الفصل الثالث

انتهى يومها الأول بنجاح رغم ما حدث بعشاء ويندى وآدم، لم تعرف سبب تطرقها لأمر حالته المرضية بعشاء للاصدقاء، رجل لم تره من قبل يكاد يكون أول رجل تراه بهذه الهيمنة بعد والدها وان كان والدها رجل سوى لا ذكر يحتاج لسيطرته على النساء ليرضي شهوته بالتحكم
نفضت الأمر عن عقلها وراهنت أنه لن يحضر مرة أخرى للجلسات كونها غير أمينة وربما سيكون هذا اول إخفاق بتاريخها المهنى

نهضت بأنفاس لاهثة تنظر إليه بأعين تملؤها الشهوة التى لم تنقضي بعد، لم ترغب غير لحظات وعادت للفراش الذي يجمعهما كلما أتاها الحاجة اليه، جسدها الخام لا يميل غير له لا تر رجلا اخر تذكرت كلمات طبيبها النفسي أنها تتخيل الأمر بسبب عقد الذنب التى يشعر بها الضحية دائما، سخرت مما سمعته والقته خارج عقلها وعادت له رأته قد اعتدل بالفراش فتأملت به قليلا، شعره الاشقر، عيناه الزرقاء الحادة وجسده الرياضي رغم سنوات عمره الاربعين، ما لم تخبر به طبيبها أنه أصغر من والدتها، ارتمتوبين ذراعيها تحيه على جولة أخرى فهى ما أن تأتى إليه لا تتركه غير وجسدها منهك لا تكاد تفكر بالأمر لاشهر قادمة
قبلها بشهوة عارمة وابتعد كى يخبرها أمرا ما
اذا جميلتى هل هتغادرين بعد أن تكتفي كالعادة؟
أليست هذه عادتنا منذ سنوات
لكننى اريدك دائما
لا، يكفى ما حصلت عليه لسنوات منى
لم آخذ أكثر مما أعطيتني
بل اخذت كل شيء، والان هلا أعطيتني ما اريد
لم تمهله الوقت للتفكير وعادت لممارسة رذيلتها معه، هو رجل لا فائدة منه وهى حطام امرأة

يوم جديد استقبلته امل بابتسامة هانئة متمنية أن يجعل الله هذا الأمر يسيرا
ارتدت ملابسها الرسمية التى جعلتها تبدو أكبر سنا مما هى عليه، اختيارها للملابس ذات الألوان الداكنة، ربطة شعرها خلف راسها، نظارتها الطبية واتجهت صوب عيادتها
ما أن وصلت حتى وجددت العديد من الحالات التى أنتهت منهم سريعا، فتلك الحالات لم تكن بالأمر الصعب، طفل يعاني من خلل في التعامل نتيجة صدمة عصبية، فتاة خجولة بسبب شكل جسدها أدى لانعدام ثقتها بنفسها، كم سعدت حين رأت اهتمام تلك الأسر بنفسية أبناءها وتمنت أن تجد الأمر يوما ببلدها
لم تكد ترتاح قليلا حتى أتت ايميلي تخبرها بحضور أنا
حسنا ادخليها
اعتدلت بجلستها ورسمت ابتسامتها المشرقة بوجهها مستقبلة الحالة القادمة
تجهم وجه أنا حين رأت امل، راحت تقيمها بحذر وسرعان ما رسمت تعبيرا ساخرا فطبيبتها تكاد تماثلها بالعمر
اذا الطبيب ترك عمله لغيره
بالفعل دكتورة أمل ناجى
حيتها أنا بلا ترحاب حقيقي
انا
اذا أنا هلا عرفتنى بنفسك
اعتقد ان الطبيب سبق وعرف عنى كل شيء أم أنه لم يخبرك
بل اخبرنى بالفعل لكن اريد أن تخبرينى انت ما لديك
تنهدت أنا وهى تنظر إليها بندم
انا لاشيء، يوما ما تمنيت أن اكون مثلك واثقة من نفسي لى مهنة محترمة ومكانة بالمجتمع، زوج محب وربما طفل صغير
وما الذي يمنعك من كل هذا؟
و هل العاهرات لهن الاختيار؟
نعم، إذا ما أردنا ذلك
لم تتوقع أنا هذا الرد منها، توقعت أن تخبرها أنها ليست بعاهرة لكنها تخبرها بأنها فقط لديها الاختيار مما أغضبها
وهل تريننى عاهرة
بل انت من ترين نفسك هكذا لدرجة أنك تريدين أن تقنعي من حولك بذلك
اذا أنا السبب لم تقولى شيئا جديدا
بل لا أقول ذلك انت السبب فقط في تحميل نفسك اللوم عما حدث
نظرت لها أنا بعدم اكتراث واعادت نظرها ليديها
لقد كنت انا السبب أنا من رضيت بما حدث
أغلقت امل دفترها ونظرت لها بتركيز شديد
اسمعينى أنا لن اخبرك انك لست ملامة أو شيء من هذا القبيل لكننى ساخبرك أمرا اخر، قصة فتاة بنفس ظروفك تماما لكن الفارق أنها كانت ببلد اخر لا يخضع للحريات التى عنا أتعلمين ما الذي حدث لها؟
نظرت لها أنا بحماس لما ستقوله
حسنا اسمعينى تلك الفتاه شاء الله أن تولد ببلد لا يعطى الفتاه حريتها بشيء إلا ببيوت علمت حدودها وفهمت التقاليد لكن الفتاه لم تكن محظوظة بذلك لوالدتها تزوجت برجل قاس كان هو الآخر متزوج من قبل ولدي شاب يكبرها بعدة سنوات، تلك الفتاة كانت جميلة حقا وارادها هذا الشاب لنفسه لكن ابن عمها كان قد طلبها بالفعل منذ زمن، لم تخلص من مضايقات ذلك الشاب الذي وصل به الحال بأنه هددها أن يستبيح شرفها ويدنسه إذا ما تزوجت ابن عمها، تتعرفين كم كان عمرها
كم؟
خمسة عشر عاما فقط، لكنها كانت ذكية بالفعل فحين أخبرت والدتها التى طلبت من زوجها أن يبعد ابنه تهرب الفتى وقال أنها هى من تغريه وبالطبع صدقوه ولم يصدقها أحد لتجد نفسها تحت أمرته لدرجة أنه استباح جسدها بحذر مهددا إياها أنه سيدمرها إذا ما علم أحد
كانت خائفة أن يفعل ذلك لكنها لم تعلم ما الذي سيمنعه
وما الذي منعه؟
ما لم تعلمه بأن ابن عمها قد علم بالأمر بسبب تبجحه بذلك لكنه صدقها هى وأخبره أنها إذا ما حدث لها شيء سيقتله
كان ذلك الغليظ يمنعها عن ابن عمها متحججا أنه راهم معا وقد يكون الأمر قد تعدى حدود الأدب مما دفع والدتها لمنعها من الخروج لكن الفتاة قررت أن تنتقم لنفسها وجسدها وتوجد نفسها مما هى به
فقد أخبرت ذلك الفتى أن أبيه وأمها سيبيتان بمنزل جدها لمرضه وأنها تريده أن يفعل بها ما تعود عليه فقد أحبت الأمر وإذا ما مر عام آخر ستوافق على الزواج منه بحجة أن ابن عمها لم يوف بعهده
جهزت الأمر وارسلت لابن عمها رسالة مفادها أن ذلك الشاب سيفعل بها شيء سيء وان والدتها لن تكون موجودة لحمايتها وبالفعل جلست بغرفتها وانتظرت حضوره بتلك اللحظة التى اقترب منها أمسكت به وهى تخبره أنها ستتمنع كى تزيد من رغبته بها وبالفعل ثارت ثائرته وراح يركض خلفها بالمنزل وهى تصرخ وتجرى منه وهو كالثور لم ير المشهد كاملا وهو يخبرها أنه سيخربها اليوم كى تكون له، لم يكد يصل الردهة حتى وجد والده وزوجته وابن عمها واقفين مذهولين مما يحدث والفتاة تبكى مما كان سيفعله لدرجة أنها قد فقدت وعيها
وكيف انتهى الامر؟
حسنا حين وجدت الجميع حولها وطمانتهم الطبيبة التى أحضرها زوج والدتها عليها أرادت أن تكمل خطتها فقد أخبرتها أن الأمر ليس بهذا السوء فهو احبها لكنها ملك لابن عمها ولولا ذلك لوافقت وأنهم لا يجب أن يلوموه على شيء فهو شاب وقد فعل ذلك ليجعلها له لا ليضرها فقط
ماذا كانت تدافع عنه؟
اجل كى لا تكتسب عدو بعد ذلك وتدمر حياتها لكنها طلبت من امها أن تعجل بزواجها من ابن عمها وتذهب للعيش معهم
وهل انتهت قصتها عند ذلك؟
لا، فقد كانت خططها تتعدى هذا الأمر فأبت عمها كان طبيب ووالدته أرادت له زوجة متعلمة ولذلك حين عقد قرانهما طلبت من جدها أن يؤجل زواجهما حتى عودة ابن عمها من بعثته من الخارج  وغاب الزوج خمس سنوات أخرى وحين عاد لم يصدق ما رآه فقد التحقت زوجته بكلية الطب هى الأخرى ونضجت بما فيه الكفاية رغم أنه قد تغيرت مشاعره اتجاهها واراد أن ينفصلان
وهل انفصلت عنه؟
نعم فعلت وانفصلت عنه بالفعل لكنها كانت قوية ثابتة تتعرفين من تزوجت؟
لا تقوليها..
بل ساقولها فقد تزوجت منه أول رجل بحياتها لكنها قد كانت قد قومته وصار رجلا يعتمد عليه حقا فقد غادر المنزل للعيش مع جدته بعد تلك الحادثة وسط شفقة والده كونه احب فتاه ليست له لكنه تعلم وانتهى من دراسته وعاد كمهندس ناجح وحين التقي بها كانت لازالت طالبة لكنه لم ينسها ابدا فقد علمته درس عمره فكان يكن لها كل الاحترام حقا وربما الحب لامرأة صارت لغيره وحين علم أنها انفصلت عن زوجها عاد يطالب بها رغم رفض والده فهو لا يريد له أن يكون مكسورة لكنه أرادها وهى وافقت وحين تزوجها وجدها كما تركها ليعلم انها حافظت على نفسها من رجلين أحدهما لا يحل لها والثانى كان  لا يعلم ما يريده
قوية حقا
بالفعل قد كانت قوية كما انت انا
لكننى لم افعل لقد سلمت نفسي واستمتعت بالأمر
ومن قال إنه لا يجب أن تستمتع به لقد خلقنا محبين لهذا الأمر حتى تلك الفتاه لم تنس تلك المتعة البسيطة التى منحها إياها ذلك الشاب
لكننى منحت نفسي لرجل تزوج امى
بل هو المخطئ وليس انت لكن استمرارك الان هو الخطأ حقا اقبلى على الحياة مرة أخرى ومحاولة أن تنظر لنفسك كإنسانة جيدة
وهل سيتقبلنى الناس
واذا لم يفعلوا لا تكترثي فلتجربي الأمر مرة أخرى ولتحاولى أن تغيري من حالك
حسنا يكفي لليوم سانتظارك الاسبوع المقبل
حسنا دكتورة ناجى
ابتسمت أنا بود هذه المرة وهى تغادر العيادة
أغلقت امل دفترها وجهاز مسجلها حتى تغادر لمنزلها لكن ايميل دخلت وهى لا تصدق ما حدث
دكتور دافيد بالخارج
دافيد؟
نعم
اليوم والآن هو هنا؟
هل اعتذر له؟
لا ادخليه
ارتدت نظارتها وعادت لجلستها المعتدلة منتظرة دخوله
ببذلة رسمية كالعادة وبحضور طاغ دخل للمكتب واستقر بالكرسي المقابل لمكتبهاوبعد أن صافحها
لقد اتيت كى اعتذر
مم؟
من طريقتي التى تحدثت بها معك
لا أنا من يجب أن تعتذر حقا
اذا هلا قبلت دعوتى على العشاء
ماذا ؟
كما سمعت اريد أن ادعوك لتناول العشاء بصحبتى
انت تعرف أنه لا يمكننى ذلك
ولم؟
ببساطة انت ....
لا تقوليها فأنا لست مريض
حسنا لكنك تتردد على العيادة هنا
اذا لم احضر تلك الجلسات مرة أخرى
لن يغير هذا من الأمر شيئا صدقنى
لكننى اريد أن اتحدث معك حقا
اذا فلتتحدث
ليس كطبيب وحالة اصدقاء فقط
بسيطة
نهضت من جلستها وأشارت إليه ليتبعها وجلست باريكة بطرف الغرفة وأشارت له ليجلس على مقربة منها، خلعت نظارتها وفكت عقدها شعرها لتنسدل خصلاتها على كتفها وراحت تغلغل أصابها بها حتى تريح رأسها قليلا
كانت تريد أن تمنحه حقا الشعور بالراحة معها كصديق لكنها لم تعلم أنها فتنته فقد سرح بجمالها الهادئ، لم تكن من النساء اللاتى يدرن العقول لكنها كانت فاتنة بطريقة غامضة لم يفطنها لها من قبل
هل لديك صديق دكتورة امل؟
أرخى جسده للخلف وفك ازرار بذلته وانتظر ردها
كحبيب تقصد؟
نعم
حسنا لا لم يسبق لي أن اتخذت حبيب
مجرد علاقات عابرة؟
ضحكت بصخب ففتن بضحكتها لكنها هدأت وهى تعتذر له
اعتذر لكن والدى لو سمع ما قلته لاصيب بصدمة
هل يتحكم بكل حياتك هكذا؟
نعم، هو يفعل
وما سره ليتحكم بك من بعيد هكذا؟
حبه لي خوفه الأبوي على واحترام له هو ما يجعلنى اطيعه
لمعت عيناه بشيء علمت جيدا ما هو لذلك هى اردفت
لكن الأمر ليس كما تظن فوالدى رجلا عسكرى عربي له عادات وتقاليد قد تربينا عليها ولا يجب أن تتعدى تلك الحدود والتقاليد
وهل انت مقتنعة بذلك؟
بالفعل أنا كذلك
ولكن الا ترغبين بوجود رجلا بحياتك؟ غير والدك بالطبع؟
بالفعل اريد ذلك لكن متى جاء ذلك الرجل سيكون كلى له
تنتظرينه اذا؟
بالفعل متى دق قلبي له ساتبعه لإقصاء الأرض
يا الهى أن تدافعى حتى عن استقلالك؟
استقلالية! وما الذي سيضر بها؟ لقد ظلت والدتى بكتف والدى لأكثر من ثلاثون عاما لم تمله ابدا ولم ينتقص منها ولو مرة
اذا انت تتبعين نمط حياتى أيضا
بالفعل لكن ليس ما تفعله سوف اسالك سؤال
هل تستمتع بما تفعله؟
نعم
وهل انت مرتاح به؟
كثيرا
اذا ما الذي جعلك تبحث عن طبيب نفسي لتتحدث معه لم تريد أن يخبرك أحدهم بانك ذى علة؟
ولم تنظرين للأمر هكذا لم لا تقولين أننى أردت أن اتحدث عن الأمر مع احد، شخص لن ينظر للأمر كشيء مهول
ببساطة كان يمكنك أن تفعل ذلك مع صديق ينتمى لنفس هذه النمط من الحياة
اقترب منها بطريقة خطيرة حتى كادت أنوفهم أن تلامس
ولم لا تقولين أن قدري ساقنى كى اقابلك؟
همست له وهى تنظر له دون أن تهتز من قربه
اذا انت تقول أننى قدرك؟
ربما كاد يقبلها لكنها تراجعت للخلف بسرعة تاركة إياه معلق بإحباط لعدم قدرته على التأثير بها
لكنها ابتسمت بهدوء
لا تلوم حالك دكتور راسل فأنا محصنة ضد الرجال
هل انت شاذة؟
ضحكت مرة أخرى وابتعدت عن مكان جلوسه كى تهدأ قلبها الذي يضرب بصدرها فهو قد أثار كل خلية بها
لا، أنا فقط انتظر
تنتظرين؟
نعم من سيخترق كل تلك الجدران ليفوز بي بجدارة
حتى القبلة؟
سألها بشك مما يحدث لكنه سرعان ما فهم ما هى به
يا الهى انت عذراء حقا!
ابتسمت على وجهه المصدووم
نعم أنا كذلك، لم يفز أحدهم بايه جائزة
حتى قبلتك الاولى؟
حتى قبلتي الاولى
انت حقا جاىزة دكتورة ناجى
اعلم
اذا هلا خرجت برفقتى ارجوك
انت لم تتراجع اليس كذلك؟
لا، فقد زاد التحدى لذة الان
لا تكرر نفسك دكتور راسل فأنا لن تقع تحت سحرك اتفقنا؟
لا، فأنا لم اخسر تحد من قبل دكتورة وسترة بشأن هذا
قبل يدها وغادر بعد أن منحها نظرة متحدية لها وهو يعطيها بطاقة مسجل عليها أرقامه الخاصة اتصل. بي. فور عودتك للمنزل
كادت تعترض لكنه نظر إليها فاخفضت بصرها مما جعله يبتسم بانتصار ظنا منه أنها ستكون سهلة الترويض
ما أن غادر حتى نظرت في أثره مستمتعة وهى تهمس له
ستكون لعبة مسلية حقا دافيد لكننى أنا من ساديرها طبقا لقواعدى
سجلت بدفترها كل الملاحظات التى استنتجتها من جلستها معه
افتتان طبيعي
هوس الاشياء الحصرية
حب التحدى
أغلقت الدفتر وغادرت العيادة وهى مرهقة عاطفيا وجسديا فقد استنفذت كثيرا اليوم وقررت أن تبدأ خطتها لعلاج كلا من أنا ودافيد كى تحقق ما إرادته يوما بفرض طريقة جديدة للعلاج من خلال الاندماج بالحياة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي