الفصل الثاني

( الفصل الثاني )
___________________

_ في صباح اليوم التالي دلفت ايلاف القصر الذي يقطن فيه عائلة علام الثرية لترى من جمال الحدائق المحيطة به من كل جانب ما تشتهيه العين و من ثم الى داخل البهو الواسع الفخم تفتح فمها اعجاباً بمصمم هذه القطعة الاثرية بحق كما انها استحسنت فرش القصر يبدو عليه انه بملايين الجنيهات بل و يمكن ان يكن بالدولارات ، ايسكن صديقها مراد هنا بالفعل

اعتدلت بخضة على صوت مرأة خلفها : انتي ايلاف زهران صاحبة و مساعدة مراد ابني مش كدة ؟

ابتسمت لتلك الجميلة الى حماها الزمن من تجاعيده : ايوة انا يا فندم

خطت تجاه مكتب واسع في اخر الرواق التابع للبهو قائلة : قوليلي نازلي او ناز متكبرنيش بقا

اومأت لها بهدوء بينما اكملت : حمزة هيكون هنا في خلال دقايق يا ايلا

تركتها بمفردها لتتأمل جمال غرفة المكتب رغم ان اللون الاسود يغلب عليه لكنه انيق جدا ، رأته يدخل متجهاً الى المقعد القابع خلف المكتب كأنه ليس كفيف يعلم خطواته و يحفظها جيداً مما اثار اعجابها بهذا الرجل الا يكفيه وسامته القاتلة لكنها قتلت تلك الافكار سريعاً فلا يجب خلط العمل بعقلها الابله

صدر صوته الرخيم اخيراً : اتفضل اقعد يا استاذ ... معلش مراد مقاليش اسمك ايه ؟

جلست بأندهاش تفكر لما اخبره مراد انها رجل : اسمي ايلاف زهران ووو

انتفض من محله هاتفاً بغضب : بنت !!!! يعني من جنننس حووواااا انتى اتجننتي تتجرأي و تدخلى بيتي و كمان عايزة تكوني زي ضلي في بيتي و شغلي

نهضت متحدثة بهدوء عكس داخلها : ده شغلي و انا متجننتش و دى اوامر مراد بيه و اه هكون المساعدة الجديدة ليك و حضرتك مضطر آسفاً تقبل ده

شعر بنبرة قوة في صوتها فرفع حاجبه متسائلاً : و ايه يخليني اقبل ده في رأيك يا غلاف

ثارت داخلها من استخفافه بها لكنها حافظت على برودها : اولاً اسمي ايلاف مش غلاف ...ثانياً هتقبل لاني ممتازة في شغلى ، خبرة ١١ سنة في شركتكم ملفى نضيف مفيش غلطة بالاضافة موثوق فيا و الاوراق و الملفات اللي حضرتك هتشتغل عليها مهمة جدا لانك مالك جزء كبير من الادارة فأظن تتفضل تقعد و تاخد نفسك عقبال ما اطلبلك عصير ليمون تريح بيه اعصابك

استمع لصوت انفاسها من اي جهة فتحرك على هذا الاساس ليقف قبالها مردفاً بثبات : اخرجي برة

كم انه رجل وقح لكنها لن تهتز : اوك يبقى اتفقنا هكون في ميعادي بكرة الساعة ٨ هنا و هحضر الاوراق اللي محتاجة امضتك ، عن اذنك يا دكتور حمزة

كاد يطردها نهائياً لولا سماعه لصوت الصغيرة تهتف برعب : تيييتة ...ايه ده هي تيتة مش هنا يا بابي اااا انا كنت بدور عليه عليها

صرخ بها في عنف : انتي ايه خرجك من اوووضتك دلوقتي انا مش قولتلك مش عايز احس بيكي معايا او قدامي في نفس المكاااان يلاااا برررة اخرررجي

ذعرت الطفلة و ارتعش جسدها من حدته تبكي بقوة هاربة من غرفة مكتبه لكن حضر هذه الملحمة ايلاف تتعجب لهذا القاسي توقعت انها ابنته فسيكون حنون غير البقية معها و ان كانت ليست كذلك كيف له معاملة طفلة بريئة بتلك الحدة اتسعت خطواتها تركض خلف الفتاة الى ان قبضت عليها تحتضنها : بس يا حبيبتي متعيطيش اهدي متخافيش انا معاكي لحد ما نازلى تيجي

نظرت الصغيرة في اعين ايلاف بمقلتيها الفحميتين الدامعتين كوالدها : انتي مين يا طنط

ابتسمت بود : انا ايلا مساعدة بابي الجديدة و ممكن نبقى انا و انتى اصحاب ايه رأيك

اومأت بشدة فهى تفتقد والدتها كثيراً لكنها صدرت بكلمات : بس بابي ممكن يضربني لو عرف

استشاطت غضباً من هذا المتوحش بينما اتسعت ابتسامتها لتطمئنها : متخافيش ده سرنا و نازلى كمان

نظرت لهم نازلى بأبتسامة مرحبة : بعتذرلك عن اللي حصل بسبب حمزة هو من ساعة الحادثة و هو رافض يتحرك من البيت بس قال انه هيدخل نفسك ف جو الشغل شوية بشوية لحد ما يقدر ينزل الشركة

نهضت تقابها : انا متفهمة حالته النفسية بس دي بنته حاولى تقربي بينهم

شعرت بالحرج من تصرفات ابنها بينما رحب بحديث ايلاف كثيراً تشعر ان مهرة تحتاج اليها تلك الفترة ايضاً ليس حمزة و حسب
_________________________________

_ وجدتها تجلس في مكتبها تنتظرها كما اخبرها للتو مراد ان هناك فتاة جديدة ستحل محلها كمساعدة له لكنها تحتاج الى تدريب شاق منها تأففت بداخلها فليس الان ايضاً فكم يحملها فوق طاقتها ، العمل مع شقيقه الاحمق و استلام تدريب جديدة لكنها شعرت بالارتياح عندما رأتها ، تبدو هادئة عكس ما توقعت فمراد يختار الفتيات الجميلات بمساحيق التجميل الفاسدات تعرف صديقها الماجن

جلست امامها بأبتسامة : ازيك يا اميرة ، انا اسمي ايلاف و هدربك لحد ما تشربي الشغل هنا

بادلتها الود مردفة : انا لما كلموني مصدقتش بصراحة يا ا. ايلاف انا محتاجة الشغل ده اوووي و يمكن هتعبك بس والله مش هنسالك الجميل ده

ربتت على كتفها : يابنتي اسمي ايلاف بس او ايلا و بعدين انا ارتحتلك جدا و مش هسيبك الا و انتي زيي كدة

____________________________

_ صوت ضحكاتهم يتصاعد بقوة ليهتف احدهم : انت ابليس يا مراد مفيش بنت تعدي من تحت ايدك

اشعل لفافته بغرور في ملامحه : وحياتك يا نوح هتيجي راكعة زي غيرها و تطلب اني انا اللي اقربلها

سخر من صديقه المتكبر : متاخدش مقلب اوي كدة المرة دى البنت محترمة جدا و بتجري على اهلها زي ما قولتلى يعني دماغها مش في الكلام المايص ده يا صاحبي ...ما تسيبها في حالها يا مراد

تهكم لاوياً فمه : اسيبها ؟!!! الله يكرمك انت يا نوح خليك في ولاياااك اللي خايف عليهم انما انا يا حبيبي طييير و حر احلق فوق اي غصن يعجبني بس مسألة وقت

نظر بتحدي سافر : تراهني انها مش زيهم يا زميل

وضع كفه بثقة في يد رفيقه : اراهنك يا نوح ....هي بس هبلة شويتين و هتيجي بداخلة الحب و تفاهة البنات بس هتيجي في الاخر يا اميرة

________________________________

_ دقت باب غرفته في الثامنة فلم يفتح فكررت الفعلة كثيراً حتى فتح الباب يقف امامها بجسده متفاخر عارى الصدر يحاول فتح عينيه بأرهاق يداعب خصلاته الفحمية المشعثة فلولا انها تعرفه منذ امس كانت ظنته ملاك، طفل حنون

تسائل في ريبة لصوت الانفاس الغريبة التي لا تشبه صوت والدته : مين

اجابته بثبات : ايلاف زهران
___________________________________
__________________

_ فتح باب غرفة الاجتماعات متوجهاً الى غرفة مكتبه بينما هي خلفه تركض لتسجل الملاحظات سريعاً التى يمليها عليها دون توقف حتى انهكت الى ان وصل الى باب الغرفة متنهداً يعتدل لها ناظراً من اعلى لاسفل بتقييم لملابسها الشبيهة بالخرق من كثرة غسلها و استخدامها عدة ، حذائها ظاهراً عليه ان به ثقب تم خياطته لاستخدام الحذاء مرة اخرى

لوى فمه بغير رضى قائلاً : اميرة اتعلمتي من ايلاف و لا لسه قدامك وقت ؟

ابتسمت له بهدوء : ايوة الحمد لله يا مراد بيه علمتني الخطوط العريضة في الشغل امبارح و بتساعدني ف التليفون لو احتاجت حاجة و بنكمل اخر اليوم بعد مواعيد الشغل

هز رأسه بتفهم ثم اردف : عدي النهاردة على الحسابات هتلاقي فيه مبلغ هيتصرفلك تجيبي بيه لبس جديد يليق بشغلنا هنا و يكون انيق

حمحمت بحرج : ببب بس انا لبسي ماله ؟

قدييم ....اخبرها بلا رأفة بمشاعرها ثم اكمل متقلقيش ده هيتخصم من مرتبك بجزء بسيط كل شهر مش هناخده دفعة واحدة

ذهب الى داخل غرفته مغلقاً الباب خلفه فشعرت هي ان الدموع طفرت الى عيناها الزرقاء بحرقة من حديثه المتهكم بها و بهيئتها
_______________________________

_ محدش علمك ازاى متدخليش اوضة راجل لوحده ...صرخ بها بحدة

جاوبت بهدوء : علموني و علشان كدة انا هنا على الباب مدخلتش بالاضافة انا جاية في شغل و حضرتك اتأخرت يا دكتور حمزة

كتف ذراعيه على صدره بسخرية : شغل في اوضة نوومي يا انسة غلاااف

احمر وجهها غضباً منه : اسمي ايلاف ...والدتك هي اللي بلغتني انك عايز تشتغل هنا علشان نفسيتك مش متحضرة تقابل حد تحت و لا تشوف حد

رفع حاجبه بسخط غالقاً الباب بوجهها بقوة فأغمضت عينيها كرد فعل ملائم لحركته متراجعة للخلف تنهره بغيظ داخلها : يا متخلف يا غبي ...يا متخلف يا غبي حد يعمل كدة ؟!!!
____________________________________
_ على وجبة العشاء قرر الهبوط لاسفل ليتناول الطعام مع عائلته على الرغم من نفوره ان يرى مهرة اي يشعر بوجودها لكنه يبدو انه مضطر قليلاً عليه التحمل ، اكثر ما سيتحمله هو نظرة البعض لكيفية تناول طعامه فهو يخشى ان تسقط احدى الاطعمة على ملابسه كالاطفال امامهم فيشفقون عليه ، سيبغض نفسه جداً ان حدث هذا لكن عليه التأقلم مع وضعه الجديد

ابتسمت والدته لرؤيته يأكل معهم : حمد الله على سلامتك يا حبيبي
هز رأسه ثم اخبرها : بقا انا يا نازلى قولتلك مش عايز اشتغل في مكتبي ، هي حصلت تبعتيها على اوضتي

احرجت بشدة فأنقذها مراد : جرا ايه يا حمزة انت بتحاسب نازلى انت نسيت انها امك كمان زي ما نسيت كل حاجة

قالها قاصداً مهرة ابنته بينما التقطتها عقل حمزة ليبادله حديثه : انت ازاى تبعتلى ست ، انا مش قولتلك يكون راجل

امتعض مراد : ايلاف ممتازة و انا واثق فيها و لا عايزنى ابعت واحد راجل و يطلع خاين لينا و طماع و بعدين متقلقش هى هتحسسك انها راجل و اكتر

تذكر رائحة عطرها المسكر فهو وحده يجعله في كل نفس يشعر انها انثى ، سب نفسه لمرضه الاحمق الذي جعله يلجأ لتلك العجوز كما يظن من كلمتها ( خبرة ١١ سنة في شركتكم ) لا يعلم انها بسبب صداقتها مع مراد هذا سمح لها بالتدريب من وقت ان كانت طالبة جامعية

____________________________________

_ جلست بجوار شقيقتها الصغرى تراها تدرس بجد فتلك اخر سنواتها في الثانوية العامة و تحاول مجدة بكل قوة الوصول لهدفها ، ابتسمت بحزن على الصغيرة فهي تذاكر كل المواد بمجهودها الخاص عكس اقرانها اللواتي يأخذون دروس خصوصية تساعدهن على الدراسة

نهضت تخرج بقية المال الذي فاض من شراء الملابس تدسه بين كف اختها : خودي يا هاجر الفلوس دي و احجزى مع صحباتك مراجعات في السنتر تبع الالمانى و الانجليزي

فرحت الفتاة بقوة فهي كانت تخشى المادتين بينما قالت : طب انتي جبتي الفلوس دي منين بعدين البيت اولى بيها يا اميرة

ربتت على كتفها بحنان : يا بنتي دول مكافأة كدة لكن اول ما اقبض المرتب هدفع الايجار المتأخر و متاخديش في بالك مصاريف البيت ركزي بس في مذاكرتك عايزاكي تبقى انجح واحدة

احتضتنها بشدة تبكي بين احضانها من سعادتها تراقبهم والدتها من بعيد ...تدعو لهم بالهدايه و راحة البال دائماً
______________________________

_ تمضغ طعامها و هى تطعم صغيرتها حنين التى لا تتعدى السنتين ثم تقبلها بحنان وفير ، اسرة جميلة مكونة من اب و ام و طفلة سعداء للغاية ينظر لهم نوح و كأنهم الكون اجمع بالنسبة له فهي حبيبته من الجامعة و تهالك كثيراً حتى يملك المال و الوظيفة المناسبة ليتقدم لخطبتها و صغيرته التي توجت حبهم تشعره انه الاول في عالم الاباء

قبض على كف زوجته بعشق : تسلم ايدك يا حبيبتي الفطار يجنن

ابتسمت له بحب : حبيبي بالهنا ، بقولك ايه يا نوح

اكمل طعامه ينتظرها تكمل حديثها : فيه بنت على قد حالهم كدة و كانت جاية السنتر من كام يوم تحجز مراجعات لغة و لما مقدرتش على تمن المراجعات انا صعبت عليا فطلبت منها اني ادرسلها مادتي الفيزياء و اساعدها في باقي المواد العلمية باللي اعرفه فهى بعد اذنك يا قلبي هتيجي هنا بعد الضهر

اومأ لها بموافقة : تيجي في اي وقت بس قوليلي قبلها عشان اعمل حسابي اكون برة و هي متتحرجش او تضايق ، و مش متوقع منك الا كدة انتى قلبك طيب يا نسمة و بتحبي الخير للناس كلها

نهض يحتضنها مغمضاً عينيه بأمان و ارتياح لوجودها داخل اضلعه مع ابنته
_______________________________

_ كاد يجن و هو يراها امامه ترتدي تلك الملابس الرخيصة الثمن و الغير متناسقة الالوان فهتف بغضب : ايه القرف ده بقا كل الفلوس صرفتيها على دول

ابتلعت ريقها بتفكير داخلى هى كانت تود مساعدة اختها الصغرى فكان عليها شراء ملابس بسيطة فقط : لا يعني انا ....

ادمعت عيناها بحرج فكيف تقول له انها بحاجة للمال و اعطتهم لشقيقتها انما هو اصابه أشفاق عليها فنهض من مقعده يتحدث اليها في هدوء : اميرة اهدي خلاص مش مهم الفلوس ، بعد الشغل هاخدك و هنقيلك احلى لبس و هساعدك بس متعيطيش مبحبش اشوفك كدة

ارتعش قلبها من كلمته الاخيرة فطوال حياتها هي تلك الفتاة المسئولة التي تحمل مسئولية اسرتها و المنزل على عاتقها لم يحنو عليها احد ابداً او يهتم بألامها هذه اول مرة تقال لها جملة لطيفة لذا من الرجح ان يغلبها التيه داخلها ، يرمقها كالذئب الذي القى بأول طعم له في فم فريسته
________________________________

_ تسير بجانبه بضيق فهو يحفظ خطواته جيداً داخل الجامعة سبعة عشر عاماً يتحرك داخلها من وقت ان كان طالباً في كلية الهندسة الى ان وصل لاستاذاً بها يدرس للكثير من الطلاب الذين رغم شدته يحبونه جداً لانه جاد و ذكى يلقي مادته بضمير يساعد الطلاب غلى فهمها بسهولة

التف حوله الفتيات : دكتور حمزة حمد الله بالسلامة وحشتنا و مادتك مش عارفين نفهمها من حد خالص

ابتسم بهدوء : الله يسلمكوا ...فترة عدت و ان شاء الله كل اللى مش فاهك جزء معين يحضره و هشرحهوله

هلل الجميع حوله بسعادة شاكرين له بينما كاد يدلف لداخل المدرج و هي خلفه فهتف بها امام طالباته : انتي اتجننتي هتدخلى معايا جوة المدرج ، انا عارف و فاهم حافظ شغلي عن ايه مش هحتاجك اتلقحي في اي حتة لحد ما اخرج

نيران تآكلت داخلها من تحقيره لها امام الفتيات اللاوتي نظرن لها بشفقة و منهن بأنتصار و منهن بسخرية كبيرة و كأنها خادمة له

ابتلعت حديثه بعناء ووو .....
_________________________________
______________________
_ تتحرك في الرواق الملحق بالمدرجات تشعر بأهانة كبيرة لفعلته معها امام طلباته المعجبات به و التافهات ، هي ليست لعبة يحركها كما يشاء عليه ان يعلم انها لها كرامة و شخصية قوية متزنة لابد ان يحترمها ....خرجت في الهواء تنظر حولها للمارة من الطلبة و الطالبات و البعض يشاكس الاخر فأبتسمت متذكرة حينما كانت مثلهم

اصدر صوت من خلفها فانتفضت بخوف ثم انفجر هو ضاحكاً : لا مكنتش اتخيل انك تتخضي بسهولة كدة يا ايلي
رفعت نظارتها على انفها قليلا بأصبعها بخجل : ااا انا افتكرتك حد تاني يا كاظم

جلس بقربها يناولها شطيرة الحلوى : اتفضلي افطري معايا قبل المحاضرة

تناولتها منه بحب مبطن داخلها ثم اعطته ملف : ده البحث اللي طلبه دكتور عماد عملت واحد ليا وواحد ليك
اخذه منها بحماس وقبل وجنتها بأمتنان : انتى جميلة اوي يا ايلاف شكرا فعلا انا مش عارف اقولك ايه انتى بتساعديني في كل حاجة ، طب عن اذنك هروح اشوف اسيا بتشاورلي

اومأت له تملس على شعرها القصير المربوط ذيل حصان بينما هو اتجه للاخرى مبتسماً بخبث : شوفتي بقا اني مبعرفش اخسر يا اسو

ضحكت بقوة على تلك الحمقاء ساخرة : متخليها تعملى ابحاثي معاك
ربت على كتفها : طب انا و فكرانى زي الهبلة بحبها وواقع فيها فبتساعدنى انجح انما انتى اقولها ايه حبيبتي عايزة مساعدة ....يلا بينا نشرب قهوة ابلع بيها شكلها المقرف اللى بتحمله بالعافية ده

استمع لهم مراد بضيق و كاد يقتله بيديه لكنه يخاف على مشاعر صديقته و لان هذا الحقير ابن عمه فالسمعة واحدة ...كان يحاول جاهدا ابعاده عنها و يعده كاظم انه لن يقترب منها بسوء


عادت من ذكرياتها المريرة مزيلة عبرة هاربة من بين جفنيها متجهة الى المرحاض تنظر لهيئتها الان منحينة امام المرآة ..انثى ممشوقة القوام وجهها نقي كالزجاج خالى من البثور ثم لمست خصلاتها التى طالت كثيراً ، جمالها ظاهراً كالشمس لكنها غير راضية عنه ، انتصبت تبث الثقة داخلها متنهدة بثقل : و جت عليك انت يا حمزة بس لا انا هنزلك من غرورك ده شوية

_ خرجت تشاهد الجميع حولها الى ان وقع بصرها على عم محمد السائق يتناول طعامه بعيداً عن السيارة فركضت تجاهها مفسدة الاطارات الاربع للعربة مبتسمة بخبث
_______________________________
_ صباح الخير يا ميرا ...اردفها بصوت حانى منحنياً على مكتبها الصغير

انتفضت لتنهض امامه : صباح النور يا مستر مراد

ضحك بقوة على تصرفها بينما يرمقها داخل الملابس الجديدة : اهدي يا بنتي اتخضيتي ليه ، بالمناسبة لبسك الجديد حلو جدا عليكي يا اميرة

انتابها الخجل و احمرت وجنتيها ناظرة للاسفل فأكمل بخبث : تعرفي انا بفكر في ايه دلوقتي ، بفكر في الفستان الاحمر اللي جبناه سوا و نفسي اوي اشوفه عليكي الليلة في عشاء العمل ...متنسيش تجهزى نفسك هعدي عليكي

غمز لها باحدى عينيه مبتسماً فأذداد ارتباكها تفكر تُرى ماذا يريد هذا الرجل مني و لما انا تحديداً فحوله الكثيرات
_________________________

_ يووووووه يادي القرف ما خلاص فهمت بطلي زن ....هتف بها كاظم في آسيا

نهضت ترتدي ملابسها بسرعة صارخة : بقالي سنين معاك في العيشة دي و عمرى ما اشتكيت و مرتين انزل البيبي عشانك و اخرتها يا كاظم ، انا عايزة ابقى ام اللي في سنى متجوزين و عندهم كذا طفل ...انت لازم تعلن جوازنا العرفى لان مش ناوية انزل البيبي لتالت مرة

سرح قليلاً متخيلاً الجميلة التى تراوضه احلامه نادماً على فعله معها فقال يهذي : اللي زيك ناجحين و بقيوا احلى و اجمل
استشاطت غضباً فواجهته : قصدك مين ، قصدك ست ايلاف الحشرة اللي كنت بتضحك عليها و على غبائها معايا بقت دلوقتي تعجبك و اناااا اللى قاطعت اهلى علشان خاطرك بقيت كوخة

اغمض عينيه بنفاذ صبر متحدثاً : انا اللى كنت غبي ، اسمعى يا بت انتى العيل ده لازم تسقطيه و انا هكلم دكتور صاحبي يخلصنا منه

هطلت عبراتها كشلال غاضبة تصرخ به : يعنننني اااايه ؟

التفت لها مشمئزاً منها : يعني انا مش هخلف من واحدة رخيصة زيك و ده اخر ما بينا ياختي انا زهقت منك و من قرفك

تركها خارجاً من الشقة بأكملها غالقاً الباب بعنف بينما هي تبكي بقهر على عشق واهي كاذب نسجه عقلها فقط
________________________________
_ خرج من المدرج متجهاً الى سيارته بجوارها حتى يعود الى القصر فرغم انه كفيف لكن سعادته زادت حينما احس بلهفة طلابه له و لوجوده و لشرحه لهم

ابتلع السائق ريقه بصعوبة يخبره : العجلات بتاعة العربية كلهم نايمين يا دكتور حمزة

جز على اسنانه بعنف بينما كتمت هى ابتسامتها بشماتة : يعني ايه يا عم محمد اتصرررف

اردفت هي بلامبالاة : مفيش حل الا اننا ناخد تاكسي

اعتدل لمصدر صوتها بعينان تنطقان بالنيران : انا الدكتور حمزة علام ارركب تاكسي هه هزلت

تحركت هي بعيداً عنه : خلاص براحتك استنى كام ساعة لحد ما العربية تتصلح

تجاهلها تماماً كأنها لم تتحدث مما جعلها تغتاظ كثيراً ثم رفع لها الهاتف : اطلبي فضيل امن الفيلا

طلبت الرقم ثم ناولته اياه : ايوة يا فضيل انا دكتور حمزة ، ابعتلى عربية من الجراج على الجامعة و بسرعة

اغلق الهاتف وضعه في جيب بنطاله لكنه اصدر صوت رنين : الو ...تمام يا دكتور هكون عند حضرتك دلوقتى

اتجه للداخل مرة اخرى حتى رواق غرف مكاتب استاذة القسم بينما هى تركض خلف لخطوته الواسعة عنها حتى وصل لباب وكيل الكلية

اردف بصوت هادئ : اتفضل يا دكتور حمزة ادخل

دلفا الاثنان معاً و جلسوا امام مكتب الرجل فأكمل الاخير : انا عرفت من دكتور حميد انك طلبت منه يسيب مادتك و انك هترجع تدرس تاني طبعاً اهلاً بيك معانا في اي وقت بسس...

تردد الرجل ان يكمل فحثه حمزة التحدث : بس ايه يا دكتور اتفضل كمل

قال بحرج : انا اسف يا حمزة انت مضطر تنفصل عن الاجواء الجامعية و التدريس لحد ما تعمل العملية زي ما سمعت ...بعدها انت مرحب بيك وسطنا في اي وقت ، مقدرش اسلم مستقبل طلابي ل...

صمت فأكمل هو : لاعمي صح ؟....ولا يهمك يا دكتور و انا اتشرفت لان في يوم من الايام كنت عضو من اعضاء هيئة التدريس

نهض بعلياء و شموخ ماداً كفه فوضع الرجل يده يودعه و يضغط عليها بموؤازرة لوضعه : ربنا معاك و هستناك تكون وسطنا تانى يا دكتور حمزة

اومأ له ثم خرج بثبات من الغرفة يكاد يختنق داخله من الالم الذي يعتصر جوفه ..منذ فترة صغيرة كان الرائد على جميع زملائه في القسم و الآن ينفوه عن عمله المحبب له بسبب مرضه ...شعر بالارض تميد به فاستند على الحائط لتسرع هي هاتفة : دكتووووور حمزززززة

______________________________
_________________________
_ تتناول حبات الفشار الناضجة امام التلفاز بجانب خالتها الودودة التى غفت من شدة التعب طوال اليوم مع اعمال المنزل ، اخذت تتذكر ما حدث صباح ذلك اليوم حينما خرجت معه من غرفة وكيل القسم كم شعرت بعدها بالندم لفعلتها بأطارات السيارة المسكينة فلو ما افسدتها لكان حمزة ما استمع لهذا الحديث القاسي

حمزززة انت كووويس .....هكذا اعتلت نبرتها صارخة بخوف
اعتدل مستنداً على الحائط محركاً رأسه انه بخير فأتجهت معه للخارج حتى باب السيارة الاخرى التي ارسلها فضيل ، كانت هي بالامام جانب السائق و هو في الخلف شارد الذهن بينما تحدث مراد على تطبيق الواتس اب عما حدث و تجري معه بعض التساؤلات الخاصة بحالة حمزة

قاطعت شروده بكلماتها : ممكن اسألك سؤال ؟

نفخ الهواء بنزق مردفاً ببرود : لا

ابتسمت مكملة : اوك شكراً كنت عارفة انك مش هترفض
رفع حاجبه بأستنكار فأكملت : انت مش عايز تعمل العملية ليه عشان يرجعلك نظرك طالما الامل كبير كدة ، انا كنت فكراك رافض لان مفيش امل ؟

تنهد بضيق من حديثها المتطفل قائلاً : ملكيش دعوة
، حاولى تحافظى على وظيفتك لان من العيب اوى انك تبقى ست كبيرة قد امى و ارميكي برة شركتى او احرجك

جحظت عيناها بصدمة ثم عدلت مرآة السيارة تنظر لبشرتها و تلامسها بأناملها النحيلة هل هى مجعدة او تكونت بها بعض علامات كبر السن ؛ هذا الابله هى لازالت بالثلاثين فقط ....و ما اخرجها من حركتها العابثة سوى انها لمحت السيد محمد السائق كاتماً لابتسامته فحمحمت بحرج معتدلة في مقعدها تضع خصلة شعرها خلف اذنها
________________عادت من هذه الذكرى البغيضة بصوت رنين الهاتف فالتقطته مجيبة : الو ازيك يا ميرا عاملة ايه ؟

تحدثت بحرج : ازعجتك ؟
ضحكت و هى تأكل الفشار : يا بنتى احنا اخوات و بعدين ارغى ارغى هو احنا ورانا ايه يعنى بلا هم

ابتسمت الاخرى لتقول : بصراحة يا ايلا انا قلبي قلقان و حبيت اخد نصيحتك في حاجة حصلتلى النهاردة

رفعت قدماها تكتفهم اسفلها على الاريكة بحماس : نم يعنى ههههههه اشطا يلا قولى

راقت طريقتها لأميرة فأرتاحت للحديث : النهاردة كان فيه عشاء عمل و هنمضي عقد مع شركة ام بي و جهزت نفسي و روحت مع مستر مراد بس ....

( عودة للماضي )

_ دلفا الى المطعم سوياً ينظر لها مراد بين الفينة و الآخرى تود لو تنشق الارض و تبتلعها من شدة الخجل ، تبدو جميلة في فستانها النبيذي الغامق الذي يصل لكاحلها تاركة خصلاتها العسلية تتراقص بحرية خلف ظهرها كما ان وضع احمر الشفاه المشابه للون الفستان جعلها مبهرة و جذابة

تود لو تعود للمنزل تنزع تلك للملابس و تعود لعروستها الصغيرة في فراشها الدافئ مع سترتها الوردية ، اخذت تبحث عن مدراء الشركة المقابلة فلم تجدهم : هما فين يا مستر مراد

وقف مراد على احدى الطاولات قائلاً بأبتسامة : بصراحة يا اميرة هما لغوا الميعاد بس انا جنتل اوى ( غمز لها بأحدى عينيه ) و مرضتش بعد ما جهزتى نفسك كل ده يروح على الفاضي فقولت يبقى عشا و اهو عيش و ملح بينا و نتعرف اكتر ...ايه رأيك ؟

اصابتها الدهشة بقوة من حديثه الغير واضح المعالم فأخبرته بهدوء : تقدر حضرتك تاكل العيش و الملح براحتك لكن انا خرجت من بيتي اللى هو بيت اهلى و هما عارفين انى هكون ف شغل مش تعارف ، اسفة يا مستر مراد عن اذنك

ذهبت مسرعة الى الخارج بينما فكر لثوانى قبل ان يركض خلفها بقوة يخشى فساد خطته و رهانه عليها : امييييييرة طيب استنى اسمعيييني طيب اوقفي بقااااا

قبض على مرفقها بشدة لتقف على غرة كادت تلتصق به فهمس لها بأعين ناعسة : اسف ، انا عمري ما قولتها لواحدة او واحد حتى بجد مكنش قصدى تفهمى المعنى ده و حقك عليا ممكن متزعليش كدة

ابتعدت عنه متسائلة : ليه انا اتأسفتلى يعنى بالذات و زعلى هيفرق في ايه معاك

ابتلع ريقه منكساً رأسه بخجل مصطتنع : مش هقدر اقولك و انا متعودتش اكذب يا اميرة فممكن تعفيني من الرد على السؤال ده على الاقل الوقت الحالى ؟

ابتسمت داخلها فهى فهمت انه يكن لها شعوراً جميلاً فاومأت له بالايجاب

هتف بسعادة : اوووف اخيييييراً كنت مش هنام النهاردة لو كنتى زعلتى منى ....يلا اوصلك البيت ممكن يا اميرتى ؟

ابتسمت للباقته الكبيرة معها ثم اتجهت للسيارة بينما هو خلفها يبتسم بخبث ف فريسته اقتربت من المصيدة

_____________

( عودة للوقت الحاضر )

شهقت ايلاف بقوة : مراد و الخجل ( ضحكت بسخرية كبيرة ) لا ثانية واحدة يا اميرة ممكن نعيد المقطع الذي صدم الملايين ههههههههه التركيبة دى مش بتاعة مراد صاحبي و اخويا عشرة العمر ، مراد مبيتكسفش يا ماما

شعرت الآخرى بالاحباط في مشاعرها النامية تجاهه : انتى متأكدة يا ايلا ؟

شربت كوب المياة بجانبها مجيبة : يييس اوف كورس يا اختاااه ...حبيبتي انتى ابعدى عن طريق مراد لان اللى بيروحه مبيرجعش و دى نصيحتى ليكي

اومأت غير مقتنعة فهى لن تكذب عيناها و قلبها و اسفى عليه قلبها الخائن : حاضر يا ايلا ...تصبحي على خير

اغلقت هاتفها بعد ان تمنت لها ليلة سعيدة محركة رأسها بأستنكار
_________________________

_ صباح اليوم التالى التقطت صورة قديمة بأحدى ادراج مكتبها تقبلها كعادة كل يوم لديها قبل ذهابها للعمل ، تجمع بين طفلتين جميلتين بضفائر قصيرة احداهما بأعين بنية مائلة للعسلي و الآخرى بأعين زرقاء واسعة

الله يرحمك يا حبيبتى ....وضعت الصورة في موقعها و اغلقت عليها بحرص
انتفضت حينما شعرت بكف يربت على كتفها فوجدتها خالتها السيدة نجوى : و بعدين بقا يا ايلاف الله يرحمها

ازالت دمعة ساخنة من وجنتها : كأنه امبارح يا نوجة لسه عيونى مش قادرة تنسى لما كنا عيال بنعلب فى النادى و هى جريت تجيب الكورة و ملحقتهاش و العربية حضنتها قبلي

صرخت ببكاء عنيف فاحتضنتها نجوى بحنو تخفف المها الكبير الذي فشل الزمن في مداواته
____________________________________
_ نفخت الصغيرة مهرة بفمها الكرزى لتتسع عيناها الزرقاء بغضب طفولى : اووووف يا تيتة هى مامى مش هتيجي تانى ولا ايه

وضعت نازلى يدها على فم الطفلة بحرص : ششششش يا موهة انتى عايزة بابا يسمعك و يخليها متجيش تانى بعدين اسمها ايلاف مش مامى ...مامى عند ربنا يا حبيبتى

دبت الطفلة ببكاء على الارض بقدميها : لا لاااا اسمها مامى مش ايلاف ...انا عااايزة ماممى هاتتتووووولى مااااامى

مهررررررة ...صرخ بقوة بأسمها

ارتعشت الفتاة بذعر من صوت ابيها بينما احتضنتها الجدة بقلق : خلاص يا حمزة هى مش هتعيط تانى روح انت غير هدومك عشان تلحق شغلك

كأنه تلبسه شيطان فهتف بعنف : مفيش مامااااا انتى تنسي ان ليكي امممم ساااامعة و الا هتمووووتى زيها و هقتلك بأيددددي

انتزع الصغيرة من احضان جدتها محذراً : سمعتتتتتى ؟

اومأت الطفلة بصمت بينما مستمرة عبراتها بالهبوط فأنتشلتها ايلاف منه بتحدى : لا مش سامعة و لازم تفهم يا حمزة يا علاااام انك مش ربنا تنهى و تحكم و تأمر في خلقه و لا انت اللى بتموت و تحيي و افهم بقا يا عديم الانسانية انها بنتك دمك اللى انت بتهددها بالموت دى بنتتتتتك

همست الطفلة بأحضانها : مامى خوديني معاكى

شعرت بالدفئ يغلف روحها من كلمة ( مامى ) فقبلتها بحنو : روحى مع ناز و انا هاجى تانى يلا يا حبيبتي

اسرعت نازلى بأخذ مهرة للداخل بينما قبض حمزة على ذراع ايلاف صارخاً : انتتتى ....اتعدييييتي حدوووودك معااايا نسيييتي نفسك و بتعدلى في حياتى و حياة بنتى ، انا مش عايز اسمع صوتك تانى ابعدى و ارجعى لمراد و احمدى ربنا انى مش هطردك و كلى عيييش

دفعته حتى كاد ان يسقط لمفاجأته بحركتها : لاااا مش همشي و انا متدخلتش بمزاجى اي حد في العالم لو شاف المنظر الغير آدمى ده هيرفضه و هيدافع عن الطفلة اللى ملهاش ذنب دى

همس بفحيح افعى ووجهه احمر من الغضب : اخرجى ...برررة انتى لسه متعرفيش حمزة علام لما يحط حاجة في دماغه و انا مش عايز احطك لحد دلوقتي

اقتربت بتحدى حتى اشتم رائحة عطرها التى تسكره فأرتعشت حواسه و انفاسها تضرب وجهه فأغمض عينه بضعف : لا حطنى ..عايزاك تحطنى في دماغك ده لو قدرت يا حمزة ...انا عيشت ٣٠ سنة من غير ام و اب و لا سند و لا ضهر الا ربنا و محدش قدر يهز فيا شعرة مهما كانت قوته فخليك حاطط انت في دماغك انك هتخسر معايا ، الافضل تروح تغير و تجهز وانا هستناك في العربية برة ....قدامك عشر دقايق


ذهبت للخارج لكنه رفع حاجبه بأستنكار لثقتها العالية كما انها تملى عليه اوامر فأول مرة في حياته يأتى احداً و الادهى انها امرأة مجرد امرأة ترسم له خطوط حياته ، سب نفسه ألف مرة عندما صمت امام عطر و انفاس امرأة خمسينية ماذا دهاك يا حمزة انها مجرد عجوز من المؤكد ذات تجاعيد كبيرة في وجهها ...نفض كل تلك الافكار الحمقاء و صوتها الاعذب رغم حدته مسرعاً لاستبدال ملابسه
_______________________________
_ نظرت له بتهكم تقلب القلم بين اناملها منذ ان دخلت غرفة مكتبه في الشركة تحاول ابتلاع كلمة منه لكنه فقط يعمل بتوتر امام نظراتها فهتف بها : يوووه بتبصيلي كدة يا ايلا اتكلمى عايزة ايه

ضحكت بسخرية متحدثة بصوته :

( انا متعودتش اكذب يا اميرة فممكن تعفيني من الرد على السؤال ده على الاقل الوقت الحالى ) تعالت ضحكتها قائلة يارراجل هتجيلي سكتة من كلامك الناعم ....وجهت القلم الحبرى امام انفه بعنف ....ابعد عن اميرة يا مراد و اشترى منى متبيعش

ابتسم لها بأعجاب : تصدق يا كابتن لولا اننا اخوات كنتى هتبقى رقم في لستة البنات اللى عرفتهم

عادت لمقعدها : الكلمتين دول مش ليا يا حلو دانا ايلا اللى مربياك على ايدي دول

دلف نوح و اغلق الباب بمزاح : اعفن تربية يا اختاااه

ضحك الجميع بما فيهم ايلاف : على رأيك يا نوح الواد ده مترباش ربع ساعة ....نهضت ذاهبة ....متنساش اللى قولتلك عليه يا مراد

اومأ لها موافقاً ببراءة : مش عارف لأمتى هتشكى في مصداقيتي

لوت فمها لاعلى : لما اشوف السبحة في ايدك
________________________

_ مرت عدة ايام ليتغير فيها البعض فأصبح حمزة متعلقاً بوجود ايلاف كذراعه الايمن في اعماله يميل لها بعض الشئ لكنه يؤنب نفسه و ينهرها كثيراً بينما مراد اقترب اكثر من اميرة بحديثه الناعم المجمل المدروس بدقة و الاخيرة ابتلعت طعم حبه الزائف اما نوح سعيد مع اسرته كالعادة و تعمل زوجته جاهدة مع هاجر حتى تصل الى مستوى جيد مع الفتاة قبل امتحانات نهاية العام الدراسي ...


يغمض عينه و يفتحها سواسية له لكن يفكر فيها يبغض ذهابها نيابة عنه في بعض الاجتماعات فهى تبتعد عنه اصبح يشعر كأنه طفلاً يحتاج لأمه اجل هذا هو انها امه فحنانها جميل ...في بعض الاحيان يستمع بالصدفة لها و هى تلاعب مهرة و تضحكها ....يا الله كم صوتها رقيق جذاب ، تتوووقف حمزة انها كوالدتك انت متعلق بحنانها المفرط فقط

دخل سائقه بعد ان دق الباب : دكتور حمزة العربية تحت اتفضل معايا ننزل

ضيق بين حاجبيه بنزق : امال ايلاف فين ؟

اتصلت و قالت انها روحت البيت بعد الاجتماع ...اخبره العم محمد بهذا بشكل غير مبالى

امتض وجهه : ازاى متدنيش خبر قبل ما تروح ...قولى يا عم محمد
اجابه بهدوء : اتفضل يا دكتور

اراح جسده على ظهر المقعد الجلدي قائلاً : ممكن تقولى شكل ايلاف ازاى احم يعنى اقصد مش بحب اتعامل مع شخص معرفوش و اكيد هى قد نازلى ف....

قاطعه بدهشة : قد ست نازلى ؟!!!!!!! دى ماشاء الله جميلة و ش.....

كاد يقول انها شابة صغيرة لكن دلف كاظم يأمره الرحيل : انزل انت يا عم محمد و انا هاجى وراك مع حمزة

ذهب الرجل مسرعاً ليكمل كاظم بغيظ لم يراه حمزة على تفاصيل وجهه : بتسأل عن ست قد مرات عمى يا حمزة ، عايز السواق يقول عننا ايه بس

شعر ان ابن عمه محق فهو ليس متهوراً ابدا في حديثه انما معها اصبح هكذا : انسى خلاص

اجابه كاظم بكذب : يا عم هيكون شكلها ايه ست كبيرة في السن و عجوزة

تآكله الفضول فتسائل : بس عم محمد قالي انها جميلة فإزاى عجوزة كدة

سب محمد في سره ليكمل جاهراً : اه طبعاً هو قصده رغم انها كبيرة في السن بس حلوة مهتمة بشكلها و رشاقتها و كله بعمليات الشد يابنى ده نص ستات البلد متعرفش تميز سنهم من التجميل

ابتسم داخله لا يعلم لماذا فهو كان يعرف انها كبيرة في العمر لكنه تخيلها سمينة جداً ذات منظار اعلى انفها كبير و وجه يتدلى منه الترهلات و التجاعيد و شعر ملموم لاعلى بأهمال بينما الآن احب وصف كاظم لها بالانثى الجميلة المهتمة بشبابها رغم عمرها فبات فضوله اكبر ليرى جمالها الخمسيني هذا و لو يعلم كاظم ما يدور في عقل حمزة لضرب نفسه بالقذائف على وصفه
___________________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي