الفصل الرابع

كم ارتاحت كون الاسبوع شارف على نهايته فقد افتقدت حقا جلستها الهادئة أمام الحاسوب كى تراجع راساىل المتابعين الخاصة، أقسمت أنها تساعد قدر المستطاع أبناء وطنها ممن قد يحتاجون المشورة لأية وقت، فور انشاء تلك الصفحة والتسويق الجيد لها كونها مجانية وقد تلقت العديد والعديد من الرسائل التى كانت ترد على مرسليها بتصفة شخصية لدرجة أنهم طلبوا منها أن تقوم ببث مباشر تناقش به المشكلات التى تجدها مشتركة أو عامة بين العديد من المشكلات، لم تكد تفعل حتى تصاعد رنين هاتفها برقم خاص كادت تتجاهله لكنها خشيت أن يكون أحد الحالات لديها
ما أنا فتحت المكالمة حتى أتاها صوته الرخيم
اشتقت لك طبيبتى
اضطربت من ودليله لكنها لم تظهر له ذلك وردت بود
كيف حالك دكتور راسل
ألم ننتهى من تلك الرسميات؟
تذكرت الاسبوع الماضي وحضوره يوميا للعيادة، جلساته التى كلفته ثروة صغيرة من أسعدها إرسالها لمكتبه بشقاوة كى تعلمه أنها تتعامل معه كحالة بالفعل تحت اى مسمي
بل انت من تجاوز الحد دافيد
ولم لا تفعل انت ايضا؟
انا طبيبة دافيد معرفتى بك لن تتجاوز هذا الحد مهما حاولت
وانا اريدك بحياتى امل تحت اى مسمى
حسنا احتفظ بهذه الفكرة حتى نرى ما سيسفر عنه الأمر
حسنا اميرتى
أغلقت المكالمة وهى لا تعلم هل حقا تريد أن يتواجد رجلا مثله بحياتها هو حتى لا يعترف بما يعان منه وربما يعتقد أنها إحدى النساء اللاتى سيرحبن به بحياتهن
نفضت عقلها عن دافيد وقررت أن تركز تفكيرها بما تقرأه من راسائل الصفحة
قرأت عدد من الرسائل حتى وصلت لرسالة استرها انتباهها حقا

انا شاذ ...
معرفش هتفهميني ولا لا ، بس خلاص كده بالنسبالي اخر محاولة لاني فقدت الامل في حياتي كلها .
قالها دايمون كما اطلق علي نفسه
واكمل حديثه بلهجته العامية الدارجة .
انا ديمون ..طبعا دا مش اسمي
بس عندي ٣٠ سنة عايش هنا بقالي عشر سنين مش هقدر احدللك الموضوع دا بدء امتا ولا ازاي ، بس انا عمري ماكنت كده ، لدرجة اني اتجوزت واحدة مصرية بسبب الحاح اهلي علي وبعد شهر اتحججت وسافرت بقالي سنة وهي طلبت الانفصال
الموضوع يطول يشرحه ...
هحكيلك الموضوع بالترتيب
انا اترددت كتير قوي بس صدفة لاني بقالي فترة بدور علي حد يساعدني انا مش عاوز ابقي كده .
هحكيلك من البداية خالص انا سافرت وهاجرت بره وانا عندي تسع عشر سنة ، كنت جاي تهريب عادي ، واشتغلت وفحت في الصخر لحد ما عرفت اعمل حاجة وفعلا جالي فلوس والدنيا كانت حلوة الكلام دا في السنة الاولي لما كملت عشربن سنة ، وقتها كان معايا مبلغ محترم
لحد الايوم الاسود ، اليوم المشئوم دا ....
واليوم دا كل حاجة اتغيرت ، لما لقيت صاحب الشغل اللي انا فيه
بيتحرش بيا ، انا مكنتش فاهم والله ولا عارف بس عديت الموضوع يعني اللي هو عادي ...
تنهد ديمون وهو يستكمل كتابته ..
لقيته عرض علي اني ابات عنده في الشغل ، انا مكنتش فاهم كلامه بس في واحد مصري كان بيشتغل معانا في البنزينة  ، كنت باخد فلوس حلوة بامانة ، وكنت فرحان ، لحد ما زميل ليا عرفني وعلمني كلمات معينة ، وابتديت افهم كلام صاحب الشغل لاني اكتشفت ان الكلام محدود بينا ، بس حسيت انه بيبصلي بصات غريبة جدا جدا ، انا كنت مبسوط باهتمامه بيا وخوفه عليا لما اتاخر ، ولقيته بيزود التبس غير المرتب ، كل دا في السنة دي ، اه مش هنكر ان ملامحي رجولية ، انا قمحي وجسمي مش مليان لاني بحب اهتم بجسمي وشكلي كويس ، وفي اليوم دا حصل ولقيت حملة كبيرة جاية  تشوف مين اللي معاه ورق وتصاريح وكده ، وانا مش معايا ورق ولا غيره يعني موت وخراب ديار ، فيه واحد بيشتغل معانا  عرف ان فيه حملة هتلم الشباب الهربان ، وقتها انا خوغت اقول لصاحب المكان اني هربان ، هو في الاول سالني معاك ورق وانا انكرت بصراحة وقولت معايا بس اتسرق مني ، و معلقش بصراحة خالص واشتغلت وبقا معايا فلوس وبقيت اجيب كل اللي نفسي فيه ومش حارم نفسي من حاجة
ولا قصرت حتي في نضافتي الشخصية خالص ، وكنت بهتم بلبسي وقت العمل رغم انه بيبهدل ، بس ابتديت الاحظ حاجة بقا ، واللي هي نظرات صاحب البنزينة ليا خاصة  لما يكون فيه بنات وبقا بيزعق وبيشخط ومتنرفز جدا ، انا مكنتش فاهم اللي بيحصل بس رجحت ان السبب هو ان ممنوع الهزار في البنزينة وقال ان هنا للشغل بس وممنوع الهزار وكده واتا سمعت كلامه بس مكنتش عارف قصده ايهولا فاهم ايه اللي بيحصل لحد اليوم دا لما جات الحملة واقتحمت البنزينة وصاحب المحل فهم اني مستخبي من الحملة وان اللي هيحصل هيبقي كارثة كاملة ملهاش اساس ، بس اللي حصل كان شي غير متوقع ، لقيته ندهلي وشاورلي امشي وراه ، وفعلا عملت كده وانا مش فاهم ، اتاريه رايح بيا لاوضة سرية في البيت محدش يعرف عنها حاجة وانا اول واحد ، وهو قالي كده وهو بيمشيوانا ماشي وراه ونزلت عنده في الدور الارضي اللي لقيته كان عامل فيها اوضة كاملة متكاملة ، جاهزة من كل حاجة ومش ناقصها حاجة خالص ، فتخ الاوضة بقفل سري ، والقفل مستخبي فب الجدار يعني مستحيل او ان يخطر علي دماغ حد ان يكون لا في اوضة ولا حتي قفل سري اصلاالمهم دخلني الاوضة بسرعة ، وقالي خليك هنا ومتعملش صوت وخرج بسرعة وبمجرد ما طلع سمع صوت دوشة وجلبة ووجع دماغ ، وكمان سمعت صوت حىكة وناس بتتحرك تحت في البدروم ، وصوت كلام كتير انا مش فاهم اغلبه بصراحة ، بس بعد تقريبا ربع ساعة الصوت هدأ خالص والحركة خفت خالص من المكان تحت ، كل دا وانا خايف اني ارجع او اني همشي مرة تانية بس اللي حصل كان غير كده ، انا لقيت حوالين مني اوضة روعة ، كاملة من كله من كل التفاصيل ، اوضة استديو كاملة تحسي ان الجنة كلها جات الاوضة دي

أرهقت سارة قليلا من كم التفاصيل فاراحت عيناها قليلا قبل أن تتابع قراءة الرسالة وهى تفكر كيف وصلت الأمور لهنا؟ متى باتت حاجة الإنسان سببا لسيره بطرق لا يهواها
لم تطل التفكير واعدت فنجان قهوتها وقررت أن تكمل الرسالة

لم يغب عن عقلها ما قالته الطبيبة، هى بالفعل ببلد حر لا يحمل ضغينة ضد المرأة لكنها تجد نفسها بقاع المجتمع، قررت ألا تذهب إليه كما اعتادت بل ستذهب للسهر باى ناد ليلى عليها تتعرف على أحدهم وتتخلص من تلك اللعنة
بالفعل تزينت كما يجب وذهبت لقضاء شهرتها لكنها فوجئت بعدد الرجال الذين تحولوا حولها يطلبون ودها، شعرت ببعض الثقة وراحت تنتقي من ستقضي يومها معه حتى راته، شاب في الثلاثين ربما بجسد رياضي ساحر، قررت أن تتحدث معه علها تشعر بالانجذاب ناحيته
مرحبا
مرحبا
انا رييد
انا
اهلا انا، اذا انت من الانحاء، تلك اول مرة اراك بها
بالفعل فأنا اول مرة أتى لهنا
ماذا تعملين انا؟
انا نادلة بمطعم، وأنت؟
انا اعمل هنا
حسنا
اضطربت ولم تعلم ما الذي يجب أن تقوله، فهى رغم سنوات عمرها لم تتحدث مع رجل بهذه الطريقة من قبل
تلمس ذراعها فشعرت بقشعريرة بجسدها وشعرت بحاجتها للهرب
شعر باضطرابها فظن أنه قد افزعها فابتعد قليلا ليتيح لها الفرصة لتريح أعصابها
ذهب ليتابع عمله ونظراته مازالت مسلطة عليها ليلاحظ خوفها من اى رجل يقترب منها ليفطن لحقيقة أنه ليس هو فقط من تخشاه
مرت أكثر من ساعة وهى ما زالت على وضعها ذلك فاقترب منها يسألها عن حالها
هلا غادرنا معا لمنزلك؟
دهش من جرأتها التى يبدو له كرجل ذو خبرة أنها زائفة لكنها وافقنا على ما تريده فهو قد انتهى من عمله بالفعل وحضر زميله الذي سيتسلم عمله
غادر معها وهو يحاول أن يريح سببا لما هى به لكنها متكتمة ولم تتحدث معه طيلة الطريق
ما أن وصلت بشقته حتى اقتربت منه تحاول أن تغريه لكنها كانت طفولية للغاية ومضطربة ساعدها بالأمر وحاول أن يهدأها
لكنها فزعت منه وابتعدت كأنه وحش ارهببها وخرجت مسرعة تاركة إياه مذهولا
غادرت صوب من ل زوج والدتها كأنه ملاذ لها ما أن وصلت حتى دخلت الشقة باحثة عنه كأنه دواء لمرض عضال
ما أن وقعت انتظارها عليه وهو نائم حتى أزالت ملابسها واسرعت ناحيته توقظه بقبلاتها
لقد تاخرت
اعتذر اشتقت اليك
وانا ايضا جميلتى
غابت معه للحوار لذتهم المحرمة كأنه الوحيد الذي سيتقبلها
ما أن انتهت منه غادرت دون النظر له ودموعها تغرق وجهها فهى فاشلة حتى بالهرب من عارها

عادت امل لبقية الرسالة باهتمام وعزيمة لم تفتر كعادتها مع رسائل المتابعين
بقيت ابص علي كل حاجة حوالين مني وانا مبهور من كل حاجة ، مبهور من الاوضة والديكور حتي السرير كان شكله روعة ومختلف ، انا نسيت نفسي وانا واقف ، حسيت اني دخلت مملكة وانا الفارس بتاعها دخلت لجوا وفعدت علي السرير وافتكرت لما جيمي اللي كان شغال معاه انه عرض علي اني انام هنا وقالي ان صاحب المكان عنده مكان نقعد فيه يعني مش هنشيل هم النوم ولا البهدلة وكده ، وقررت وقتها جوايا ان انا اللي اعرض عليه لو فيه مكان انام فيه ، انا كنت ساكن في اوضة بس بعيدة عن المكان كنت بركب مواصلتين عشان اوصل الساعة سته الصبح وقعدت تقريبا ساعة او بصراحة مش عارف الوقت اد ايه المهم  وسط دا كله قمت فتحت التلاجة عشان اجيب او اشوف فيها اكل ولا حاجة ، واول ما فتحتها لقيت اكل كتير جدا جوا رغم ان الاوضة مترتبة زنضيفة وانا عمري ما شوفت حد غريب هنا في الاوضة دي او في المكان كله ، واعرف ان الراجل دا عايش لوحده زي ما عرفت وانه كان متجوز بس انفصل هو وزجته من زمان ومخلفش خالص ، طلعت اكل واكلت كل اللي نفسي فيه ، وبعدها قومت دخلت الحمام ، ودا لوحده عالم تاني هو نص مساحة الاوضة ، حمام مقفول من جوا ودش لونه دهبي والحمام حلو قوي قوي ، لقيت نفسي حاسس اني عاوز اخد دش ، ونسيت ان المكان دا انا موجود فيه عشان استخبي مش عشان اخد راحتي واقلع واعيش حياتي ، بس الرغبة هنا كانت اقوي مني بصراحة وجازفت وقولت ان شالله لو هنطرد بس اعيش او اتمتع لو مرة واحدة في عمري ، لاني عمري ماهشوف الخير دا كله ، وقلعت هدومي وفتحت المية ، دخلت البانيو اللي كان مقفول فتحته وقفلت علي نفسي وانا سعيد سعادة لا توصف ، واتمنيت اني اعيش هنا ، مش عشان الحمام لا ، عشان الراحة ، راحة العين اللي عمرها ماشافت عز ، وطول عمرها شايفة بهدلة ومرمطة ، وانا اسرتي علي اد حالها او نقول ميسور الحال الجاي علي اد اللي رايح وانا كأي شاب لازم اسافر واتغرب علشان امم مستقبلي  واعمل اسرة وعيلة .
المية السخنة نازلة علي راسي ، غير كم الشامبوهات اللي من كل صنف ونوع ، وانا مقصرتش خالص بصراحة من كل نوع علي راسي وجسمي وحاجة ولا في الاحلام .
انا عارف انك ممكن تشوفي رسالتي وتزهقي من كلامي دا كله بس هتعرفي انا ليه بحكيلك كل حاجة بالتفاصيل وتفهميني ، لعل انتي تساعدبني وارجع انسان طبيعي مرة تانية

دعت بداخلها أن تستطيع حقا أن تساعد ه بذلك فتلك الحالات علاجها صعب حقا

منذ اغلق الهاتف معها وهو ما زال يفكر بما يفعله، لما يركض خلف امرأة تعلم ما به لكنها غير منتمية لعالمه اهو التحدى حقا ام كونها تشبه من كانت سببا فيما صار عليه؟ هو يريد امرأة خاصة به، لا ينكر أنه كان يبحث عمن تشابه الصورة التى يريدها لكن كل من وجدهم لسن قريبا حتى مما اراد، تلك الفتاه. المثالية التى أرادها دوما، ملكا له هو، لم تكن مع غيره، تطيعه حبا ورغبة بذلك لا اجبار، لكن لم تلك المرأة التى تختلف عن مقاييس الفتاه المذهلة الجمال فهى ليست مثالا للجمال لكنه لا ينكر أنها مغرية أيضا جسدها ممتلئ بالاماكن الصحيحة بشرتها الحمرية الساحرة التى تعطيها مظهرا لاتينيا خلاب، أما أعينها فقصة أخرى يتيه بها من يطيل النظر
أخرجه من أفكاره نداء احداهن، رفع نظره ليجدها تقف بزيها الاسود الجلدى وطولها الذي أمسكت به واخفضت رأسها وانتظرت الاذن منه لتبق بجواره
المصرفي
لم تصدق صرفه لها فظنت أنها قد أخطأت بأمر ما لكنه أعاد قوله مرة أخرى
قلت غادرة
جثت على ركبتيها وهى تأويله أن يعفو عنها إذا ما قد أخطأت
تجادليننى اذا؟
لا، اعتذر سيدى لكن أنا لا اعلم ما الذي فعلته واغضبك لهذه الدرجة كى تصرفنى
لست بمزاج للجدال
صعقت من رده للمرة الثانية فهو حتى لم يفكر بعقابها على تجرؤها على الكلام
هل مللت منى هل ستتركنى
ما الذي تقولينه الان وما سبب جدالك هذا؟
انا ..
نهض غاضبا من جلسته والقي بهاتفه
لقد أعطيتك أمرا لكنك عصيته الأمر ليس بهذه الصعوبة لكنك يبدو لا تفهمين طبيعة الوضع
لا تفهم هى متمرسة جيدا لقد قضت بهذا العالم سنوات حتى تعلمت جيدا ما به أما هو فقد خيرها امره، رغم سيطرته وشخصيته القوية إلا أنه دائما يريد أمرا لا تعلم ماهو كأنه يبحث بعالمهم عن صورة سبق ورآها لكنه لم يجدها، ليست الجنس أو التحكم والا كان قد كشف زيفه  هو يبحث عن شيء دون الإفصاح عنه وهى تتمن أن يجده بها
هل ستبقين هكذا كثيرا
لا، سأغادر كما امرتنى
حسنا
لم ينظر لها نظرة ثانية وغادر لغرفته وهو لا يعلم ما به لم أموره مضطربة منذ فترة، ما لم يخبر به طبيبه أنه قد زهد هذا العالم لم يعد يريد كل هذا هو يريد أمورا لم تعد موجودة وقد سأم البحث عنها حتى لقيها فتجدد الأمل بأن لديها ما يريد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي