الفصل الرابع

لم يكن حبًا ولكنه أحبني.



من أنت ولماذا تأثرني بهذا الشكل؟


وترك حسين الحفل وذهب غاضبًا والجميع بدأ عليهم الأستغراب ويتسائلون ماذا سيجري للعروس بعدما كتبت الكتاب؟ فالعريس قد ترك الحفل وهو غاضب لأنه تخدعه والعروسة تبكي وهي منهارة، والبعض بدأ يتسائل حولي أنا ومن أكون، سمعتهم يقولون: من تلك الفتاة التي جاءت لتقلب الحفل رأس على عقب.


فالجميع مازالُ ينظرون إليّ فخرجت" منه" من صمتها فقالت: لماذا أحضرتيه إلى هنا؟


فقلت وأنا أحاول ترك مسافة بيننا: ما ذنبي أنا لا أعرف بأنه خطيبك.

فأقتربت نحوي وخبطتني على كتفي وقالت: بالتأكيد كنتِ تعرفين، تدري أنتِ الوحيدة المتسببة في ألغاء زفافي، لن أسامحك طوال حياتي.

من الصدمة وحديث " منه "معي الغير مُجدي، لم أتذكر بأمر معاذ وأنه كان هنا معي، كم هذا سيكون صعب عليه بالتأكيد؟ وأيضًا هو ترك المكان منذ وقت لأنه أكتشف بأنها تخدعه، وعاتبت نفسي وقلت: كيف لي أنا أبقى بدونه ؟ وبالأخص هو يحتاجني الآن

صحيح أنا أنزعجت من" منه" لأنها هي السبب بتعب معاذ في ذلك اليوم، وأيضًا بسببها الآن أنا نسيت أمر معاذ، فحاولت الابتعاد عنها وهي ما هدأت بالكلام، فوجهت لي أتهامات عديدة لتريح ضميرها لأنه لعبت على الأثنين، تكلمت معها لكي أفهمها خطأها وللأسف ما كانت تسمع ألا نفسها.


فتركت المنصة والفرح ركضًا، فحاولت أن ألحق بمعاذ على أمل أن أجده وأنا بطريقي للخارج أتصلت به لكنه ما رد! بصراحة لن أندم على تركي "ل منه" بدون أن أدافع عن نفسي أمامها وأمام الجميع، تلك الاتهامات كانت باطلة ولكن قلبي الآن مع معاذ يُريد أن يطمئن عليه.

خرجت للخارج وعندما رأني خرج من سيارته وشاور لي، وعاود الدخول في سيارته، هذه الحركة أراد منها أن يخبرني بأنه ينتظرني، فذهبت إليه ركضًا، وركبت بجانبه ووضعت يدي على رأسه فقاد وهو منزعج بأعلى سرعة بملامح وجه حزينة للغاية، بالطبع ما أستطعت قول شيء له تركته يهدأ.


ولسوء الحظ خرجت السيارة سرعتها عن السيطرة وصُدمت في الحائط وتكسرت السيارة علينا، لكننا الحمد لله نحن كنا بخير، فأنا تأذيت قليلًا بركبتي، ويدي ورأسي، وهو تأذي قليلًا أيضًا بجروح سطحية.

أتذكر بأنه عندما وقع الحادث كنت في حالة صدمة بالكامل، لم أعي ما الذي حدث حتي سمعت صوت معاذ والهلع الذي به يقول كلام ليس مفهوم وهو يلقي علي نظرات أسف بعينيه، والعرق يتصبب من جبهته من التوتر، فأخرجني من السيارة وأنا أتوجع بشدة من ألم الذي في ركبتي و يدي و رأسي، فألقى معاذ علي بعض النظرات القلقة لأجد أنه لم يصمد كثير فيقول لي بلهفة وهو يجمع كلماته: خلود هل تأذيتي كثيرًا؟ أنا أسف لم أقصد أذيتك سأخذك إلى أقرب مشفى طوارئ لتضميم جروحك، وحملني بين يده وهو يكرر: أسف سامحيني.


وصلني شعوره بالخوف عليّ من أنفاسه، فحاولت عدم تحميله لمسؤوليتي أكثر فقلت له: أنا بخيرلا تقلق جرح صغير.

فأخذني لأقرب مشفى وهو مازال يحملني بين يده، فقد تأذت ركبتي وأنا أحاول الوقوف عليها لأبد أمامه بأني بخير، سقطت عليها ونزفت الكثير من الدماء، ساقي تأذت للغاية والباقي كان جروح سطحية ولكنها مؤلمة على جسمي الضعيف، طهر الطبيب جروحي وأعطى لي دواء.


وخرجنا من المشفى في حدود الساعة الثانية عشر صباحًا، وعندها أقترح إن اذهب معه لبيته، ورفضت بشده ولكن أصر وقال لي: لو لن تثقي بي سأخرج أنا أجد مكان وأنتِ نامي في منزلي.

فقلت لها: لا أفكر بهذا الشكل.

فبعد إصراره بأنه لن يتركني بمفردي، قال: أنا أعيش بمفرده ولا يوجد غيري بالمنزل لأني والداي متوفيان، فسأتركك به وأذهب أنا لأي فندق وأنتِ أمكثي بمنزلي وأغلقي على نفسك من الداخل جيدًا أتفقنا.

فقلت له: لكنني قمت بحجز غرفة في فندق قريب من هنا، لاتقلق فأنا رتبت كل شيء قبل مجيء إلى هنا، ساعدني وأوصلني لتاكسي وأنت أذهب لمنزلك.


فأجاب معاذ وهو يعقد حاجبيه: لا لن اتركك تذهبين للفندق بمفردك في هذه الساعة.


فقلت وأنا احاول اجعله يبتسم: يمكنك أن تأخذني إلى هناك.


فكتف يديه وقال: خلود قلت لا؟ وأنتهى الأمر.


فقلت وأنا عابثة بوجهي: ماذا سأفعل الآن؟

فرد عليّ وهو يضع يده هلى رأسي: قرري القرار بيدك، ولكن يمكنك الذهب لفندق بشرط واحد.


فقلت وأنا سعيدة: ماهو.

فأجاب معاذ وهو يمسك يدي ويركبني التاكسي فقال: اذن سوف نأخذ غرفتين بالفندق.


فرأيت داخل عينه الحزن والأسى، على ما عاشه الليلة، في الحقيقة صعب على أي شخص يتقبل هذه الصدمة، فسريعًا قبلت أنا اذهب لمنزله وقلت له: أنا أثق بك ثقة كبيره، لا يمكنك أن تعرف مقدارها ليس هناك مشكلة بالذهاب معك، ولكن سأذهب إلي بيتي في الغد لأني أشتقت إليه وأريد أن أجلس مع نفسي لأستوعب الذي حدث اليوم.

فقال معاذ وهو ينظر لجرح ساقي: أنا سأوصلك بنفسي لا تقلقي، كما أخذتك سأرجعك بأمان.

كان منزله قريب من المحطة لا أنكر إني خائفة قليلًا من الأماكن الجديدة وقلت بهمس: الثقة ياخلود لا تخافي منه.

فاجاب معاذ وهو ينظر لي: هل قلتي شيء؟

فقلت له وأنا أشير بيدي: لا بلا أجل، اقصد أقول منزلك من الخارج جميل.

فقال معاذ وهو يسبقها: هذا ورثته من والدي، أخبرني بأنه أشتراه بمبلغ مادي أخذه من صديقه.

فقلت باستغراب: أيفترض أن يأخذ صديقه منك المنزل مقابل استرداد المال.

فرد معاذ وهو يضحك: لا صديق والدي لن أراه أبدًا بحياتي، وليس أقصد بأنه ما منزلي، على ما أظن في الأعمال الحرة يتفاوضون بالأشياء بين الحين والأخر.

فوضعت يدي على رقبتي لأنها تؤلمني وقلت: ما كان عمل والدك.

فأجاب معاذ: مهندس.

فابتسمت وقلت: نفس عمل والدي.

فرد باندهاش: حقًا.

فقلت وقلبي يرفر: أجل، لكنه دائما منشغل عني، فهل والدك كان يفعل هذا؟

فمد معاذ لي يده وقال: نكمل بالداخل، كفى حديث بالخارج.


عندما دخلنا المنزل عرفني عليه وعلى طرقات المنزل والمطبخ والصالون، فأخذني لغرفته، كانت منظمة بعض الشيء، لكنه أُحرج مني من عبث أغراضه بها.

فأختار لي أقرب غرفة من غرفته و قال لي: اجلسي بهذه الغرفة إلى أن تسافري.


دخلتها وكأن أدخل غرفة الأحلام، متأكدة بأني رأيتها من قبل، هي كانت جميلة حقأ، فقاطعني بصوت حزين: تُريدي أي شيء سأذهب للنوم.

فقلت له: لا أريد شيء، تصبح على خير.

لم أسمعه يتكلم فكاد يغلق الباب فناديت عليه باسمه: "معاذ "هل أنت بخير؟

فأجاب وهو ينظر للأسفل: اجل أنا بخير، لا تقلقي.

فقلت وأنا حزينة: أنا أسفة بشان الذي حدث اليوم، فأنا أشعر بانه بسببي.

فوضع يده على رأسه وقال: أنا الذي من المفترض عليه أن يعتذر لمَ فعلته بكِ.

فقلت بلهفة: لكنك لم تقصد.

فرد وهو يخرج أنفاسه بصعوبة: نفس الشيء أنتِ لم تقصدي، نامي بأمان، فخبطت على الفراش وقلت وأنا أصرخ: اووه أمي.

كانت بيننا مسافة بعيده، هو كان يقف خلف الباب ف جاءني مسرعًا عندما سمعني أتألم وقال: هل تاذيتي؟

ونظرت عليه وقلت: أنا ليس بي خطب، أوووووه لقد أوجعت نفسي.

ظهرت عليه ملامح القلق فأجبت مسرعة وقلت:


خلود: أنا لم اتآذى أنا أمزح فحسب، اوووووه أتوجع بشدة، أسفة فأنا أكذب عليك مجددًا.

حرك شفتيه وأقترب مني وكان على وشك الحديث فأردفت: أنسى أمري الآن و أذهب أنت للنوم، وأنا سأنام أيضًا، لأني متعبة للغاية وأحتاج للنوم.


فشعرت بشعور مختلف عندما كان هنا، أيعقل أنني أحببته بهذه السرعة، هل من الممكن أنه ليس بتعود كما يحدث لي مع الأشخاص وحسب؟ لأنه مختلف عنهم دخل حياتي فجأة وأسعدني، صحيح أنا لا اعرفه جيدًا للآن، لكني واثقة بأني انجذب إليه لأن قلبي يخفق له عندما يرأه.




ذهب وتركتي وتحركت قليلًا بالغرفة فأغلقت الباب بالقفل المحكم الخاص به، ومن ثم أستسلمت للنوم، ونمت نوم هادى إلى أن استيقظت على طرق كأنه طرق على خشب، تخيلت في البداية أني أحلم فأغمضت عيني وعادوت النوم، ولكنها كانت تزداد فقمت مفزوعة وقلت: من بالخارج....؟ ماذا تريد؟


فسمعت صوت رجل يقول: بائع الحليب ياسيدتي.


وسكت الصوت وعاودت النوم ومن ثم قال معاذ وهو يمزح معي: بائع الحليب يا سيدتي، هل تريدين؟


فأطمئننت قليلًا عندما عرفت بأنه معاذ وقلت وأنا مازلت ليست مستوعبة: لا أريد شكرًا، أتركني وحسب.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي