الفصل الخامس

غاصت أمل أكثر بتفاصيل الرسالة التى بدأت تتضح معالمها جيدا وتعقد الأمور كما ظنت بالفعل

انا حاولت كتير اكون انسان عادي ، حتي لما رجعت واتجوزت قولت اتاقلم لكن في حاجة جوايا كانت رافضة اني اكمل ، زوجتي مكنش ناقصها حاجة خالص ، تعليم وشكل وجسم وجمال يعني الكل كان بيحسدني عليها ، محدش كان حاسس ان كل لحظة معاها وجوا حضنها اني بخونها ، حاولت اني اكون زوج كويس ومتصنعش قربي منها ، حاولت اوفرلها كل حاجة عشان متلاحظش عليا حاجة ، بس حصلت كارثة بيني وبينها هحكيلك عنها لما اقولك ايه اللي حصل في الاوضة .
انا كنت سعيد بشكل لا يوصف اكل واكلت دش واستحميت بل اتمتعت بالجنة ، غير كده بقا كمان انا خلصت دش وطلعت لفيت الفوطة علي وطلعت .
رغم ان الجو بره تلج جدا ، طبعا اقصد جو الشارع بس الاوضة كان فيها انابيب تدفئة بتضح للاوضة كلها ، يعني راحة مفيش بعد كده .حسيت بطعم السعادة وقتها يعني حاسس بالحرية ، الحرية ان الشرطة مشيت خلاص ومبقاش فيه حد واقف يتابعني ولا يراقبني ، بس اللي كنت خايف منه رد فعل صاحب البنزينة لما يعرف ، مليوون سؤال دخلوا عقلوا واستوطنوا جواه ، مليون سؤال وقتها ، بس انا حاولت اني اعيش اللحظة رغم ان قلبي مقبوض .
طلعت لافف الفوطة علي نص جسمي التحتاني ، ومداري عورتي ، وقولت اشوف الدولاب فيه ايه ، ما هو لما الاوضة تكون كاملة كده اكيد الدولاب كمان فيه لبس ، ورحت ناحيته واول مافتحته اتصدمت ، لما لقيته اغلبه قمصان نوم حريمي ، معني كده ان صاحب البنزينه بيجيب ستات هنا بس اللي هو ازاي مش لاقي حل .
حاولت اشوف حاجة ليا لقيت بنطلون واسع كان حلو لبسته علطول ، وانا بقفل الدولاب حسيت بحركة جمبي ، يادوب بتحرك لقيت صاحب البنزينة قدامي واقف وبيبصلي من فوق لتحت ، وعلي وشه ابتسامة مش عارف افسرها ، ووقتها اتعلمت كام كلمة كده زي انا اسف ، متزعلش مني ، هصلح غلطي ، اخصم لو غلطت .
الكام كلمة دول بس وقتها لاني كنت بتعامل مع مصررين فا طبيعي اتعامل بنفس الطريقة وكنت بتعلم واطور من نفسي .
المهم لقيته بيقرب مني واول كلمة قلهالي انا بحبك
انتي متخيلة الكلمة عاملة ازاي ولا رد الفعل اصلا انا مش عارف اصلا .
انا حسيت ان جسمي كله سخن غصب عني ، وحسيت ان الكلام كله راح من علي لساني ، ومرة واحدة لقيته بيقرب اكتر وبيحط ايده علي جسمي من فوي ، ولقيته بيقولي بلغة عربية مكسرة
انا بحبك هو عيب اني اقولك .
بصيتله وانا مش عارف اقوله ايه ولا ارد عليه ازاي ، وكل الكلام اللي علي لساني هرب ، ومش بس كده دا لساني اتعقد اني ارد
ومرة واحدة راح ايده علي الفوطة فكها ، اللي هو انا مش متخيل اللي بيحصل ولا متخيل نظرته ولقيته قرب قوي وبيحسس علي المنطقة اللي اتعرت ، لا عارف اتحرك ولا اتكلم ولا اقول حاجة خالص .
ولقيته بيكرر الكلمة تاني ، انا بحبك ومش عيب اني احبك .
وراح بعد عني وقالي استناني هنا
ولقيته قرب ناحية الدولاب وراح قدامه حبه انا مكنتش عارف بيعمل ايه ولا عاوز ايه بس شوفته بيخبي حاجة في ايده بسرعة وراح علي الحمام ، بصراحة معرفش قعد اد ايه جوا
انا سحبت الفوطة عليوغطيت نفسي من الكسوف كنت حاسس ان كده افضل بكتير ، لا عارف امشي ولا البس هدومي اللي سيبتها في الحمام ، الكارثة بقا اني قمت جري ناحية الدولاب فتحته عشان ادور علي تشرتات ملقتش غير كله بناطيل بس ، اول مرة احس اني مكسوف بس مكسوف بقا من انه حسس علي ولا انه شال الفوطة معرفش، المفروض حتي البس البنطلون لكن ملبستش مخي وقف تماما وقتها وهنا بقيت الصدمة انا لقيت صاحب البنزينة أقصد صاحبة البنزينة مش قادر احدد بصراحة طالع قدامي لابس قميص اسود مغطي يادوب من قدام ومن الضهر لابس زي بتوع التعري اللي هو نفسي اقوله فيه ايه ، كان بيتحرك في حركاته كلها زي البناتكانه مكسوف انا مش فاهم مكسوف ازاي وبيبص للارض ، ولقيته بيقرب مني قوي وراح جاي قعد جمبي وقبل ما اتكلم راح جاب اللاب بتاعه وشغل فيلم بورنوكان نفسي بقا اقوله فيه ايه وليه دا كله مش قادر اعبر عن اللي جوايا عاصفة شديدة بس جسمي سخن ووقتها الفيلم اشتغل والمصيبة الكبيرة ان الفيلم ليه هو مخبي وش اللي معاه ولقيته بيعمل علاقة كاملة كانه هو بنت  والدنيا زي ما بنقولوا زبادي في الخلاط انا حسيت ان جسمي بيسخن واني المفروض راجل  حصلي اثارة في جسمي وهو كمان ابتدا يحرك ايده علي ومحستش بنفسي الا وانا بيحصل بينا علاقة كاملة ..
ومن هنا ابتدت المصايب ، وقالي طول ما انت معايا هتشوف الجنة ونعيمها انما لو مشيت او هربت هبلغ عنك ، ومش هتطول ترجع بلدك اصلا .
عرفت ان الاوضة دي هو مجهزها اصلا للعلاقات دي وان مفيش حد عدي من تحت ايده
انا مبقتش عارف هو راجل ولا ست حتي جسمه فيه اعضاء للبنات والرجالة ، اللي هو انا حاسس ان فيه حاجة مش مظبوطة معرفتش  اساله انت راجل ولا ست مش عارف ولا فاهم اصلا ، انا اول مرة اشوف حاجة كدا
وعدا اليوم دا وقالي معايا هتشوف الجنة وفعلا الجنة كانت معاه كل حاجة نفسي فيها كان بيجبهالي ، غير رص علي قوانين في المعاملة مع الناس اتعامل مع مين ومتعاملش مع مين ، والمفؤوض البنات لا ، لانه شايف نفسه بنت مش راجل اتاريه معروف في البنزينة دي اصلا ومع الوقت بقا كل يوم علاقة مرة واتين وبقا يحاول يغريني بكل الطرق والوسائل الممكنة
وانا انجرفت معاه واتعودت علي كده وبقا الموضوع دا بالنسبالي اساسي ، وغوصت وانا مستمتع كل لحظة وبقت الاوضة دي بتاعتي انا وملكي وغيرت فيها كل حاجة وعيشت انا وهو او انا  هي كأي زوجين مع بعض  ، وبقيت ابعت لاهلي فلوس الضعف ، وكل مرة يزيدو ، ما الخير كتير وانا مش خسران حاجة ، وبعد ما كنت بطلع اشتغل كل يوم بقت الايام تخف يوم بعد يوم ، او مثلا كل يومين وبقا هيصة لحد ما بطلت اطلع خالص ، وبقا هو يطىع بالنهار حبة وبقيت اليوم معايا ، وفي الليل ياخدني معاه بره نشتري طلبات كتيرة جدا لدرجة اني اشتريت ليه لبس حريمي مكنش مصدق من فرحته ، واشتربت لبس لاهلي كمان وبعته ليهم مخصوص ، بس لاحظت حاجة حاجة بقا ، كل ما ابعت ليهم فلوس حد يحصله حاجة من اخواتي ، يعني كان ليا اخت كانت عملت حادثة واول ما بعت ليهم فلوس واتصرفت علي العملية ماتت ودي القشة اللي قطمت ضهري اني مش عارف انزل خالص خاصة ان سني صغير ، والاسوء اني هربان .
وقعدت وانا متحسر بس زي كل يوم علاقة والدنيا زي الفل اصلا .
هو كان بيجاول يخفف عني علي اد مايقدر ، مكنش عارف يعمل ايه اهو بيحاول .
وانا مع الوقت اتعافيت ، مش اتعافيت تعب لا انا اتعافيت من الحزن من القلق ، والحب والمشاعر ، حاسس ان قلبي اتحول لحجارة مبقاش حاسس باي مشاعر تجاه حد ، ما هو البعيد عن العين بعيد عن القلب
وانا بقيت مقتنع كده اصلا .
ومشيت حياتي والفلوس مبتنقطعش بل بالعكس بقت بزيادة والاوضة اللي كانت حلم اني اعيشه وانعا جنة بالنسبالي بقت جحيم انا عايش فيه ومش متحمل اي حاجة خالص .
الكلام دا بعد سنتين بالظبط .
سنتين عايش في الجحر دا ممكن بالايام والاسابيع مطلعش بره ، هو او اقصد هي بتطلع بره بتجيب كل حاجة وتتابع وانا قاعد استناها ترجع وبقا بيعلمني لغته عشان نتواصل بعد كده مع نفسنا ولوحدنا بقا
وفعلا الموضوع بالنسبالي اتحول من خوف ورهبة ل متعة ، مبقاش يعدي ساعة الا لما اتفرج علي فيلم ونستمتع سوا ، غوصت في بحر الحرام بتلذذ بشكل غريب .
بعد السنتين دول بقا حبيت اطلع من الجنة وانزل علي الارض كان نفسي اشوف واجرب ميولي مرة تانية ، وفي يوم قررت اني اخرج بره صح انا اتخانقت انا وهو بسبب الموضوع دا وهو مكنش عاوزني اخرج بحجة انه غيران علي لكن هو مرداش لكن انا صممت جدا جدا اني اخرج وقالي انه خايف علي وغيران من اني اتفاعل مع الناس وفعلا بعد نقاش كبير جدا بينا قررت اني اخرج  ومشيت طلعت امشي ، حاسس بالحرية ، حرية  اني اخرج بره البوتقة دي والحبسة دي ، الاول كان لازم يكون معايا في كل حته اول مرة بعد السنتين اخرج لوحدي رحت عند البحر وقعدت شوية ، معرفش اد ايه بس كنت حاسس ان الهوا اللي بيدخل صدري بيسحب حاجات كتيرة جوايا ، معرفش تراكمات معرفش ان كان حزن او خوف من اللي جاي او خوف علي اللي راح يمكن ندم مش عارف احدد بصراحة
كان نفسي اصرخ بس معرفتش ، لان اللي بيصرخ لازم يرفع راسه لفوق ، عشان يقول يارب ، بس انا باي شكل واي صوت اي وش اقولها او ارددها وانا عايش في بحر الحرام ومتلذذ بيه
متلذذ بكل غلطة مش قادر اتكلم او اقول حاجة خلاص فقدت القدرة حتي اني اشتكي ، يمكن زمان لو حد كان جه حكالي كنت هنصحه يهرب او يمشي لكن بالنسبالي انا اعمل ايه مش عارف والله .
انا حسيت ان الدنيا ضالمة ، حتي في الاوضة ضلمة ، انا عايش في حرام ومفيش في حياتي حاجة صح غير ان انا راجل ، بس راجل في البطاقة بس ، انما انا مهمش مليش مكان شغال بالاجرة دي الحقيقة اللي لازم اقولها لنفسي واعترف لنفسي اني كده .
قومت من علي الرمل عشان اجي اجري واجري عشان اتعب بس ملحتقتش اقول اجري لاني تعبت من بداية الطريق زي ما انا تعبان دلوقتي .
روحت طلعت علي الطريق وقررت اروح اشرب كأس افوق بيه من القذارة او انساها لكنها مبتتنسيش ابدا ابدا .
وكان هناك بنت بترقص عجاني وانا قاعد وكانت بتبصلي جامد حاولت تغريني معرفتش اصلا انها تغريني ، نعرفتش فعلا ، بالعكس لما جات حطت ايدها علي واللي هو عادي يعني ما انا اتعودت وبقا الموضوع عادي جدا جدا .
المهم
طلبت اقوم معاها وقومت انا اصلا خرجت عشان اجرب واجرب ، وخادتني وقلعتني وانا منتظر ايه اللي هيحصل بعد كده ، وقومت معاها ودهلنا الاوضة فضلت تتهز وتتحرك قدامي زي التعبان بكل طرقه
وانا قاعد حاسس اني لوح تلج لدرجة انها اتحرجت ، هو انا المفروض مطالب مني انها تلاقي رد فعل كويس ، رد فعل بناء عليه نعمل علاقة مش اكتر من كده .
بس عشان الاحراج حاولت اجاريها واعمل علاقة لقيت نفسي رافض اني اعمل علاقة بشكل طبيعي .
جسمي كله اتمسك وكملت العلاقة معاها بشكل تاني ، معرفش ان كانت انبسطت ولا لا ، بس انا ما انبسطتش خالص ومجرد ما انتهيت سيبتها ومشيت طبعا سبتلها فلوس بزيادة ، واكتشفت وقتها اني عمري ماهكون طبيعي ، انا حاولت ابرر لنفسي الاول بس حتي التبرير مش ظابط اصلا لان خلاص دول


انهارت بالبكاء فور وصولها لشقتها، لا أمل منها هذا ما استقر بعقلها، لحظات النزوة التى تمر بها لن تغنى عن احترامها لذاتها، حاولت أن تعيش كما يجب لكنها لم تستطع أن تغير حقيقة كونها لا تستحق غيره هو فخطيىتهما هى ما سيربطهم للابد ولا فرار منها، مذنبة ومذنب لا حاجة لهما بغيرهما، اتجهت صوب حمامها لتذبدل اثار دنسهما معا وتهرب للنوم كعادتها

ظل يفكر بمن كانت معه، لقد اختار حقا فى كونهما كانا جيدين مع بعضهما كثيرا لكنها خجلة كطفلة لم يسبق لها أن مارست الأمر من قبل فهل هى تحاول بمرتها الاول ام أن الأمر يتعدى ذلك؟
راح يفكر فيما قد يكون سبب ما فعلته وهروبها منه، هو لم يفعل شيئا يرهبها ام أنها ذات ميول أخرى وارادت أن تجرب شيئا جديدا ولم تستطع؟
انشغل تفكيره بها حقا فتلك أو مرة يفكر بامرأة هكذا او يشغل باله ما يحدث معها وهو لا يعلمه
انسحب عقله للنوم وهو يحاول أن يترك أمر تلك الفتاه التى رماها قدرها في طريقه فلو كانت قدره بقاياها مرة أخرى حينها سيعلم دوره في حياتها

صرف فتاته واستقر بمكتبه يتابع عمله وقراءة ملفات الحالات التى سيمر بها بالمشفي بالغد
لم يلحظ رنين هاتفه الصامت بجواره حتى رفع بصره بالصدفه ليراه ينير برقم دولى فابتسم رغما عنه فهو لن يتأخر عن الإجابة على هذا الاتصال
تناول الهاتف واجاب الاتصال بشوق حقيقي ليسمع صوت ظافر يناديه باسم تدليل محبب له
دافي الصغير اشتقت اليك
جدتى لقد اشتقت لك ايضا
متى ساراك صغير لقد اشتقت لك حقا
ضحك دافيد فجظته مازالت تراه ذلك الصغير الذي يجرى بباحة منزلها الخلفية
جدتى أنا طبيب الان ومشغول للغاية بالعمل
حسنا ياتى أنا لك ما رايك
بالطبع اسعد بذلك
حسنا بنى احجز لى وسأتى بصحبة عمتك حسنا جدتى سانتظرك وساجهز الأمر كله وأرسل لك التفاصيل
حسنا وامنا أن أرى امرأتك حين أتى ام انك ما زلت طليق حر تغرد بكل غصن
لا اعلم جدتى ربما حين تأتين اكون قد استقريت بشجرة ما
هل هى جميلة ؟
من ؟
التى جعلتك تفكر بالاستقرار صغيري
نعم، جميلة حسناء عربية
استمع لصباح جدته التى تحول حديثها للعربية بلحظة
عن جد عم تحكي.دافيد؟ متى التقيت بها ومن هي، من اى بلد وماذا تفعل عندك هل هى طالبة ام مقيمة
خبرنى دافيد منشان الله
حاضر جدتى ساخبرك إذا ما استقر قلبي لديها
لا تقلق بنى فهى ستخطف قلبك فمن يقاوم حسناء عربية بقلب دافئ بهذا البلد البارد الذي تقيم به
ابتسم دافيد وهو يعانيها
جدتى
ماذا تلك الحقيقة فطيلة عمرك الخمس وثلاثين عام لم تستطع امرأة أن تخترق حصونك وهى بأيام بسيطة شغلت تفكيرك بني
اعتقد انك محقة جدتى لكنها محافظة للغاية
وهذا هو سر سحرها بنى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي