الحلقة ٤١
الحلقة الحادية و الاربعون
المطرودة من الحنة
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
او حتي تدخل معهد اخذ النقاش يزداد و ايريني تحاول في معركة خاسرة للمرة الثانيه و لكن ما ان استمعت الى قول ابنتها التي لا زالت لا تعي شيئ من الدنيا ولا تفهم انها من أبسط حقوقها أن تصل الي حلمها أو تتعلم كما ينبغي أن تكون واعية و مدركة انها تدخل الي تصنيف أقل في التعليم و كل ذلك لان والدها من بعد موت سيموت اصبح جاف القلب و المشاعر خاصة على بناته حتى انه من السهل أن يساعد اخوه أكثر من بناته
ميرنا : الموضوع مش كبير اوى وبطلوا خناق على الفاضي . حتى لو انتم قلتولى كملى انا مش هكمل.
نظرت لها ايريني بصدمه.. فتركتهم ميرنا و دخلت الى غرفتها
و لكن لا يهم فالحياة ستمر سواء بالحلو و المر و ها هي ميرنا تفكر بطريقة اخري هي اخذ ت الكثير من الدروس في الكنيسة و تعلمت سلوكيات و حفظت في الانجيل و ها هو ما تعلمته بالامس ينفعها اليوم و كان الرب يكفائها علي قربها منه
قررت ان تعمل ان تبحث عن دخل لها يساعدها و يساند امها و حتى اختها فهى ترى ما يحدث و كما يقولون من لا يري من الغربال فهو اعمي و هي ليست عمياء هي ليست غافلة عن ما يحدث لهم و عن انسياق والدها إلي اهوه الصغير الذي كان سبب في خسارتهم خسارة فادحة و كانت سبب في تحويل شخصيته
وقفت ميرنا مع الاب (متي) بعد ان انتهت الصلاة و هي تقول بهمس و خجل طفلة في الثامنة عشر
ميرنا : عاوزة النصيحة يا ابونا
متي : خير يا بنتي
ميرنا : عاوزة أشتغل يا ابونا عاوزة اعتمد علي نفسي و اختلط بالناس لاني من بعد ما خلصت دراسة و انا في البيت
متي : هز راسه بمحبة و قال انتي مرزقة و حظك حلو انتي حافظة أسفار و ..
ميرنا : اه يا ابونا ما حضرتك عارف انا بشكر الرب دارسة هنا في الكنيسة
متي : محتاجين مدرسة دين في مدرسة خاصة تبع الكنيسة ايه رايك
ميرنا : حلو اوي يا ابونا الرب يبارك فيك
متي : يعني خلاص اتفقنا علي المدرسة ولا اشوف ليكي حاجه تانية
ميرنا : هو في حاجة تانية
متي : مشرفه باص
ميرنا : و هو دول يتعارض مع بعض
متي فهم فيما تفكر و هو لا يخفى عليه شى في مجتمعهم و هو يعرف بما حدث لورشة والدها و لذلك أظهر الدعم و قال
متى : لا مفيش تعارض بس هتقدرى علي الاتنين
ميرنا : الرب يقدرني
ابتسم لها بمحبة و قال و انا هصلي عشانك
ابتسمت و هي تتحرك لتذهب إلي حيث امها التي نظرت إليها و إلي ابتسامتها بإستفسار
فقالت ميرنا : كنت بكلم ابونا انه يشوف ليا شغل
بهت وجه ايريني و لكن السعادة في عين ابنتها جعلتها تنظر إليها كانها تنتظر أن تكمل
ميرنا : قالي هشتغل مدرسة دين في مدرسة سان جورج
ابتسمت ايريني بفرحة فابنتها ستعلم علم الرب الاطفال سيكونو رجال و نساء الغد و هذا لا يعد عمل هو رسالة
ميرنا : و كمان هبقي مشرفة باص في نفس المدرسة
همت ايريني أن تعترض فهم ليسوا معدمين لتعمل بدل العمل اتنين
و لكن الحماس في كلام ميرنا جعلها تفكر في السبب هل حقا تحتاج إلي الخروج و التعامل مع أطفال او بشر لتشعر بأنها تفعل شئ هل هذا العمل هو التعويض ام ماذا و لكنها ارادت أن تجعل ميرنا تعمل في المدرسة فقط و لكن ميرنا أصرت و هي تلح و ترجو بحماسة
و لان ايريني تري ان ميرنا تستحق أن تفعل ما تريد بعد أن وقفت جدتها و و والدها في طريق إكمال تعليمها . فهزت راسها بالمواقفه وقالت
ايريني : بس توعدينى لو حسيتى بتعب هتسيبي حاجه من الاثنين او تسيبي الاثنين. انا بس مش عايزة احبطك
ميرنا : بمشيئه الرب
مرت الايام و بدأت العمل وبعد مرور اول شهر و اول شيئ فعلته ايريني ان اخذتها الى البوسطة و أنشأت لها دفتر
و رغم أن ميرنا كانت ترفض الا أن ايريني صممت فهي لن تأخذ من ابنتها شئ هي لم تعتاد أن تأخذ شئ من أحدهم
مرت الايام و الحياة روتينية حتي في بيت عائشة هي من أرادت العمل و لكنها لم تعرف انها لن تستطيع ان توازن امورها و لكن عليها ان تفعل
فهي آلان لديها طفل في الحضانة و بنت في الجامعة و ولد في ثانوية عامة و الحمد لله صلاح يقضي اغلب ايام الاسبوع في العمل و ها هو ما ان يراها متعبة يمد يد العون حتى لو كان بكلمة كان يقف علي باب المطبخ و هي تضع الطعام في الفرن فاقترب منها يضمها من ظهرها و هو يقول
صلاح : تعبتي اوي يا قلبي
عائشة : تعبك راحة يا حبيبي
قبل جبينها و هو يقول
صلاح : ارتاحي بقي انتي واقفة من بدري و انا هعمل لينا شاي و نقعد نتكلم احنا بقي لينا كتير ما قعدناش مع بعض و انا حاسس انك مرهقة
نظرت إليه عائشة بابتسامة و قالت
عائشة : فعلا
صلاح : ايه رأيك تاخدي أجارة كام يوم و نروح نغير جو
عائشة : فين بس
صلاح : اي حتة اسكندرية او مرسي مطروح او حتي شرم الشيخ
عائشة : و الدراسة و الولاد
صلاح : أن بقول انا وانتي لوحدنا اميرة كبيرة كفاية و علي هو كمان و لو علي محمد ايه يعني لو فضل اليومين دول مع مامتي او مامتك ما هو طول ما انت في الشغل هو معاها
عائشة : فكرة بس
صلاح و هو يقربها منه قال
صلاح : من غير بس يا شوشو انتي وحشاني
نظرت إليه عائشة و هي تشعر بأن كل التعب الذي تشعر به قد زال من كلماته و نظراته الحانية و هو يغمز لها و كانه يقول هاه
فابتسمت له و هي ترتشف الشاي و بعد وقت كان يتحرك معها إلي الغرفة
عائشة : طيب انا راحة اغير هدومي انت جاي ليه
صلاح : جاي معاكي ايه عندك مانع
عائشة : بضحكة خفيفة قالت و انا امانع ليها
أقترب منها يقبلها بشغف و لهفة و هو يحاوطها بين ذراعيه و الحائط و ما ان تركها لتأخذ أنفاسها قالت بهمس
عائشة : صلاح الباب
تركها ليغلق الباب و رجع ليقربها منه أكثر و هو يتحرك بها الي الفراش ياخذ ما هو له بحب و لهفة و بعد وقت تركها في الفراش و تحرك الي الحمام
.و ما ان خرج حتي دخلت هي تتحرك بارهاق و لكنه تعب حبب إليها فلقد اشتاقت له
اما هو خرج من الغرفة الي المطبخ و هو يرتب السفرة
ليس لشئ الا لانه يشعر بارهاقها و لكنه يشعر بفحولته و كأنه يشعر بالتضخم و رجولته فلقد كانت تان باسمه و هو يشعر بالزهو
كان يضع أخر شيئ علي السفرة و هو ينادي علي أولاده و يقول
صلاح : يا اميرة يا علي يا محمد يا شوشو الاكل علي السفرة
اميرة اتت وهي تقول
أميرة : أيوة يا بابا ثم انتبهت و قالت حضرتك اللي محضر السفرة بنفسك طيب كنت نادي عليا
صلاح : مش مشكلة
مر اليوم و غيره و فعلا اخذت عائشة اجازة و سافرت مع صلاح بعد أن قبلت امها ان تبقي مع أولادها
و كانت تقضي الوقت في حضن صلاح تكتفي به و منه و رغم
ان اللحظات السعيدة تمر بسرعة الا انها تترك أثر في حياتنا نرجع بالذكري إليه من الوقت للآخر كأنه زاد تقتات منه كلما مر العمر
كانت تنام علي صدر صلاح بعد جولة من جولات العشق التي لن تنساها ابدا ففي هذه الايام تعرفت علي صلاح آخر أكثر شغف و قوة و تطلب كان معها كأنهم في اول أيامهم معا
اما هناك كانت ايريني تنظر لسعادة سامي الذي ينظر إليها بطريقة مختلفة فهي و كأنه يشتاقها اقترب خطوة فلم تتحرك كانت لازالت تقف تنظر إليه و هو يقترب يأكل المسافة الفاصلة بينهم يقترب منها و هو يحاوطها بينما يستنشق أنفاسها رغم انها تبدوا جامدة كانت تحاول ان تكون مثلة أن تكون بخيلة حتي في مشاعرها كما هو بخيل في كل شيئ
و لكنها لم تحتمل ان تحمل ذاك الذنب علي كتفيها
فانصاعت له و لكنه كان يعرف انها رافضة انها لم تعد تقبل أن يكون معها في الفراش و لكنها ايضا تعرف انها لا خل لها لا شئ في يدها لتفعله هي فقط عليها بالصبر
مرت الايام و رجعت عائشة و صلاح و كانت السعادة تحاوطهم و كانت عائشه تشعر بأنها صغيرة و كأنها طفلة يسكنها المرح حتي انها كانت تتعامل بمرونه في العمل و البيت
.اما هناك في شقة ايريني فاض الكيل لقد تقدم اول عريس لميرنا و لكن سامي رفض دون سبب
ليس بشى الا لانه يفكر في المال اهو يعوض ما خسره و لكن هل سيأخذ من راس مال الورشة ليجهز ميرنا و خاصة أن العريس من عائلة كبيرة و سوف يطلب جهاز غالي الثمن
نظرت ايريني له كانت تعني الكثير و الكثير و هي تسأل: ليه
سامي : هو ايه االي ليه ميرنا لسه صغيرة و كمان انا مش جاهز
ايريني : مش جاهز ليه يعني و بعدين انت ما رضيتش تدخلها معهد عشان الجهاز و اهو ربنا عوضها بشغل كويس و ناس بتعاملها كويس و يوم ما يتقدم ليها حد مناسب تقول لا
سامي: هو انا معايا و قلت لا و بعدين احرج نفسي مع الناس دول أقل حاجة مش هينفع معاهم
ايريني : و انا بنتي اجيب ليها أقل حاجة ليه يا سامي انت فقير ولا مش معاك نسيت يا سامي قول الرب (لتكن سيرتكم خاليه من محبه المال) و انت بقيت حاجة تانية خالص
نظر إليها بصدمة و هي تحرك رأسها برفض كأنها ترفض الوضع و ترفض ما آلت اليه الظروف و لكنه تحرك ليخرج من الشقة
كأنه يهرب من مواجهة نفسه و ايريني اين هو من كلام الرب اين هو من نفسه اي اب يرفض عريس لا يرفض من اجل المال
مرت الايام و انتهي العام الدراسي و تفوقت ماريا درجاتها تفرح القلب ولكن ما أن اعدت امها الملف لتقدم لها ثانوي عام كادت ماري أن ترفض و لكن نظرة ايريني كانت تعني الي هنا و كفي
ماري : انا اقصد الصالح يعني تدخل زي اختها
ايريني : ملوش لازمة تشوفي حاجه يا خالتي انا شايفة بما فيه الكفاية.
بهت وجه ماري و لكنها لم ترد اما ما تراه في عين ايريني يعني انها أوشكت علي الانفجار و من السهل عليها ان تخبر والدها و عمها بكل شيئ
قالت ماري : انتي حرة بس دي مصاريف علي الفاضي
ايريني : لما تبقي تصرفي حاجه ابقي اتكلمي انا ملزومه من راجل لو مش كفي بيته مش هسكت
نظرت ماري و لم ترد
فهي تعرف ان ايريني تتكلم جد و لذي انحت إلي الريح من أجل أن تمر و كذلك سامي هز رأسه بالموافقة و هو يقول
سامي : اعملي اللي انت عاوزه
ايريني : هعمل يا سامي و مش هسكت من النهاردة لان مش ده اتفاقنا انا و انت ما ندخلش حد بينا و مدام خالتي هتدخل انا هدخل المقدس جمال و هو يرد عليك
ماري : هو انا قولت حاجة يا بنتي اعملي اللي انت عاوزاه
هزت رأسها بتحدي و هي تقول
ايريني : علي رايك يا خالتي اعمل االي انا عاوزاه
و ها هي ايريني تقف مع ماريا و تقدم لها ثانوي عام تذهب معها إلي المدرسة و الإدارة التعليمية و لكنها كانت تشعر بالحزن لأنها لم تفعل ذلك مع ميرنا و لكن ميرنا نفسها كانت سعيدة من اجل اختها
و مرت الايام و تقدم لميرنا عريس اخر و قتها لم يرفض سامي و لكنه طلب مطالب تعجيزية و كأنه يقول للعريس لا يوجد عندي بنات للزواج
نظرات الرفض في عين ايريني و هو يطلب مهر مبالغ فيه و يتشرط علي العريس أن يفرش الشقة كاملة
رد والد العريس علي استفزاز سامي و قال :
ليه يعني الناس بتمشي علي الأصول و اللي علي العريس معروف و اللي علي العروسة معروف بس انت شكلك ما تعرفش في الأصول اصل مش بالمكان ولا بالفلوس بالفهم
جوزيف : يا بابا لو سمحت
والد جوزيف و يدعي بوطرس
بوطرس: و لو ما سمحتش هيحصل ايه اسكت انت يا ابني ايه يا ام ميرنا كلام جوزك عاجبك
نظرت إليه بخجل
بوطرس : ايوة كده دي تربية جمال عبد المسيح عارفة الأصول
و نهض من مكانه و قال لابنه
بوطرس : ياله يا جوزيف العنوان غلط احنا كنا جاين لراجل في سوق و بيفهم بس الظاهر طلعت فاهم غلط
نظر إلي ايريني التي تشعر بالخجل
بوطرس : الرب معاكي يا مدام
نظر جوزيف لوالده الذي اشار له فتحرك معه إلي الباب و هو يعتذر لايريني التي قالت
ايريني : لا يا ابني انتم مش غلطانين و تحركت معهم إلي الباب و ما أن ذهبوا حتي اللقط نظر علي سامي تحمل الغضب و القرف من تصرفته و تحركت إلي غرفة ميرنا التي كانت تبكي
هل من الطبيعي يحصل لها كل هذا اول عريس يرفضه دون اسباب و الثاني عجزه
لم تعترض في الأول لان الاول لم تكن تعرفه أو حتي يفرق معها و لكن جوزيف الشاب المحترم الوسيم الذي رائته أكثر من مرة ونظرته رأت الإعجاب في عينه و لكن تلك الدمعة في عينها
كانت نار تكوي قلب ايريني و هي تنظر إليها بشفقة و محبة
و لكن ماذا تفعل بعد تلك الفضيحة التي حدثت بالخارج لن يرجعوا مرة اخري و حتي لو حدث و رجعوا ستظل وصمت في وجه ميرنا و أن حدثت اي مشكله في المستقبل سوف يعايرها و لكن ماذا تقول لابنتها دعكي من الحب فهذه نتيجته
اه لو بيدها ان تقول لها اختاري رجل لا تندمي عليه اختاري من يسندكي في تعبك و يسعدكي في حزنك و يدفئكي في برودت الثلج التي قد تخالط العالم فيكون لكي غطاء و لكي عطاء
ولكن هل تسمع منها ميرنا هل اسمع من فاقدة الشئ و هل حقا فاقد الشئ لا يعطيه
الحقيقة لا فاقد الشيئ هو من يعطيه
يتبع ٠ ٠ ٠ ٠
(المطرودة من الجنة)
المطرودة من الحنة
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
او حتي تدخل معهد اخذ النقاش يزداد و ايريني تحاول في معركة خاسرة للمرة الثانيه و لكن ما ان استمعت الى قول ابنتها التي لا زالت لا تعي شيئ من الدنيا ولا تفهم انها من أبسط حقوقها أن تصل الي حلمها أو تتعلم كما ينبغي أن تكون واعية و مدركة انها تدخل الي تصنيف أقل في التعليم و كل ذلك لان والدها من بعد موت سيموت اصبح جاف القلب و المشاعر خاصة على بناته حتى انه من السهل أن يساعد اخوه أكثر من بناته
ميرنا : الموضوع مش كبير اوى وبطلوا خناق على الفاضي . حتى لو انتم قلتولى كملى انا مش هكمل.
نظرت لها ايريني بصدمه.. فتركتهم ميرنا و دخلت الى غرفتها
و لكن لا يهم فالحياة ستمر سواء بالحلو و المر و ها هي ميرنا تفكر بطريقة اخري هي اخذ ت الكثير من الدروس في الكنيسة و تعلمت سلوكيات و حفظت في الانجيل و ها هو ما تعلمته بالامس ينفعها اليوم و كان الرب يكفائها علي قربها منه
قررت ان تعمل ان تبحث عن دخل لها يساعدها و يساند امها و حتى اختها فهى ترى ما يحدث و كما يقولون من لا يري من الغربال فهو اعمي و هي ليست عمياء هي ليست غافلة عن ما يحدث لهم و عن انسياق والدها إلي اهوه الصغير الذي كان سبب في خسارتهم خسارة فادحة و كانت سبب في تحويل شخصيته
وقفت ميرنا مع الاب (متي) بعد ان انتهت الصلاة و هي تقول بهمس و خجل طفلة في الثامنة عشر
ميرنا : عاوزة النصيحة يا ابونا
متي : خير يا بنتي
ميرنا : عاوزة أشتغل يا ابونا عاوزة اعتمد علي نفسي و اختلط بالناس لاني من بعد ما خلصت دراسة و انا في البيت
متي : هز راسه بمحبة و قال انتي مرزقة و حظك حلو انتي حافظة أسفار و ..
ميرنا : اه يا ابونا ما حضرتك عارف انا بشكر الرب دارسة هنا في الكنيسة
متي : محتاجين مدرسة دين في مدرسة خاصة تبع الكنيسة ايه رايك
ميرنا : حلو اوي يا ابونا الرب يبارك فيك
متي : يعني خلاص اتفقنا علي المدرسة ولا اشوف ليكي حاجه تانية
ميرنا : هو في حاجة تانية
متي : مشرفه باص
ميرنا : و هو دول يتعارض مع بعض
متي فهم فيما تفكر و هو لا يخفى عليه شى في مجتمعهم و هو يعرف بما حدث لورشة والدها و لذلك أظهر الدعم و قال
متى : لا مفيش تعارض بس هتقدرى علي الاتنين
ميرنا : الرب يقدرني
ابتسم لها بمحبة و قال و انا هصلي عشانك
ابتسمت و هي تتحرك لتذهب إلي حيث امها التي نظرت إليها و إلي ابتسامتها بإستفسار
فقالت ميرنا : كنت بكلم ابونا انه يشوف ليا شغل
بهت وجه ايريني و لكن السعادة في عين ابنتها جعلتها تنظر إليها كانها تنتظر أن تكمل
ميرنا : قالي هشتغل مدرسة دين في مدرسة سان جورج
ابتسمت ايريني بفرحة فابنتها ستعلم علم الرب الاطفال سيكونو رجال و نساء الغد و هذا لا يعد عمل هو رسالة
ميرنا : و كمان هبقي مشرفة باص في نفس المدرسة
همت ايريني أن تعترض فهم ليسوا معدمين لتعمل بدل العمل اتنين
و لكن الحماس في كلام ميرنا جعلها تفكر في السبب هل حقا تحتاج إلي الخروج و التعامل مع أطفال او بشر لتشعر بأنها تفعل شئ هل هذا العمل هو التعويض ام ماذا و لكنها ارادت أن تجعل ميرنا تعمل في المدرسة فقط و لكن ميرنا أصرت و هي تلح و ترجو بحماسة
و لان ايريني تري ان ميرنا تستحق أن تفعل ما تريد بعد أن وقفت جدتها و و والدها في طريق إكمال تعليمها . فهزت راسها بالمواقفه وقالت
ايريني : بس توعدينى لو حسيتى بتعب هتسيبي حاجه من الاثنين او تسيبي الاثنين. انا بس مش عايزة احبطك
ميرنا : بمشيئه الرب
مرت الايام و بدأت العمل وبعد مرور اول شهر و اول شيئ فعلته ايريني ان اخذتها الى البوسطة و أنشأت لها دفتر
و رغم أن ميرنا كانت ترفض الا أن ايريني صممت فهي لن تأخذ من ابنتها شئ هي لم تعتاد أن تأخذ شئ من أحدهم
مرت الايام و الحياة روتينية حتي في بيت عائشة هي من أرادت العمل و لكنها لم تعرف انها لن تستطيع ان توازن امورها و لكن عليها ان تفعل
فهي آلان لديها طفل في الحضانة و بنت في الجامعة و ولد في ثانوية عامة و الحمد لله صلاح يقضي اغلب ايام الاسبوع في العمل و ها هو ما ان يراها متعبة يمد يد العون حتى لو كان بكلمة كان يقف علي باب المطبخ و هي تضع الطعام في الفرن فاقترب منها يضمها من ظهرها و هو يقول
صلاح : تعبتي اوي يا قلبي
عائشة : تعبك راحة يا حبيبي
قبل جبينها و هو يقول
صلاح : ارتاحي بقي انتي واقفة من بدري و انا هعمل لينا شاي و نقعد نتكلم احنا بقي لينا كتير ما قعدناش مع بعض و انا حاسس انك مرهقة
نظرت إليه عائشة بابتسامة و قالت
عائشة : فعلا
صلاح : ايه رأيك تاخدي أجارة كام يوم و نروح نغير جو
عائشة : فين بس
صلاح : اي حتة اسكندرية او مرسي مطروح او حتي شرم الشيخ
عائشة : و الدراسة و الولاد
صلاح : أن بقول انا وانتي لوحدنا اميرة كبيرة كفاية و علي هو كمان و لو علي محمد ايه يعني لو فضل اليومين دول مع مامتي او مامتك ما هو طول ما انت في الشغل هو معاها
عائشة : فكرة بس
صلاح و هو يقربها منه قال
صلاح : من غير بس يا شوشو انتي وحشاني
نظرت إليه عائشة و هي تشعر بأن كل التعب الذي تشعر به قد زال من كلماته و نظراته الحانية و هو يغمز لها و كانه يقول هاه
فابتسمت له و هي ترتشف الشاي و بعد وقت كان يتحرك معها إلي الغرفة
عائشة : طيب انا راحة اغير هدومي انت جاي ليه
صلاح : جاي معاكي ايه عندك مانع
عائشة : بضحكة خفيفة قالت و انا امانع ليها
أقترب منها يقبلها بشغف و لهفة و هو يحاوطها بين ذراعيه و الحائط و ما ان تركها لتأخذ أنفاسها قالت بهمس
عائشة : صلاح الباب
تركها ليغلق الباب و رجع ليقربها منه أكثر و هو يتحرك بها الي الفراش ياخذ ما هو له بحب و لهفة و بعد وقت تركها في الفراش و تحرك الي الحمام
.و ما ان خرج حتي دخلت هي تتحرك بارهاق و لكنه تعب حبب إليها فلقد اشتاقت له
اما هو خرج من الغرفة الي المطبخ و هو يرتب السفرة
ليس لشئ الا لانه يشعر بارهاقها و لكنه يشعر بفحولته و كأنه يشعر بالتضخم و رجولته فلقد كانت تان باسمه و هو يشعر بالزهو
كان يضع أخر شيئ علي السفرة و هو ينادي علي أولاده و يقول
صلاح : يا اميرة يا علي يا محمد يا شوشو الاكل علي السفرة
اميرة اتت وهي تقول
أميرة : أيوة يا بابا ثم انتبهت و قالت حضرتك اللي محضر السفرة بنفسك طيب كنت نادي عليا
صلاح : مش مشكلة
مر اليوم و غيره و فعلا اخذت عائشة اجازة و سافرت مع صلاح بعد أن قبلت امها ان تبقي مع أولادها
و كانت تقضي الوقت في حضن صلاح تكتفي به و منه و رغم
ان اللحظات السعيدة تمر بسرعة الا انها تترك أثر في حياتنا نرجع بالذكري إليه من الوقت للآخر كأنه زاد تقتات منه كلما مر العمر
كانت تنام علي صدر صلاح بعد جولة من جولات العشق التي لن تنساها ابدا ففي هذه الايام تعرفت علي صلاح آخر أكثر شغف و قوة و تطلب كان معها كأنهم في اول أيامهم معا
اما هناك كانت ايريني تنظر لسعادة سامي الذي ينظر إليها بطريقة مختلفة فهي و كأنه يشتاقها اقترب خطوة فلم تتحرك كانت لازالت تقف تنظر إليه و هو يقترب يأكل المسافة الفاصلة بينهم يقترب منها و هو يحاوطها بينما يستنشق أنفاسها رغم انها تبدوا جامدة كانت تحاول ان تكون مثلة أن تكون بخيلة حتي في مشاعرها كما هو بخيل في كل شيئ
و لكنها لم تحتمل ان تحمل ذاك الذنب علي كتفيها
فانصاعت له و لكنه كان يعرف انها رافضة انها لم تعد تقبل أن يكون معها في الفراش و لكنها ايضا تعرف انها لا خل لها لا شئ في يدها لتفعله هي فقط عليها بالصبر
مرت الايام و رجعت عائشة و صلاح و كانت السعادة تحاوطهم و كانت عائشه تشعر بأنها صغيرة و كأنها طفلة يسكنها المرح حتي انها كانت تتعامل بمرونه في العمل و البيت
.اما هناك في شقة ايريني فاض الكيل لقد تقدم اول عريس لميرنا و لكن سامي رفض دون سبب
ليس بشى الا لانه يفكر في المال اهو يعوض ما خسره و لكن هل سيأخذ من راس مال الورشة ليجهز ميرنا و خاصة أن العريس من عائلة كبيرة و سوف يطلب جهاز غالي الثمن
نظرت ايريني له كانت تعني الكثير و الكثير و هي تسأل: ليه
سامي : هو ايه االي ليه ميرنا لسه صغيرة و كمان انا مش جاهز
ايريني : مش جاهز ليه يعني و بعدين انت ما رضيتش تدخلها معهد عشان الجهاز و اهو ربنا عوضها بشغل كويس و ناس بتعاملها كويس و يوم ما يتقدم ليها حد مناسب تقول لا
سامي: هو انا معايا و قلت لا و بعدين احرج نفسي مع الناس دول أقل حاجة مش هينفع معاهم
ايريني : و انا بنتي اجيب ليها أقل حاجة ليه يا سامي انت فقير ولا مش معاك نسيت يا سامي قول الرب (لتكن سيرتكم خاليه من محبه المال) و انت بقيت حاجة تانية خالص
نظر إليها بصدمة و هي تحرك رأسها برفض كأنها ترفض الوضع و ترفض ما آلت اليه الظروف و لكنه تحرك ليخرج من الشقة
كأنه يهرب من مواجهة نفسه و ايريني اين هو من كلام الرب اين هو من نفسه اي اب يرفض عريس لا يرفض من اجل المال
مرت الايام و انتهي العام الدراسي و تفوقت ماريا درجاتها تفرح القلب ولكن ما أن اعدت امها الملف لتقدم لها ثانوي عام كادت ماري أن ترفض و لكن نظرة ايريني كانت تعني الي هنا و كفي
ماري : انا اقصد الصالح يعني تدخل زي اختها
ايريني : ملوش لازمة تشوفي حاجه يا خالتي انا شايفة بما فيه الكفاية.
بهت وجه ماري و لكنها لم ترد اما ما تراه في عين ايريني يعني انها أوشكت علي الانفجار و من السهل عليها ان تخبر والدها و عمها بكل شيئ
قالت ماري : انتي حرة بس دي مصاريف علي الفاضي
ايريني : لما تبقي تصرفي حاجه ابقي اتكلمي انا ملزومه من راجل لو مش كفي بيته مش هسكت
نظرت ماري و لم ترد
فهي تعرف ان ايريني تتكلم جد و لذي انحت إلي الريح من أجل أن تمر و كذلك سامي هز رأسه بالموافقة و هو يقول
سامي : اعملي اللي انت عاوزه
ايريني : هعمل يا سامي و مش هسكت من النهاردة لان مش ده اتفاقنا انا و انت ما ندخلش حد بينا و مدام خالتي هتدخل انا هدخل المقدس جمال و هو يرد عليك
ماري : هو انا قولت حاجة يا بنتي اعملي اللي انت عاوزاه
هزت رأسها بتحدي و هي تقول
ايريني : علي رايك يا خالتي اعمل االي انا عاوزاه
و ها هي ايريني تقف مع ماريا و تقدم لها ثانوي عام تذهب معها إلي المدرسة و الإدارة التعليمية و لكنها كانت تشعر بالحزن لأنها لم تفعل ذلك مع ميرنا و لكن ميرنا نفسها كانت سعيدة من اجل اختها
و مرت الايام و تقدم لميرنا عريس اخر و قتها لم يرفض سامي و لكنه طلب مطالب تعجيزية و كأنه يقول للعريس لا يوجد عندي بنات للزواج
نظرات الرفض في عين ايريني و هو يطلب مهر مبالغ فيه و يتشرط علي العريس أن يفرش الشقة كاملة
رد والد العريس علي استفزاز سامي و قال :
ليه يعني الناس بتمشي علي الأصول و اللي علي العريس معروف و اللي علي العروسة معروف بس انت شكلك ما تعرفش في الأصول اصل مش بالمكان ولا بالفلوس بالفهم
جوزيف : يا بابا لو سمحت
والد جوزيف و يدعي بوطرس
بوطرس: و لو ما سمحتش هيحصل ايه اسكت انت يا ابني ايه يا ام ميرنا كلام جوزك عاجبك
نظرت إليه بخجل
بوطرس : ايوة كده دي تربية جمال عبد المسيح عارفة الأصول
و نهض من مكانه و قال لابنه
بوطرس : ياله يا جوزيف العنوان غلط احنا كنا جاين لراجل في سوق و بيفهم بس الظاهر طلعت فاهم غلط
نظر إلي ايريني التي تشعر بالخجل
بوطرس : الرب معاكي يا مدام
نظر جوزيف لوالده الذي اشار له فتحرك معه إلي الباب و هو يعتذر لايريني التي قالت
ايريني : لا يا ابني انتم مش غلطانين و تحركت معهم إلي الباب و ما أن ذهبوا حتي اللقط نظر علي سامي تحمل الغضب و القرف من تصرفته و تحركت إلي غرفة ميرنا التي كانت تبكي
هل من الطبيعي يحصل لها كل هذا اول عريس يرفضه دون اسباب و الثاني عجزه
لم تعترض في الأول لان الاول لم تكن تعرفه أو حتي يفرق معها و لكن جوزيف الشاب المحترم الوسيم الذي رائته أكثر من مرة ونظرته رأت الإعجاب في عينه و لكن تلك الدمعة في عينها
كانت نار تكوي قلب ايريني و هي تنظر إليها بشفقة و محبة
و لكن ماذا تفعل بعد تلك الفضيحة التي حدثت بالخارج لن يرجعوا مرة اخري و حتي لو حدث و رجعوا ستظل وصمت في وجه ميرنا و أن حدثت اي مشكله في المستقبل سوف يعايرها و لكن ماذا تقول لابنتها دعكي من الحب فهذه نتيجته
اه لو بيدها ان تقول لها اختاري رجل لا تندمي عليه اختاري من يسندكي في تعبك و يسعدكي في حزنك و يدفئكي في برودت الثلج التي قد تخالط العالم فيكون لكي غطاء و لكي عطاء
ولكن هل تسمع منها ميرنا هل اسمع من فاقدة الشئ و هل حقا فاقد الشئ لا يعطيه
الحقيقة لا فاقد الشيئ هو من يعطيه
يتبع ٠ ٠ ٠ ٠
(المطرودة من الجنة)