسنا اهدئي .. وافتحي النت وجهاز التتبع حالا
نفذت ما أمرها به بصعوبة ولكن تمكنت ، ثم حاولت النهوض ولكن لم تستطيع وكأن أصابها الشلل ، وأخذت تسخف بأقصى قوتها فكلما استمعت إلى صوت المتفجرات كلما شعرت بالخوف أكثر ، دقائق و وصل بيير بسيارته ثم ترجل ينظر إلى هاتفه ليعلم أين هي بالضبط ثم دخل بين الأشجار ليستمع إلى صوت القنبلة فنظر إليها ليجد تبقى خمسة دقائق فقط ، فاتسعت عيناه في دهشة ثم ركض ينادي على جين وهو يضئ بمصباح هاتفه ، فتوقفت وأصدرت صوت صراخ عالي ليتبع صوتها وركض إليها ، صدم من هيئتها ثم حملها فورا على ذراعه و وضعها داخل سيارته ثم جلس أمام المقود ليذهب سريعاً ، وبعد دقائق انفجرت المتفجرات لتصدر صوتا عاليا يصل إلى مسامع بيير ..
أستمر بالقيادة وأخذها إلى المشفى ليخرج الدكتور من العمليات بعد ساعة تقريباً وأخبره أن ملامح وجهها لم تعد واضحة ، فأعطى له صورة وحضر الدكتور غرفة العمليات الخاصة بالتجميل ، جاءت صديقتها و والدتها بعد أن أخبرهم بيير ، واستمرت العملية لمدة ثلاثة أيام ، كان كل يوم عملية تجميل حتى وصل إلى الشكل الذي في الصورة ..
وبعد أن فاقت جين وقف الجميع ينظرن إليها والدتها تدعي ربها أن تكون بخير ، والدكتور يسحب الشاش من على وجهها ببطء حتى انتهى ، ليحدقن بها في دهشة بالغة و وضعت جوليا يديها على فاها قائلة بصدمة :
-لا .. جين ؟!
تغيرت ملامحها تماماً أصبحت فتاة أخرى ، وهذا صدم الجميع وجعلهم في حالة ذهول ، أعطى لها الدكتور مرآة لتنظر إليها فأخذت تحرك رأسها بهستيريا وتبكي وهي تحسس على وجهها بعدم تصديق قائلة :
-لا .. لا .. لا .. يبدو أن هذا كابوس وحتما سأفوق منه
تقدم بيير نحوها و وقف يقبلها على رأسها ثم قال بحزن :
-الحمد لله انك بخير يا جين
نظرت إليه بألم فيما تقدمت والدتها منها وجلست بجوارها لتضمها إلى صدرها وجين تقول بألم :
-جين ؟! .. لقد ماتت جين يا بيير .. هذه التي في المرآة ليست أنا
***
يوم تجمعت به السحب مانعة إشاعة الشمس من الظهور ، لتتساقط أوراق الأشجار ورياح خفيفة تحرك كل شيء على الأرض حتى أوراق الشجر التي جفت ، البالون الأبيض والأزرق معلق في كل مكان يتحرك بخفة بفضل الرياح ، والكثير من الأطفال خلف مائدة طويلة ممتلئة بالكيك و تورته كبيرة تحمل صورة فتاة صغيرة جميلة تحتفل بعيد ميلادها الخامس مع أصدقائها الصغار و والدتها الجميلة أديل ..
صفق الجميع صفقة عالية ثم أطفأت الطفلة التي تدعى ساره شمعة والتي على شكل خمسه ، فقبلتها والدتها وأهدت لها هدية لتقبلها ساره على وجنتها ، واستلمت الكثير من الهداية اليوم ثم ركضت بمرح مع أصدقائها فتبسمت أديل لها ، فيما تناولت ساره قطعة صغيرة من الحلوى ثم وقفت خلف أديل مستنده بذراعها على كتفها قائلة :
-ساره.. كلما كبرت كلما تزيد جمالا
عقدة ذراعيها أمام صدرها تحرك رأسها تأكيداً على حديثها ثم نظرت إليها بطرف عيناها قائلة بمرح :
-تشبهك يا ساره
لتضحك ساره ضحكة خفيفة قائلة :
-تجاملينني أديل .. حسنا قابلت المجاملة
فيما وصلت كير مناديه على ساره لينظرن إليها وقابلتها ساره بالعناق فقالت كير بمزاح :
-لم أقصدك أنتِ .. بل أقصد ساره الصغيرة
ابتعدت عنها لتنظر إليها بابتسامة واسعة تحرك رأسها بمرح قائلة :
-أعلم .. أعلم
ضمتها أديل إليها لتعتذر كير منها على التأخير ثم أشارت إلى ساره الصغيرة لتأتي سريعاً ، واعطت لها الهدية ثم قبلتها على وجننها لتعود ساره إلى أصدقائها ثانية ، فيما وضعت أديل الهدية مع باقي الهداية ثم دخلوا إلى المنزل ، تناولت ساره ألة تدريب حديدية وأخذت ترفع يدها بها ، فيما توقفت كير أمام غرفة المعيشة عندما استمعت إلى صوت روبير في الداخل ثم نظرت إلى أديل متسائلة :
-روبير هنا ؟!
جلست على المقعد واضعة قدم فوق الأخرى وهي تقول :
-نعم .. لقد عزمته على عيد ميلاد ساره
كتمت ساره ضحكاتها بالضغط على شفتيها فيما زفرت كير بسأم وضربت ساره على كتفها ، ثم جلست على المقعد المجاور لمقعد أديل قائلة بتذمر :
-لماذا يا أديل ؟! .. قلت لكِ لا أود رؤيته
رفعت ساره قدمها اليمني لتضعها أعلى المنضدة قائلة بلؤم :
-لماذا؟! وأنتِ تعشقين ذاك الرجل
لترد عليها يزهق :
-هششش .. أخرسي
خرج روبير من غرفة المعيشة ومعه شاب يدعى كمال ، ( من أصلي عربي وجاء إلى باريس ليعمل في إحدى المطاعم المعروفة ويسكن في منزل مجاور لمنزل ساره ، وفي خلال سنتين أصبح صديق لهم ) ، تقدم نحو كير والذي تلاشت النظر إليه و وقف يمد يده إليها ، فلكزتها أديل لتصافحه ثم قال :
-اود أن أتحدث معك يا كير
سحبت يدها ونظرت إلى أديل والذي قالت لها بعينيها أن تذهب معه ، فنهضت وهي تزفر ثم خرجت معه إلى الجنينة ليجلس كمال على المقعد التي كانت تحتله كير منذ لحظات ، استمعت أديل نداء جدتها وجاءت تنهض أشارت ساره لها أن تظل مكانها وذهبت هي إلى الجدة ..
نظر كمال إليها للحظات من الصمت ثم تساءل بفضول :
-لماذا انفصلتِ عن والد ساره
لتنظر إليه متعجبة من سؤاله المفاجئ ، ثم أرتفع كتفيها قليلا وهي تقول :
-لم نتفق
دخلت ساره الصغيرة راكضة إلى والدتها فضمتها أديل إليها ثم ضبطت لها فستانها الأبيض ، ولا زال كمال ينظر إليها بإعجاب واضح ، فيما وصل ابراهام حاملاً دب بندا متوسط الحجم ينادي على ساره فنظروا إليه ، لتسعد ساره كثيراً بوجوده ثم ركضت إليه قائلة :
-بابي .. بابي
ثم ضمها إليه بقوة وحملها فيما نهضت أديل تنظر إليه بابتسامة خفيفة ثم تقدمت نحوه و وقفت ، ثم وضع ابرهام ساره على الأرض برفق واعطى لها الدب ، ثم صافح أديل متسائلا :
-كيف حالك أديل ؟!
-أنا بخير .. كيف حالك وحال والدي
-جميعهم بخير .. يقولون لكِ كل عام وساره بخير
حركت رأسها بخفة ثم سحبت يدها ورحبت به ليدخل فنهض كمال ينظر إليه بعدم قبول ثم صافحة ، وتركتهم أديل يتحدثون ثم تركتهم وذهبت إلى جدتها لتجد ساره تعطيها فنجان القهوة الذي طلبته ، ثم رن هاتف ساره والذي أخذته من جيب سروالها الخلفي لتنظر إلى شاشته التي تضيء باسم جان ، فاتسعت ابتسامتها تنظر إلى أديل ثم تقدمت نحوها لتمسك بيدها وخرجوا إلى الجنينة ، ثم أدارت الهاتف إليها لترى أسم جان فشهقت واضعة يدها على صدرها الذي يدق بحب واشتياق ، فيما فتحت ساره المكالمة ثم السماعة لتستمع أديل إلى صوته وهو يقول :
-أنسه ساره .. جوزيف يريد أن تأتي إلى الشركة ومعك الصور
-حسنا جان بك .. سآتي على الفور
ثم أنهى معها المكالمة لتأخذ أديل الهاتف تضمه إليها وتنهدت بعمق ، فوضعت ساره يديها على خسرها بابتسامة قائلة :
-حقا شيء رائع هذا الحب .. مضى أكثر من ستة سنوات ولا زال قلبك ينبض بحب جان
لتقول أديل بـ حب واضح :
-حب جان لن ينسى قلبي .. أذني لن تنسى حديثه غزله كلمات الحب .. كل شيء بالنسبة لي ..
لفت نظرها طفلتها تركض بمرح مع أصدقائها فتبسمت متابعة :
-وكيف انسى وأتوقف عن حبه وأنا أرى قطعة منه كل دقيقة ..
ثم نظرت إلى ساره بامتنان وأمسكت بيدها متابعة :
-وأحبك كثيراً يا ساره .. لأنكِ تذكرينني به دائما
-نعم وأيضاً أكتب لكِ ملف عن تحركاته اليومية
قالتها ساره بمزاح لتضحك أديل ضحكة خفيفة ثم توقفت عن الضحك ونظرت إلى طفلتها مجددا قائلة :
-تشبهين والدك كثيراً يا طفلتي
***
أغمضت عيناها بقوة وصدرها يعلوا ويهبط برهبه شديدة تترجى أن يتركها وقد امتلئ وجهها بالبكاء ، فضحك ضحكة شيطانية ثم دون تردد ضرب وجهها في المرآة بقوة عدة مرات لتصرخ متأوه بفضل ألم حاد أخترق جسدها فجأة مع قشعريرة قوية ، ودمائها ملئت المرآة ولم يتوقف قط ، بل ظل يضرب أكثر ثم ضغط على رأسها من الخلف بقوة ويحركها يمينا ويساراً ثم تركها تسقط أرضاً تصرخ من الألم ، ثم ضغط على زر خاص بالمتفجرات لتبدأ بالعد ، ثم تركها وذهب بسيارته ، أخذت جين ترتعش بقوة وتصدر صوت من فاها يدل على مدى ألمها ، كأن جسدها سقط في بحر من الزجاج ليشعرها أن الموت أقترب منها ..
أخذت تسحف على الأرض وشفاها المجروحتين ترتعش بقوة ، ثم توقفت عن السحف عندما تذكرت أن الحقيبة لا زالت ترتديها ، فرفعتها من فوق عنقها ثم فتحتها وأدخلت يدها تبحث عن الهاتف حتى وجدته ، وحاولت فتحه بصعوبة بفضل الدماء الذي هبطت على عيناها ولم تعد ترى بوضوح وتمكنت من جلب رقم بيير واتصلت عليه ، ليجيب عليها بقلق متسائلا :
-جين .. أين أنتِ ؟!
قالت بشفتين ترتعشين :
-لا .. لا أعلم
-حسنا اهدئي .. وافتحي النت وجهاز التتبع حالا
نفذت ما أمرها به بصعوبة ولكن تمكنت ، ثم حاولت النهوض ولكن لم تستطيع وكأن أصابها الشلل ، وأخذت تسخف بأقصى قوتها فكلما استمعت إلى صوت المتفجرات كلما شعرت بالخوف أكثر ، دقائق و وصل بيير بسيارته ثم ترجل ينظر إلى هاتفه ليعلم أين هي بالضبط ثم دخل بين الأشجار ليستمع إلى صوت القنبلة فنظر إليها ليجد تبقى خمسة دقائق فقط ، فاتسعت عيناه في دهشة ثم ركض ينادي على جين وهو يضئ بمصباح هاتفه ، فتوقفت وأصدرت صوت صراخ عالي ليتبع صوتها وركض إليها ، صدم من هيئتها ثم حملها فورا على ذراعه و وضعها داخل سيارته ثم جلس أمام المقود ليذهب سريعاً ، وبعد دقائق انفجرت المتفجرات لتصدر صوتا عاليا يصل إلى مسامع بيير ..
أستمر بالقيادة وأخذها إلى المشفى ليخرج الدكتور من العمليات بعد ساعة تقريباً وأخبره أن ملامح وجهها لم تعد واضحة ، فأعطى له صورة وحضر الدكتور غرفة العمليات الخاصة بالتجميل ، جاءت صديقتها و والدتها بعد أن أخبرهم بيير ، واستمرت العملية لمدة ثلاثة أيام ، كان كل يوم عملية تجميل حتى وصل إلى الشكل الذي في الصورة ..
وبعد أن فاقت جين وقف الجميع ينظرن إليها والدتها تدعي ربها أن تكون بخير ، والدكتور يسحب الشاش من على وجهها ببطء حتى انتهى ، ليحدقن بها في دهشة بالغة و وضعت جوليا يديها على فاها قائلة بصدمة :
-لا .. جين ؟!
تغيرت ملامحها تماماً أصبحت فتاة أخرى ، وهذا صدم الجميع وجعلهم في حالة ذهول ، أعطى لها الدكتور مرآة لتنظر إليها فأخذت تحرك رأسها بهستيريا وتبكي وهي تحسس على وجهها بعدم تصديق قائلة :
-لا .. لا .. لا .. يبدو أن هذا كابوس وحتما سأفوق منه
تقدم بيير نحوها و وقف يقبلها على رأسها ثم قال بحزن :
-الحمد لله انك بخير يا جين
نظرت إليه بألم فيما تقدمت والدتها منها وجلست بجوارها لتضمها إلى صدرها وجين تقول بألم :
-جين ؟! .. لقد ماتت جين يا بيير .. هذه التي في المرآة ليست أنا
***
يوم تجمعت به السحب مانعة إشاعة الشمس من الظهور ، لتتساقط أوراق الأشجار ورياح خفيفة تحرك كل شيء على الأرض حتى أوراق الشجر التي جفت ، البالون الأبيض والأزرق معلق في كل مكان يتحرك بخفة بفضل الرياح ، والكثير من الأطفال خلف مائدة طويلة ممتلئة بالكيك و تورته كبيرة تحمل صورة فتاة صغيرة جميلة تحتفل بعيد ميلادها الخامس مع أصدقائها الصغار و والدتها الجميلة أديل ..
صفق الجميع صفقة عالية ثم أطفأت الطفلة التي تدعى ساره شمعة والتي على شكل خمسه ، فقبلتها والدتها وأهدت لها هدية لتقبلها ساره على وجنتها ، واستلمت الكثير من الهداية اليوم ثم ركضت بمرح مع أصدقائها فتبسمت أديل لها ، فيما تناولت ساره قطعة صغيرة من الحلوى ثم وقفت خلف أديل مستنده بذراعها على كتفها قائلة :
-ساره.. كلما كبرت كلما تزيد جمالا
عقدة ذراعيها أمام صدرها تحرك رأسها تأكيداً على حديثها ثم نظرت إليها بطرف عيناها قائلة بمرح :
-تشبهك يا ساره
لتضحك ساره ضحكة خفيفة قائلة :
-تجاملينني أديل .. حسنا قابلت المجاملة
فيما وصلت كير مناديه على ساره لينظرن إليها وقابلتها ساره بالعناق فقالت كير بمزاح :
-لم أقصدك أنتِ .. بل أقصد ساره الصغيرة
ابتعدت عنها لتنظر إليها بابتسامة واسعة تحرك رأسها بمرح قائلة :
-أعلم .. أعلم
ضمتها أديل إليها لتعتذر كير منها على التأخير ثم أشارت إلى ساره الصغيرة لتأتي سريعاً ، واعطت لها الهدية ثم قبلتها على وجننها لتعود ساره إلى أصدقائها ثانية ، فيما وضعت أديل الهدية مع باقي الهداية ثم دخلوا إلى المنزل ، تناولت ساره ألة تدريب حديدية وأخذت ترفع يدها بها ، فيما توقفت كير أمام غرفة المعيشة عندما استمعت إلى صوت روبير في الداخل ثم نظرت إلى أديل متسائلة :
-روبير هنا ؟!
جلست على المقعد واضعة قدم فوق الأخرى وهي تقول :
-نعم .. لقد عزمته على عيد ميلاد ساره
كتمت ساره ضحكاتها بالضغط على شفتيها فيما زفرت كير بسأم وضربت ساره على كتفها ، ثم جلست على المقعد المجاور لمقعد أديل قائلة بتذمر :
-لماذا يا أديل ؟! .. قلت لكِ لا أود رؤيته
رفعت ساره قدمها اليمني لتضعها أعلى المنضدة قائلة بلؤم :
-لماذا؟! وأنتِ تعشقين ذاك الرجل
لترد عليها يزهق :
-هششش .. أخرسي
خرج روبير من غرفة المعيشة ومعه شاب يدعى كمال ، ( من أصلي عربي وجاء إلى باريس ليعمل في إحدى المطاعم المعروفة ويسكن في منزل مجاور لمنزل ساره ، وفي خلال سنتين أصبح صديق لهم ) ، تقدم نحو كير والذي تلاشت النظر إليه و وقف يمد يده إليها ، فلكزتها أديل لتصافحه ثم قال :
-اود أن أتحدث معك يا كير
سحبت يدها ونظرت إلى أديل والذي قالت لها بعينيها أن تذهب معه ، فنهضت وهي تزفر ثم خرجت معه إلى الجنينة ليجلس كمال على المقعد التي كانت تحتله كير منذ لحظات ، استمعت أديل نداء جدتها وجاءت تنهض أشارت ساره لها أن تظل مكانها وذهبت هي إلى الجدة ..
نظر كمال إليها للحظات من الصمت ثم تساءل بفضول :
-لماذا انفصلتِ عن والد ساره
لتنظر إليه متعجبة من سؤاله المفاجئ ، ثم أرتفع كتفيها قليلا وهي تقول :
-لم نتفق
دخلت ساره الصغيرة راكضة إلى والدتها فضمتها أديل إليها ثم ضبطت لها فستانها الأبيض ، ولا زال كمال ينظر إليها بإعجاب واضح ، فيما وصل ابراهام حاملاً دب بندا متوسط الحجم ينادي على ساره فنظروا إليه ، لتسعد ساره كثيراً بوجوده ثم ركضت إليه قائلة :
-بابي .. بابي
ثم ضمها إليه بقوة وحملها فيما نهضت أديل تنظر إليه بابتسامة خفيفة ثم تقدمت نحوه و وقفت ، ثم وضع ابرهام ساره على الأرض برفق واعطى لها الدب ، ثم صافح أديل متسائلا :
-كيف حالك أديل ؟!
-أنا بخير .. كيف حالك وحال والدي
-جميعهم بخير .. يقولون لكِ كل عام وساره بخير
حركت رأسها بخفة ثم سحبت يدها ورحبت به ليدخل فنهض كمال ينظر إليه بعدم قبول ثم صافحة ، وتركتهم أديل يتحدثون ثم تركتهم وذهبت إلى جدتها لتجد ساره تعطيها فنجان القهوة الذي طلبته ، ثم رن هاتف ساره والذي أخذته من جيب سروالها الخلفي لتنظر إلى شاشته التي تضيء باسم جان ، فاتسعت ابتسامتها تنظر إلى أديل ثم تقدمت نحوها لتمسك بيدها وخرجوا إلى الجنينة ، ثم أدارت الهاتف إليها لترى أسم جان فشهقت واضعة يدها على صدرها الذي يدق بحب واشتياق ، فيما فتحت ساره المكالمة ثم السماعة لتستمع أديل إلى صوته وهو يقول :
-أنسه ساره .. جوزيف يريد أن تأتي إلى الشركة ومعك الصور
-حسنا جان بك .. سآتي على الفور
ثم أنهى معها المكالمة لتأخذ أديل الهاتف تضمه إليها وتنهدت بعمق ، فوضعت ساره يديها على خسرها بابتسامة قائلة :
-حقا شيء رائع هذا الحب .. مضى أكثر من ستة سنوات ولا زال قلبك ينبض بحب جان
لتقول أديل بـ حب واضح :
-حب جان لن ينسى قلبي .. أذني لن تنسى حديثه غزله كلمات الحب .. كل شيء بالنسبة لي ..
لفت نظرها طفلتها تركض بمرح مع أصدقائها فتبسمت متابعة :
-وكيف انسى وأتوقف عن حبه وأنا أرى قطعة منه كل دقيقة ..
ثم نظرت إلى ساره بامتنان وأمسكت بيدها متابعة :
-وأحبك كثيراً يا ساره .. لأنكِ تذكرينني به دائما
-نعم وأيضاً أكتب لكِ ملف عن تحركاته اليومية
قالتها ساره بمزاح لتضحك أديل ضحكة خفيفة ثم توقفت عن الضحك ونظرت إلى طفلتها مجددا قائلة :
-تشبهين والدك كثيراً يا طفلتي
***