الفصل ال3

كانت تمشي تحت المطر وتتحدث الى نفسها

"ماذا اصابك؟؟"

"لماذا كنتُ متلهفة لمعرفة مكانه مع انني لم اعد اطيقه؟؟"

"لقد اصبت بالهلع بعد ان تذكرت اين رأيت مدير اعماله"

"تباً لي.. كم انا غبية وحمقاء وتافهة"

"ربما هو ينام على سريره المريح الان وانا هنا اتألم بسببه"

دخلت الشقة فقالت شيري من خلفها خائفة: اين كنتِ؟؟

_دعيني وشأني. (ببرود شديد)

_لن افعل مالم تخبريني اين كنتِ (بغضب)

صرخت جولي بصوت عالي: دعيني وشأني عليك اللعنة

نظرا الى بعضهما

جولي تبكي وشيري متفاجئة

دخلت الاولى الى غرفتها واغلق الباب بقوة، بقيت شيري مترددة واكتفت بالصمت

في الصباح وعلى طاولة الطعام كانت جولي تأكل ببطء شديد وامامها تأكل شيري

الثانية: لقد تأخرتي على الجامعة

_لن اذهب. (تُقلب الطعام في أناءها دون اكله)

_لماذا؟؟

وقفت جولي ثم جلست على الاريكة تشغل التلفاز وتقول: لن اذهب وحسب

وقفت شيري متكتفة الايدي وقالت: اخبريني ماذا حدث البارحة؟؟

_لا شيء، ودعيني وشأني والا تركت لك المنزل دون رجعة (بحدة)

تركتها شيري منزعجة: تباً

وقبل المساء دخلت شيري الشقة ووجدت جولي لم تتحرك من مكانها

تنفست بعمق وسارت لتدخل غرفتها

ثم دخلت الحمام وخرجت لتحضر الطعام وتقول بتذمر:اعود من العمل متعبة ثم احضر الطعام وارتب المنزل وهي تجلس كالأميرات،هذا مزعج حقاً

نظر الى جولي التي اطفأت التلفاز واستلقت على الاريكة تتصفح هاتفها

صاحت شيري:هل تناولتي شيئاً؟؟

_لا

وقفت بقربها وقالت:لقد قابلت استاذك ماثيو عند الباب وسألني عنك

لم تجبها الاخرى

يأست منها شيري والتفتت لتتركها لكنها سمعتها تقول: لقد ذهبت لأجد مكان أي تي البارحة

اغمضت شيري عينيها بخذلان

نظرت اليها منزعجة

جولي تجلس ببكاء: لقد ذهبت لأجده وابصق في وجهه

جلست شيري بقربها بحزن: جولي، ظننت اننا نسينا هذا الامر

صاحت باكية: لقد دمر لي حياتي، لن اتركه حتى اذيقه من المر الذي تذوقته بسببه

احتضنتها شيري وهي تقول: حسناً اهدأي، اهدأي

في اليوم التالي نظر ماثيو الى مكان جلوس جولي في القاعة ولم يجدها اكمل المحاضرة بشكلا طبيعي

بعد نهاية المحاضرة نادى على مايا

اقتربت منه

ماثيو: لماذا صديقتك غائبة منذ يومين؟؟

ظمت مايا شفتيها ثم قالت: لا اعلم السبب تماماً لكنها معكرة المزاج منذ فترة

_اذن اخبريني، هل تجيد الغناء؟؟

_ماذا!!! (متفاجئة)

_مابك؟؟ اجيبيني

صاىت مايا تحرك نظرها هنا وهناك وتقول: لا، لا تجيد الغناء

_كيف وقد سمعتُها تغني!؟

_ماذا.

_هل تجيد الغناء؟؟؟؟ (بأصرار منه)

_اجل. (يائسة)

_اذن لماذا تنكر ذلك

_لأنها تركت الغناء منذ خمس سنوات

_لماذا خمسة؟؟

_لقد حدث شيءٌ جعلها تكره الغناء. (بحزن)

تنفس ماثيو بعمق وقال: حسناً، يمكنك الانصراف

غادرت وتركته يفكر بكلامها

عاد الى المبنى فوجد جولي تجلس على رصيف الطريق وامامها ريك يستند على دراجته وبرفقتهما بعض الشباب من الرجال

وقف ونظر اليها وهي لاحظته لكنها لم تكترث

سار بقربهم بهدوء وريك ينظر اليه حتى دخل المبنى

ريك: انه مزعج حقاً جاء لقاعتنا ايضاً

_لن يؤثر علينا بشيء. (ساخرة)

في اليوم التالي وامام القاعة كلها

قال ماثيو: اليوم اريد ان ارى موهبة احدهم، جولي تعالي الى هنا

استغربت جولي ولاحظت ان الجميع ينظرون اليها

نظرت الى مايا التي تظاهرت بعدم فهم شيء

وقفت جولي ونزلت درجات القاعة ووقفت بقرب ماثيو قائلة: عن اي موهبة تتحدث؟؟

_قفي امام زملائك وغني لنا الان

اصدرت ضحكة صغيرة وقالت: ومن قال لك انني اجيد الغناء؟؟

_ستغنين الان والا لا تدخلي محاضرتي بعد الان وسيعني ذلك رسوبك

نظرت اليه منزعجة

اعطاها المايكروفون، اخذته بهدوء والتفتت للطلاب

جلس ماثيو على مكتبه منتظراً ان تبدأ

نظرت جولي للجميع وقربت المايكرفون من فمها وبدأت الغناء بطريقة مزعجة ومُضحكة صارت تصدر اصواتاً غريبة جعلت الجميع يَصمون اذانهم حتى ماثيو اصم اذانه بأصابعه ومايا صارت تضحك بخفية

_توقفي. (صاح ماثيو)

توقفت جولي فقال: تظنين نفسك ذكية؟؟

_لكنني لا اجيد الغناء حقاً (متظاهرة بالبرائة)

_عودي الى مكانك

وبأبتسامة النصر وضعت المايكروفون على المكتب وعادت الى مقعدها

ماثيو: نريد موهبة فذة بعد الذي سمعناه

ضحك الجميع وانزعجت جولي لكنها لم تكترث

بعد نهاية المحاضرة جاءت الفتاة الرقيقة التي سبق وتحدثت مع ماثيو في اول يوم له معهم

فقالت بثقة : استاذ انا ادعى كارمن ويمكنني ان اساعدك في اي شيء

ماثيو: شكرا لك كارمن، ان احتجت لشيء سأخبرك

ابتسمت له وغادرت

وصل ماثيو بسيارته الى المبنى فرأى شيري تقف امامه ولكن يبدو عليها الارتباك والحيرة

نظر اليها وقال: مرحباً

نظرت اليه بإبتسامة خفيفة: اهلا استاذ ماثيو

_تبدين متوترة مالامر؟؟

_اه اجل، من المفترض ان تصل سيارة الشركة الان لكنها تأخرت

ووردها اتصال

ردت: مرحبا.. اووه.. حقاً؟؟ هذا ليس جيدا ابدا (منزعجة) تباً (واغلقت الهاتف)

نظرت بالاتجاه الاخر ل ماثيو ثم نظرت له بعيون كئيبة: لقد تعطلت السيارة

ابتسمت: سآخذ سيارة اجرة

_لا، سأوصلك بنفسي

_لا اريد ان اتعبك ولقد وصلت للتو من الجامعة

_لا بأس هيا اركبي. (وهو يركب سيارته المتواضعة)

ابتسمت شيري وركبت بقربه

وفي الطريق

سألت شيري وكأنها تخشى الاجابة: اممم كيف هي جولي في الجامعة؟؟.،

بطريقة اعتيادية: انها بخير

سكت لثانية ثم اردف: لكن استغرب انها لا تملك اية موهبة وهي في جامعة الفنون

ابتلعت شيري ريقها ثم اجابت: حسناً، دخلتها لأنها ظنتها الاسهل، لكنها كانت تجيد الغناء

_وماذا عن الان؟؟

_كرهت الغناء جداً بعد ماحدث معها

_مالذي حدث لها؟؟

_حسنا انا حقاً لا استطيع التحدث بما حدث لكنها تحتاج للمساعدة، لقد فعلت كل شيء معها حتى كرهتني

تنفس ماثيو بعمق وقال: لقد فهمت

وصلا الى شركة ما وقبل ان تنزل شيري قالت: شكرا لك استاذ ماثيو شكرا لك جداً

_لا عليك، وناديني ماثيو فقط ارجوك

_حسنا، الى اللقاء. (مبتسمة وتنزل من السيارة)

بعد ايام

دخل ماثيو قاعة جولي وقال للطلاب: اسمعوني، لقد صرت استاذكم الرسمي لمادة الفن

مسحت جولي على وجهها بيديها وهي تقول: تباً

فتح ماثيو ورقة اعلان كبيرة والصقها على الجدار وقال: لقد قسمتكم حسب مواهبكم وكل واحد سينضم الى المجموعة التي تناسبه يمكنكم الاطلاع على الملصق بعد المحاضرة

وحقا هذا مافعله الطلاب ومن ضمنهم جولي التي اقتربت ببرود وابعدت كارمن عن طريقها فقالت الاخيرة منزعجة:  يالك من مزعجة

مايا: اصمتي

كارمن: بل انتِ اصمتي يا كلبة جولي المدللة

دفعتها جولي وهي تنظر لها بحدة وقالت:  اغلقي فمك الثرثار ايتها الواشية

بأبتسامة ساخرة اجابت كارمن:  قد اكون واشية ولكنني ابقى افضل منكِ ايتها المهووسة

اشتعلت النار في قلب جولي وظهر الغضب على عينيها فأمسكت كارمن من ياقتها الا ان البقية تدخلوا وكلتاهما لم تسكتا

جولي "تباً لك ايتها الحقيرة"

كارمن "اتركيني ايتها المتشردة المتنمرة الوقحة" 

صكت حولي اسنانها ودفعت كارمن بقوة الا ان صديقاتها امسكنْ بها

صاحت كارمن:  تباً لك، لا يمكنني ان اقبل ان اكون معك في نفس المجموعة

نظر مايا الى الاعلان وقالت ل "جولي"  : نحن معها في مجموعة الغناء والموسيقى

جولي وهي تنظر الى كارمن: ذلك الماثيو سيلقى حتفه على يديّ

وعند عودة جولي من الجامعة توجهت مباشرة الى شقة ماثيو ورنت الجرس

فتحه هو فقالت منزعجة:  مالذي تريده مني؟؟

_انت من اتيتي الي ولستُ انا، فمالذي تريدينه مني؟؟؟    (ببرود)

تنفست الصعداء: لناذا وضعتني في مجموعة الغناء والموسيقى؟؟

_ولماذا لا تناقشينني بذلك في الحامعة؟؟ ام لأنني جارك يكون الامر عادي؟؟، ثم انك تكلمينني بطريقة ستجعلني اغلق الباب في وجهك

_اجبني.      (بأنزعاج)

_اسأليني بطريقة اظرف وسأجيبك

وبنظر ثاقبة اجابته: هل انت مع...(لم تكمل ثم اغمضت عينيها وفتحتهما) اتركني وشأني

اغلق الباب بوجهها بعد ان قال:  لكِ ذلك

صرخت: اتركني وشأني

نزلت فرأت شيري تقف امام باب شقتهما وتقول: مابكِ؟؟ لماذا تصرخين؟؟

عبرتها جولي ولم تجبها ونزلت لتلتقي ب(ريك)

ركبت خلفه بالدراجة وانطلقا

عادت بعد منتصف الليل

فتحت الباب وهي تترنح قليلاً

نظرت لها شري ووقفت قائلة:  اين كنتِ

حركت جولي يدها بأشارة ان تبتعد عنها

شيري غاضبة: انا اتحدث اليك

نظرت لها جولي بعيون ناعسه: ما الذي تريدينه

_اين كنتِ؟(بحده)

وبطريقة غاضبة جداً قالت جولي: اغربي عن وجهي

صفعتها شيري قائله: تافهة

توسعت عيني جولي من الصدمة وغادرت قائلة: اكرهكِ بشدة

خرجت شيري خلفها تصرخ: عودي حالاً.. قلت لكِ عودي الان

َ ماثيو كان يعمل على حاسوبه المحمول وسمع صوت  شيري وهي تصرخ، فتح الباب وانتبه انَ شيري اغلقت باب شقتها وكذلك سمعَ صوت باب السطح يُغلق

نظر الى الأعلى وقرر إن يصعد

وقف عند الباب وسمع حركة احدهم ثم شهقة بكاء

حركَ قدمهُ ليدخل السطح لكنه سمعَ صوت مشط جيتار فتوقف وبقي يسمع دندنات لحناً ما ولم يكن اللحن غريباً عليه

تفاجئَ قليلاً لأنه لحن احدى اغانيه

لكنه  اقشعر بدنه عند سماعه صوت جولي وهي تغني

شعر ان قلبه يخفق بقوة وبطريقة تصعب وصفها

تجمد في مكانه وبقي يستمع

فبدا له ان هناك ملاكاً تحت ضوء القمر ويغني باكياً بصوتٍ عذب وشجي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي