الفصلالثانى

أنا متابع الحلقة من البداية ، يمكن انا معرفش ظروف استاذ اسلام بس حبيبت احكي حكايتي ، لعل وعسي  تلاقوا ليا حل وارتاح من الهم والتعب واللي انا شايله .
سالته مها بدهشة :-
غريبة قوي خير ممكن تقول .
اكمل الشاب حديثه قائلا :-انا حكايتي من بره تبان عادية انما هي في الاثاث غلط من البداية .
انا وانا في الجامعة اتعرفت علي بنت انا حبيتها بجنون ، بل حبيتها بكل جوارحي ، حسيت ان العالم كله ملك ايديا كل لما بشوفها بس ، حاولت اتكلم معاها واقرب منها ، حاولت بدل المرة مليون كنت في سنة ثالثة وهي في سنة اولي ، عيلة لسة وكانت محترمة ، بس انا كنت براقبها من بعيد لبعيد ، واكتشفت ان عينها من حد كان اكبر منها بسنة واحدة ، يمكن هو كمان مخدش باله منها ولا كان مديها اهتمام بس هي كانت بتحاول وكل مرة بح ان النار بتولع في قلبي من كل حته ، مكنتش قادر اني اتكلم او اعبر عن اللي جوايا ، ومكنش بيحلالي اني اروح الكلية غير عشانها واني اتابع ايامها ، لدرجة اني اهملت جامعتي ووضعي ودخلت الترم الاول والتاني وسقطت وعيدت سنة ثالتة من اول وجديد ، صمت قليلا واثناء ذلك سالته مها بضيق حاولت إخفاؤه في حديثها :-
يعني انت كنت عارف انها معجبة بحد تاني وبتابعه وملاحظ اهتمامها بيه وانت مكمل في طريقك برضوا .
رد عليها الشاب بحزن وقال:-
القلوب مش بايدنا يااستاذة سارة ، غصب عننا احنا بشر ربنا اللي بيألف القلوب مش انا ولا انتي ، دي حاجة غصب عننا فوق طاقتنا وقدراتنا ، وزيدي فوق دا كله الشيطان اللي عميني عن الصورة الحقيقية ، الصورة اللي كان مبينها ليا بالعكس لما كانت بتبصلي  :-كنت بحس ان البصة عادية مش نظرة كلها كره وبغض ، لحد مافي يوم راحت اشتكت للواد اللي كانت معجبة بيه دا اللي حصل والواد دا قابلني في يوم واتخانق معايا بره الجامعة وكانت خناقة كبيرة جدا جدا لدرجة ان الجامعة عملتلي قرار فصل سنة محضرش امتحانات ولا اعتب هناك خالص
ليه بقا عسان البيه كان ابن ظابط شرطة ومن وسطته وقفت الدنيا كلها علي راسي والدنيا باظت معايا للاخر .
هنا سالته مها بفضول :-
يعني انت اتوقفت نظام وسطة وكده
اجابها بحزن :-
ايوة عشان الشاب دا انما غير كده كانت الدنيا حلوة ، طبعا الولد دا راح عمل محضر اني عورته وفتحت راسه وهو عمل كل حاجة مقصرش بصراحة عشان الموضوع يبقي اتسبك صح وراحت السنة عليا ، كده سنتين وانا لسة في سنة ثالثة ، وطبعا هو كمان راح ثالثة ، يعني الصدام بقا علي الملاء ، انا حاولت اتجنبه جدا جدا ، وحتي البنت دي مبقتش حتي ابصلها ، رغم الحب الللي كان جوايا ليها اللي اتحول لعدم مبالاة ، احساس الكسرة مؤلم وملوش وصف اصلا ، وانا تعبت جدا جدا وقتها ، وجالي اكتئاب تلاتة شهور اكتياب دمرني حرفيا ، وتعبني جدا جدا ، وكنت باخد علاجات ، لان انا بطبعي مبحبش المشاكل ولا وجع الدماغ دا كله ، وعدت الايام واللي هو بقا بالنسبالي اكمل او ما اكملش مش فارقة المهم اني ابعد عن وجع الدماغ دا كلع عشان ارتاح من القرف دا كله ودوست علي قلبي اللي سلم مشاعره لحب من طرف واحد ، حب كان في الاساس دمار كامل لنفسي وروحي ، دمار  يمكن ضرب النار اهون علي في الوقت دا .
حاولت مها تهدئته بعدما زادت وتيرة صوته عاليا من البكاء والضيق لما انتابه فقالت له بهدوء
حاول متتنرفزش عشان نفسك لان الموضوع باين عليه سايب اثر جواك جامد معلش .
تنهد الشاب وقال بأسف :-
انتي مفكرة كسرة النفس سهلة ، ولا مفكرة اني لما اتهان كده في الكلية خلاص ، الاحساس عمره ما كان سهل يتوصف .
شعرت مها بالحرج وقالت له بهدوء :-
طيب متزعلش اكيد الاحساس بيختلف من شخص للتاني ومدي الاذي اللي اتعرضله حقك علي وتقدر تكمل .
نفخ الشاب وقال :-
اوقات بنخاف غصب عننا ، وانا اخدت جمب من الخوف ، لس خوفي هنا مذ خوف مثلا اني انضرب او كده لا خالص ، الخوف هنا اللي فيه تعدي علي النفس ، زي الاهانة وكده ، وخاصة ان ابويا حلفني ابعد وأخد جمب من كل حاجة لانه مش حمل بهدلة ولا مرمطة ، ورحت الجامعة واطمنت علي نفسي اني بعيد ، لكن مع الوقت ابتدت الغلاسة والرخامة ، وطولة اللسان ، اوقات كنت من الزهق بستخبي بس كان في احساس جوايا معرفش وقتها ايه تفسيره ، بمكن احساس مقتصر مثلا علي التجنب او مثلا رضيت باللي بيحصل او اني اكبر واعقل من اي حاجة ، حقيقي معرفش والله والله ، بس ابتديت احس ببلادة غريبة ، ونشوة غير طبيعية ، مكنتش زعلان من الاحساس دا بالعكس ، كنت حاسس اني طاير من علي الارض لدرجة انه هو اللي بقي يتجنبني من نظرة عيوني ، وهي كمان لما كانت بتشوفني بقت بتخاف مني ، ودا بان علي فكىة في مرة كنت معدي في الجامعة وكان واقف وتعمدت اني اعدي براحة من قدامه .
قاطعته مها متعجبة :-
والبرود اللي انت حاسس بيه دا لوحده كده ولا فيه حاجة تانية .
صمت الشاب قليلا ثم قال بلهجة شابها البرود والتشفي :-
لا طبعا مفيش حاجة من فراغ ، كل واحد يجني حصاد فعلته ، تفتكري امتا بيتحول القاضي لجلاد
ودا كان سهل علي انا كا راجل يستحمل دا كله طبعا لا ، اللي عملته كان كبير ، بس كبير انه بقا ذنب عبء علي لايمكن المساس به .
تنحنحت مها وسالته :-
مش فاهمة قصدك ممكن توضح لينا اكتر وبستفاضة .
صمت الشاب قليلا قبل ان يكمل :-
الموت ..
شهقت مها من كلمته ورددتها :-
الموت .. تقصد ايه ؟
قال لها الشاب موضحا :-
ايوة زي ماسمعتي كده .. الموت هو الحل الوحيد اللي ممكن يريح كل الاطراف .
قاطعته معا بتوتر :-
يعني انت قتلت دا اللي تقصده
قاطعها الشاب في عجالة :-
لا طبعا مقتلقتش .. اقصد مقتلتش بايدي
لتعيد عليه مها السؤال مرة أخري قائلة :-
امال مين اللي قتل . انا مش فاهمة كلامك بصراحة .
نفخ الشاب وقال :-
بصي ان هبدء بقا من اول النقطة اللي الشاب مد فيها ايده علي بره الجامعة من اول ما تطاول علي وضربني قدام البنت اللي حبيتها وهاني قدامها وهي واقفة قدامه بتبص وبتضحك عادي في بروود وبلادة اللي هو عادي ، منا كنت عادي بالنسبة ليها مش اكتر .

شعرت مها بالضيق من حديثه لذا قالت له بنفاذ صبر  :-
انا مش فاهمة طريقتك في المراوغة ، مرة احس انك ندمان علي حاجة ايه هي معرفش ، ومرة تانية احس بنشوة الانتصار في كلامك من فضلك حدد لان بصراحة انا تعبت ومش فاهمة .
اجاب عليها بهدوء دون ان يعقب علي اسئلتها وقال :-
الموضوع بدء لما قررت اتجه للسحر
شهقة قوية صدرت من سارة ، ومن اسلام
حينما اكمل الشاب حديثه :-
ايوة رحت اشتريت كتب سحر تقريبا عشرين كتاب مختلفين وبقيت ادور علي اقوي تحضيرات ممكن الواحد يعملها ، وادور وادور لحد مالقيت حاجة اسمها تعويذة الموت ، انا مفهمتش هي بتتكلم عن ايه ، بس انا قدرت افك طلاسم الاحجية كلها خاصة لما ابتديت افتح علي النت واصور واشتغل وابحث لحد ما اتعرفت علي واحد ليه في المواضيع دي ، في البداية انا مردتش اقوله علي حاجة في البداية بس .
قاطعته مها بغضب شديد وسالته بنفاذ صبر وقالت له :-
يعني انت دخلت باب السحر عشان تنتقم قاصد ، حسيت قوتك في انك تتعامل كده وارتحت علي كده .
هدأ الشاب وقال لها موضحا :-
انتي مزوداها علي ليه ، حرام عليكي ، انا متصل عشان احكيلك اكيد استاذ اسلام مر بالتجربة دي خاصة في الاذي و ...
تبدلت نظرة صوت الشاب وصار خشن وقال بصوت اجش :-
انتي مفكرة اني ندمان انا فرحان انه مات
إنتفضت مها من مقعدها في خوف فقد صار صوت الشاب مخيف بشكل لا يعقل ،
اما عن اسلام فقد بدء بقراءة بعض الايات القرانية وصار صوته يعلو تدريجا  حتي صرخ فيه الشاب بصوته الاجش وقال :-
اسكت اسكت كفاية
لم يصمت الشاب اسلام  بل ظل يقرا القران بصوت عال حتي هدأت الاجواء جميعا وتم غلق الهاتف في وجهه مها
ساد الصمت في الاجواء ومجرد حركات ممن هم خارج غرفة تسجيل الحلقة وهم يشيرون لبعضهم البعض في نوع من الخوف ةالقلق لا يدرون ماذا حدث او بالكاد لا يصدقون هل هذا واقع عاشوا فيه منذ لحظات ام مجرد وهم ، حقا كل هذا ضرب من الجنون صوته وحديثه ، ونبرته العالية كل هذا يبعث الرهبة في النفس .
ظل الصمت فترة من الزمن قبل ان يتنحنح اسلام ويقول :-
مالكم بس دا وضع طبيعي علي فكرة اللي حصل ومن البداية انا فهمت ، وحضرتك اخدتي بالك من اللي التغير التي حستيه في صوته ، معني كده انه حضر الحاجة علي نفسه ومعرفش يصرفها اصلا ، ودا مخليه زي اللي عنده شخصيتين واحدة ندمانة وواحدة حاسة بالقوة وشايفة نفسها في مركز قوة
شحب وجهه مها ثم إبتلعت  لعابها  بتوجس وسالته بقلق :-
يعني هو يعتبر ملبوس ومتصرفش الجن اللي عليه صح كدا .
اجابها إسلام وقال :-
ايوة بالظبط كده واثناء حديثهم قام ببتره المسئول عن تلقي المكالمات الذي قال لها في سماعة الهاتف
الخط رجع تاني وهو اتصل إستقبلي المكالمة
لتقول مها لاسلام في عجالة  :-
الخط رجع تاني وهو اتصل اهو .
إستكملت مها حديثها قائلة :-
ورجعنا ليكم مرة تانية عشان نستقبل المكالمات ورجع لينا تاني الشاب اللي الخط فصل عنده ، ونقول الوووو
تنحنح الشاب وقال لها معتذرا بصوت يكسوه الخجل :-
أنا .. أنا اسف والله مكنتش اقصد اللي حصل والله .. انا ندمان وبعترف علي الملاء اني كده ، واي حاجة تانية مش في الحسبان
لانها مش ليا ومش انا اللي قفلت السكة من شوية هو اللي قفل الخط هو مش سايبني في حالي عاوز يدمرني بكل طريقة شايف انه خايف علي مصلحتي
انا تعبت ودخلت في باب مش قادر اطلع منه حقيقي .
بعد ما جهزت كل حاجة واتعرفت علي الشاب دا وطلب يساعدني وافقت بكل حب وهو كان ملم بكل التفاصيل دي
وعرفته حكايتي ، عرفته مدي القهر اللي عيشته والمعاناة اللي مريت بيها ، واد ايه اتعاملت باحتقار ومطالب مني اني لازم اسكت واطاطي راسي عشان اهلي ناس غلابة ولازم منتكلمش قصاد الناس الكبيرة ، مش قادر ، تعرفي يعني ايه تحسي ان فيه حد حاطط ايده حوالين رقبتك ، متخيلة يعني ،و سايبك لا حلم ولا ارض الواقع ، انا تعبت ، تعبت واتخنقنت صدقيني محدش ممكن يلجأ للغلط الا اذا كان فيه غلط من البداية ، انا كمان كانت غلطتي اني اخترت غلط من البداية ، كانت غلطتي لما وافقت اني اعدي الامور دي ، وبسال نفسي انا ازاي مأخدتش بالي من اللي حصل ، مأخدتش بالي من الفروق اللي بيني وبينها ، واد ايه هي شخص مكروه بطبيعته وشخص فارغ
وخالي من جواه ...
انا تعبت ومش تعبت بالمعني الحرفي ، انا عايش باكل وبشرب وبضحك لكن انا حاسس ان فيه حاجة جوايا ،
هو مقصرش معايا بصراحة ، مقصرش وفهمني وعرف اد ايه انا تعبت واتخانقت ، وبدانا الحكاية اللي كانت اساسها الاذي من البداية ، وطبعا صاحبي دا انا حبيت اتاكد منه هو الكلام دا حقيقة ولا لا .
وبدأت الرحلة الكبيرة .
قولتله نجرب حاجات بسيطة كا نوع من انواع المزاولة ، طلب مني في البداية شعر منه والموضوع مكنش صعب سلطت واحد صاحبي عنده خفة يد ، انه يعمل حوار عليه هو وحبيبته ويشوف هيكونوا لبعض ولا لا ، وانا كنت حكيت حاجات معينة من حياتهم كنت عرفتها من باب الصدفة ، وراح فعلا واخد شعر منها ومنه ، يعني شعرتين كانوا كفيلين يقوموا بالمهمة علي اكمل وجهه .
صاحبي اللي عمل كده قولتله يبعد عن الجانعة خالص وميهوبش هناك .
وسمع كلامي ومن بعدها انا انقطعت عن المرواح لحد مانكمل الطقوس اللي مطلوبة مننا .
وفي ليلة قمرية اتجمعنا في اوضته اللي كانت غريبة بكل المقاييس ، حتي سريره عليه نقوش بحروف معرفهاش ، والحيطة كمان عليها نقوش غريبة ملفتة للنظر ، كمان فيه حروف بارزة علي بلاط الارض ، هو كان عايش لوحده ملوش حد مقطوع من شجرة وهو لعلمك ليه قصة صعبة جدا جدا ، تشفقي عليه منها بس زي ماقولتلك الاذي بدايته اذي برضوا .
المهم طلبت بس ان البداية تكون ارق بشكل ملفت للنظر ، يعني مينامش خالص يفضل صاحي ، ولو نام بالكتير عشر دقايق
ويصحي تاني .
وفي اليوم الثالث انا رحت الجامعة  ومن هنا كانت البداية لما قولتلك انه لما شافني اتخض او بمعني اصح كان مقلق مني ،
وأنا بصراحة بدءت احس بالنشوة والفرحة والسعادة قوي ، يعني كنت مرتاح وقتها لما شوفته عرفت ان السحر اشتغل وهي كمان كانت بتبصلي بنظرات غريبة
لاني قولت لصاحبي اني عاوزه يشزفني اني بحاصره من كل جمب أنا اكتفيت بكده .
إكتفيت اني أشوف نظرة الخوف تاني ، من عينيه .
ويومها طلعت من الجامعة من غير ما أعمل حاجة خالص ، من غير ما  اتكلم معاهم وسيبت الجامعة خالص وطلعت ، ولا اخدت محاضرات ، ولاحظت انه بيمنع حد من صحابه انه يتعرضلي ، وكده الرسالة وصلت ليه .
أنا وصلت لمرحلة نشوة انا ارتحت بس إحساسي وصل لمرحلة تانية حسيت إني عاوز حد كمان ، حسيت اني مرتحتش خالص وان النشوة بالنسبالي اني عاوز اكمل اكتر من كده ، رجعت البيت وانا مبسوط ، ووالدي لاحظ كده ، ولما سألني مالك قولتله مبسوط قوي ومرتاح اول مرة اكون مرتاح كده  .
دعالي وحس اني متغير عن الاول ، متغير لدرجة انه علطول شايفني قاعد لوحدي
واغلب الوقت صاحي بليل ونايم فترة النهار كله.
كنت بتواصل مع صاحبي عشان نكمل كل اللي احنا بنعمله ، ياما اصحي العصر وانزل المغرب اروحله نكمل ، عشان الحظ هو في بلد جمب مننا اللي هو الطريق متمهد بشكل كبير .
هنا قاطعته مها وسالته بغضب حاولت إخفاؤه :-
يعني دلوقتي انت اخدت منهم شعر عشان  تبدء تعمل ليهم سحر بالارق وفعلا تعبوا وانت لاحظت دا قدام عينك ، وكل كده مكتفتش لا ازاي محتاج تكمل .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي