الفصل التاسع

ذهب سعيد ال إلى غرفته استحم وبعدها جلس ما يقرب الساعة يفكر فى بعض الاشياء حتى أتى مصطفى واحتفلوا بمناسبة قدوم وافد جديد للعائلة من لمياء ومصطفى وبعدها ذهب الكل لكى يستريح

فى اليوم التالى سافر سعيد إلى الصعيد وبعدما وصل وارتاح ذهب إلى منزل منصور فوجد ياسمين أبنته

_ ازيك يا ياسمين
= ازيك انت يا سعيد
_ خير طلبتينى وقولتى انك عاوزانى فى موضوع مهم ومش هينفع فى التليفون
كان سعيد وهو جالسا بغرفته رن هاتفه فرد على الرقم كانت ياسمين فسألها عن سبب الأتصال قالت له أنها تحتاجه فى أمرا مهم ولا يمكنها التحدث فى الهاتف ، فطلبت منه ان يحضر إلى الصعيد وهذا بالفعل ما فعله لكى يعرف ما الأمر ، فهذه هى طبيعته التى تغلبه فى كل الأوقات ، لم يذهب لأنه مازال يحبها بل ذهب لانها فقط طلبت منه المساعدة
ردت عليه ياسمين بعدما تنهدت ولم تعرف ماذا يتوجب عليها فعله وهل حقا ما تفعله وتستشير سعيد هذا هو الصواب
= محتاره يا سعيد
_ ايه اللى محيرك
= انت طبعا عارف ان بابا محبوس
_ ايوا عارف
= بابا قبل ما يدخل السجن كان كاتب كل حاجه بأسمى وطلب منى ابيع كل حاجه واحول الفلوس بره مصر واعيش هناك
_ وبعدين
= عاوزه اعرف رائيك ابيع واسافر ولا اعمل ايه بالظبط
_ قبل ما تبيعى وتسافرى ردى المظالم ابوكى وخطيبك ظلموا ناس كتير فى البلد رجعيلهم حقوقهم
= عندك حق يا سعيد انا هعمل كده
_ لو احتجتى اى حاجه كلمينى فى اى وقت
= اكيد هكلمك
_ بس مالك كده شكلك زى ما تكونى مخبيه حاجه
= انت شايف المصايب اللى عندى دى كلها
_ سامحينى فى اللى هقوله بس ابوكى هو السبب فى كل ده
= كله مقدر ومكتوب
_ كابش النار محروق بيها متفكريش فى اللى حصل وفكرى فى المستقبل
= عندك حق
_ طب اسيبك دلوقتى ولو احتجتينى كلمينى
= حاضر


قضى سعيد يومان بالبلد يطمئن عليها وعلى احوالها بعد ما حدث وبعدها عاد مرة أخرى للقاهرة ،
كان سعيد عائدا فى يوم من العمل ووجد البنات بالداخل اخبرته الدادة أنهم بأنتظاره فذهب اليهم وجلس معهم وتحدث ..

_خير متجمعين ومستنينى شكلها فى حوار
ردت عليه لمياء
= فى موضوعين مهمين
_ ادخلى فى الموضوع على طول
فأتبعت مريم قائلة
= الموضوع الاول بخصوص الروايه
_ اه صحيح عملتى ايه مع دار النشر
= اتفضل يا سيدى نسختك ياريت تقرأها وتقولى رائيك بصراحه وياريت متشتريش كل النسخ من السوق
_ ماشى ياستى يا ترى نسختى عليها اهداء
= المرادى فى اهداء موجود فى كل النسخ
_ ورينى كده
امسك سعيد بالنسخة ثم فتح الصفحة الأولى وجد بها تلك الكلمات قرأها بصوت عال
_ اهداء إلى روح ابى وامى ، إلى اخوتى واصدقائى إلى اخى وصديقى وأبن عمى ومن اعاد الي ثقتى بنفسى هداء خاص سعيد الصفوانى
بعدما قرأ سعيد ظهر على وجهه ابتسامة كبيرة كان يريد بعدها احتضان مريم ولكن كان هناك شيئا بداخله يمنعه من ذلك ، فأتبعت مريم قائلة
= ايه رائيك فى الإهداء
_ حلو جدا يا مريم شكرا ليكى بجد وانا بعد ما هقرأ الروايه هقولك رائيى
= وانا فى مستنية جدا
_ ايه بقى الموضوع التانى
فردت عليه لمياء هذه المرة
= انت مش ناوى تتجوز ولا ايه
_ ايه فى عندك عروسه
= شاور انت بس وانا اجبلك احلى واحده فى البلد
_ مش للدرجه دى ياستى
= ليه هو انت قليل ده انت سعيد الصفوانى يعنى اجمل بنات البلد يتمنوا انك بس تشاور عليهم
_ انا مبسوط بوجودى معاكم ، عارفين يا بنات هقولكم حاجة انا طول عمرى كنت عايش وسط ناس بتحبنى وبحبهم بس عمرى ما حسيت بطعم السعاده لكن دلوقتى حاسس انى بملك الدنيا كلها وجودكم جمبى عوضنى عن كل حاجه
ردت عليه شيرين
= ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك ابدا
من بعدها لمياء
= عارف يا سعيد انا طول عمرى كان نفسى يبقى عندى اخ كده يوقف فى ضهرى وأنت ربنا بعتك ليا
ثم أتبعت مريم
= قبل ما تظهر فى حياتنا ياسعيد ، حياتنا مكانش ليها طعم ووحشه لكن بظهورك اتغيرت كل حاجه
ثم شيرين
= بالرغم انى فى الأول مكنتش طايقاك خالص بس دلوقتى بقيت اهم واحد فى حياتى
فرد عليهم سعيد بعدما أحس بالحب بداخلهم وبأعينهم
_ ربنا يخليكوا ليا ومايحرمنى منكم ابدا ، وأفضل ديما بحاول أنى أسعدكم واكون فضهركم

جلسوا يتحدثون مع بعضهم قليلا ثم تناولوا الغذاء وبعدها ذهب سعيد إلى غرفته ثم أبدل ملابسه وخرج كان يريد أن يتمشى بنفرده قليلا هذه المرة ليس لأنه حزين ، ولكنه فقط يريد أن يرى حياته ويفكر فيها وحده ولو لمرة على طريقته الخاصة فهو الأن فى أسعد لحظات حياته

وصل سعيد أمام كورنيش النيل وجلس قليلا ، شرد سعيد بخياله فحياته وحب بنات عمه له ، وكيف يؤمن حياة لمياء بعدما أصبحت على مقربة من أن تكون أم ، وسرح ايضا فى مستقبل مريم ، وينما هو يفكر فيهم وفى نفسه وجد يد توضع على كتفه فألتفت ليرى من هى صاحبة اليد ، وجد سيدة كبيرة فى السن من الواضح أنها تخطت السبعين عام فسألها سعيد
_ حضرتك محتاجة حاجة
ردت عليه السيدة وكأنها لم تسمع ما قاله فأرادت أن توصل له رسالة لا يعلم أحدا من أرسلها بها
= السعاده مش حبوب ولا دواء السعاده فى الرضا ارضى باللى مكتوبلك يابنى تعيش اسعد الناس
لم يفهمها سعيد ولكن ما قالته اراحه جدا فالتف لجسده كاملا لكى يحدثها فنظر إليها ، احس بعد تلك النظرة أنه يحدث امرأة فى مكانة أمه وكانه يعرفها كل المعرفة ولكنه قبل أن يرد أتبعت قائلة
= بص على الدنيا من حواليك ياولدى ، أتبسط بيها أتبسط بعوض ربنا ليك وحافظ عليه خليك قد الأمانة اللى فأيدك ، متفكرش نفسك عشان دنيتك ارتاحت فخلاص كدا ، لأ دا اختبار أكبر بكتير من اللى كنت فيه ، لو نجت فيه ربنا هيكرمك من وسع وهيسرلك كل شئ ، لكن لو سهيت عنه أو أتخاذلت متلومش غير نفسك بعد كدا
رد عليه سعيد بعدما شعر بانها تعلم عنه كل شئ
_ أنتى عارفة عنى حاجات كتير أوى
= ربك وحده اللى يعلم مش أنا ، وأنت جواك نضيف ، بس متنساش زى ما فرقبتك مثلث لازم تحافظ عليه وتشيله فعينك ، فى برضو أرض كاملة كانت فى عين اللى كان مكانك وكان محافظ عليهم وبيعمل كل اللى يقدر عليه عشان يقف جنبهم

أغمض عينيه سعيد بعدما أحس بجوع يهما وأحس بالتوهة مما قالته تلك السيدة من هى ومن أين أتت بكل تلك المعلومات ، كان سعيد يفرك فى عينيه وهى مغمضة وبعدما فتحها لم يجد السيدة امامه ، هم واقفا ينظر حوله ، فلم يجد لها اثر ، ظل يلتفت يمينا ويسارا ولكنه تبخرت مع الهواء ، فهم سعيد فى تلك اللحظة أنها جاءت لتقوم بتأدية رسالة ما وذهبت أينما كانت ، فقرر عدم البحث عليها ، ثم عاد مرة أخرى إلى الفيلا وذهب لكى يستريح

من ناحية أخرى بالبلد كانوا يجهزون إلى حفل زفاف ريهام الحارونى على جابر العاصى
كانت تجلس ريهام بصحبة سارة صديقتها المقربة وهى أيضا تكون ابنة عم جابر يتحدثون حول امر الفرح والتجهيزات ، كانت سارة أتية إليها لكى تجلس معها وبعدما دخلت والقت التحية عليها شعرت سارة بأن ريهام متضربة جدا فسألتها
_ ايه يا بنتى الكسل اللى انتى فيه ده ، ده شكل واحده فرحها بعد اسبوع على اللى بتحبه
= اقعدى يا هايدى انا تعبانه ومش حمل مناهده
_ مالك يا ريهام
= مش عارفه حاسه ان الفرحه مش هتكمل
_ ليه بتقولى كده
= ده احساس مش عارفه ليه حاسه ان فى حاجه هتحصل هتبوظ الليله كلها
_ انتى بتقولى كده علشان المشاكل اللى مريتى بيها لكن خلاص كل حاجه اتحلت وجابر اتصالح مع العيله
= بس لسه رافض يتصالح مع امى
_ مسير الايام هتصلح كل حاجه ده حتى جابر اتصالح مع ابويا
= جابر اتصالح مع ابوكى علشان ابوكى معملش اى حاجه ووقت المشكله اللى حصلت ابوكى كان بعيد عن العيله وميعرفش اى حاجه عن مشاكلها وهو الوحيد اللى كان على اتصال بوالد جابر وبيحاول يحل المشكله لكن جابر مقتنع ان امى هى السبب فى موت امه
_ بس خليكى فاكره ان جابر واخوكى حاطين ايديهم فى ايد بعض بقالهم سنين من غير الناس ما تعرف اى حاجه وبيشتغلوا مع بعض ، ده غير ان جابر هو اللى ربى سليم ابن اخوكى وبيحبه وميقدرش يزعله وغير ده كله جابر بيحبك وعلشان كده اتصالح مع العيله ودى حاجه مش ساهله بالنسبه لجابر
=كلامك الى حد ما منطقى بس برضه مش متطمنه
_ ابوس ايدك بلاش تشاؤم خلى الليله تعدى على خير
= هحاول
_ تفتكرى مصطفى وسعيد هيحضروا الفرح
= اكيد طبعا لان جابر اصلا صاحبهم من زمان ده غير ان سعيد وجابر شركاء وفى شغل كتير بينهم
_ انا اتصلت بسعيد وقولتله على الفرح وقال انه عنده شغل كتير بس هيحاول على قد ما يقدر انع يحصر الفرح
= انا شايفه انك بتكلمى سعيد كتير
_ عادى يعنى بتطمن عليه من وقت للتانى
= انتى ايه حكايتك بالظبط انتى بتحبى سعيد ولا مش بتحبيه
_ هتصدقينى لو قولتلك مش عارفه اوقات بحس انى بحبه واوقات تانيه بشوفه زى اخويا بالظبط
= طب ايه اللى خلاكى تقفلى الباب فى وشه وماخدتيش فرصه تفكرى
_ جايز لانى حسيت فى لحظه انه مش بيحبنى
= ليه بتقولى كده
_ مش عارفه مجرد احساس مش اكتر ده غير انى شايفاه مهتم ببنات عمه بزياده شويه واحيانا كتير كنت بحس انه بيحبهم اكتر منى
= لا انا مش معاكى فى الموضوع ده شئ طبيعى ان سعيد يتعلق ببنات عمه بزياده شويه لانه عاش طول عمره وحيد من غير اهل فجأه ظهر عمه وبناته حس انه خلاص بقاله عيله وحب يعوض سنين الحرمان اللى شافها ، ده غير وصية عمه ليه كل ده خلاه يتعلق ببنات عمه اكتر
_ كلامك صح ، بس برضه هو ليه ماتمسكش بيا
= يتمسك بيكى ازاى وانتى قولتيله انك شايفاه زى اخوكى من بعد حكاية سعيد وياسمين والزفت اسامه بقى خايف من الحب وخايف اكتر من احساس الرفض علشان كده فضل انه ينسحب بهدوء
_ يبقى ضعيف والحب عاوز شخص قوى ميخافش من اى حاجه ويواجه مشاكله لكن سعيد ابسط حاجه بيعملها انه بيهرب من مشاكله عمل نفس اللى عمله ابوه قبل كده
= ازاى يعنى
_ انا عرفت من بابا كل حكاية سعيد وحكاية عيلته زمان لما جده اتسرق ابوه سلم بالأمر الواقع ومحاولش يرجع حقه وسعيد لما حب ياسمين واترفض هرب وساب البلد سعيد من النوع المسالم بزياده عن اللزوم مش هو اللى هقدر امن على روحى وانا معاه
= بالعكس بقى سعيد مفيش انضف منه ولا من قلبه هو اه مش عاوز مشاكل وعاوز يعيش بهدوء لكن مش ضعيف
_ سيبك من سعيد وخلينا فيكى انتى
= وانا مالى بقى
_ ف حاجه انا مستغرباها
=حاجة ايه
_ ايه القوه اللى عندك اللى تخليكى توافقى تتجوزى واحد انتى عارفه انه متجوز معقول بتحبى جابر للدرجه دى
= انا فعلا متضايقه من موضوع ليندا بس ما باليد حيله عارفه لو رفضت كنت هخسر جابر للابد علاقتى بجابر علاقه مركبه ومش اى حد هيفهمها وفى نفس الوقت جابر طبعه صعب وانك تفرضى عليه رائيك دى شئ اقرب للمستحيل خصوصا بعد مشاكله مع العيله
_ كلنا بندفع تمن غلط جدى ، جدى مات وهو شايل ذنب عمى عبدالرحمن وابنه جابر من بعده فى الاول مكنتش اعرف الحقيقه وكنت شايفه ان جابر قاسى وازاى سايب جده يموت من غير ما يشوفه لكن بعد ما عرفت الحقيقه اكتشفت ان جدى غلط ويستاهل اللى حصل فيه بس برضه شايفه حاجه مهمه جدا ومش عارفه انتى هتتأقلمى معاها ازاى
= حاجة ايه دى
_ دياب ورث القسوه من جدى وعاش طول عمره يحافظ على كرهه للعيله ويفكر نفسه كل يوم باللى عملوه فيه والدليل على كده انه لسه فاكر اللى والدتك عملته بالرغم انه كان صغير وقتها يادوب 5 سنين وميعرفش حاجه لكنه كان بيفكر نفسه كل يوم علشان مينساش
= بالعكس جابر مش قاسى خالص بدليل اللى عمله مع سليم ابن اخويا بالرغم انه مجرد طفل لقاه تايه فى الشارع اى حد فى مكان جابر اكتر حاجه ممكن يعملها انه يسلم سليم للشرطه ويشيل ايده من الموضوع اساسا ولا لما سليم تعب واتبرعله بالكليه جابر مش قاسى بس هو بيكره العيله وعارفه انى هتعب علشان اصلح بينه وبين العيله
_ تفتكرى انك ممكن تقدرى
= انا واثقه انى هقدر
_ ربنا معاكى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي